إحدى الأمهات أصيبت بذهول شديد حين رأت البثور والتقرحات تنتشر  في كفي وقدمي طفلها وحول فمه. وكبُرت دهشتها حين أخبرها طبيب طفلها: ابنُكِ مصاب بفيروس اليد - القدم - الفم.. فما هو هذا الفيروس؟ وأيُّ طفل معرض للإصابة به؟ وهل من إشارات تحذيرية مسبقة؟

تزيد الإصابة بهذا الفيروس، ذا الاسم الثلاثي، عند تغيير الفصول. في الربيع أو في الخريف. وقد يتفشى مثل الوباء كما حصل منذ أعوام في تايوان. وهو يسبب أعراضاً لكنها غالباً ما تمر من دون مضاعفات سلبية إلا في أجسام من يعانون الإكزيما الجلدية. إنهم يعانون أكثر من سواهم.

من يواجهن من الأمهات مثل هذه الحالة مع أطفالهن يُصبن بالذعر، لأن الأغلبية لا تعرف عن هذا النوع من الفيروسات شيئاً. اسم المرض بالإنجليزي Hand, foot and mouth. وقد ترتفع فيه حرارة الطفل إلى 39 درجة، وتظهر في يديه وقدميه وحول فمه البثور الحمراء، بحجم حبة العدس. واللافت أن الطفل نادراً ما يشعر في مثل هذه الحالة بالإعياء الشديد بسبب ارتفاع الحرارة. ولا تترافق إصابته مع سيلان في الأنف ولا سعال، بل مجرد طفح جلدي وتقرحات وبثور وربما ألم بسيط في البطن والحلق، مما يجعل الطفل يمتنع تلقائياً عن تناول الطعام. وقد تنبعث أحياناً رائحة كريهة من الفم بسبب جفافه.

طبيعة المرض

المرض هو مجموعة أعراض تصيب الأطفال بين سنتين وست سنوات. وفي حال إصابة أحد الأطفال في المنزل، فالعدوى ستطول حتماً كل الباقين، لأنه شديد العدوى وانتقاله سهل جداً، إذ يكفي أن يسعل طفل أو يكح أو يعطس حتى يتطاير رذاذ ما فعل في المحيط ويلتقطه الآخرون بسهولة عبر التنشق، مما يسمح بعبور الفيروس إلى الخلايا عبر البلعوم وإلى قناة الهضم وصولاً إلى الدم. وقد ينتقل المرض أيضاً عبر البراز، لهذا يُفترض الحفاظ على النظافة كثيراً.
تظهر الأعراض على الطفل بعد أيامٍ من إصابته بالفيروس، وتبلغ فترة الحضانة بين ثلاثة وستة أيام، ويستمر معدياً مدة خمسة أسابيع تلي الإصابة. وهذا الفيروس مثل نزلات البرد والإنفلونزا قد يتكرر، مع العلم أن من يُصاب به يتحصن منه، لكنه مشكل من سلالات متنوعة مما يجعل تكرار الإصابة ممكناً.

فيروس عنصري

لا دواء للإصابة بهذا الفيروس، فهو يذهب كما أتى بهدوء. لكن يُنصح بإبقاء الطفل في راحة، حتى لو لم يكن يريد هذا ولا يشعر بالخمول، إلى أن تنخفض درجة الحرارة التي تزول غالباً في غضون ثلاثة أيام، وفي حال تذمر الطفل من التقرحات حول الفم، فيمكن الطلب منه غسل فمه بمطهرات معينة. ويُنصح بالطلب من الطفل أن يشرب المياه والسوائل منعاً لحدوث الجفاف. ويهم هنا معرفة أن هذا الفيروس يصيب الذكور أكثر من الإناث. فهو عنصري.

إصابة الأجنة

النساء الحوامل يتعرضن بدورهن أحياناً لذلك الفيروس، لكن من دون ظهور أي أعراض عليهن، لكنهن قد ينقلن العدوى إلى أطفالهن حديثي الولادة.

درهم وقاية

لكي نحمي أطفالنا في سنواتهم الأولى يجب اعتماد هذه الوسائل:
• غسل الأيدي بالمياه والصابون بعد الذهاب إلى المرحاض، وقبل تناول الطعام، وبعد مسح الأنف، وبعد تغيير الحفاضات أو الملابس المتسخة.
• تجنب مشاركة الأوعية والمناشف والجوارب والملابس نفسها بين الإخوة والأخوات قبل غسلها.
• تعليم الأطفال آداب السعال والعطس بأن يضعوا محارم على أنوفهم.
• وجوب التخلص من المحارم المستخدمة فوراً.

إشارات المرض

نادراً ما تتطور الحالة وتصبح خطيرة، لكن راجعوا الطبيب فوراً في حال لاحظتم على أطفالكم الأعراض التالية: (حمى تدوم أكثر من ثلاثة أيام، يباس في الرقبة، نعاس وتعب مفرط، عدم قيام الطفل بالتبول خلال 8 ساعات، حركات غير طبيعية، تنفس سريع، وصعوبة المشي).