شابة طموحة، سيدة أعمال ومصممة أزياء شغوفة. بدأت مشوارها بالتصميم في سن مبكرة، وأغرمت بالفنون الجميلة، كالنحت والخياطة والرسم، استهواها أيضاً التصوير الفوتوغرافي. توالت نجاحاتها وأعمالها إلى أن قامت بتأسيس مجموعتها الإبداعية BEYOU، المنصة التي سُخّرت للشباب والمصممين الناشئين والمواهب المبتدئة بالتصميم، لبدء مشوارهم التنافسي.
تؤمن الشيخة ميثا بنت حشر آل مكتوم بالمواهب الشبابية، وترى أنه من الضروري تقديم الدعم لهم والوقوف إلى جانبهم، لأنهم بُناة الوطن. «زهرة الخليج» التقت الشيخة ميثا. ونسألها:

• كيف بدأت خطواتك الأولى بعالم الأعمال والأزياء؟
درست في الإمارات، وتخصصت في إدارة الأعمال في الكلية التقنية، وبعد التخرّج شاركت في دورات عديدة، كالتصوير والغوص والكروشيه، إلى أن أسست موقعي الإلكتروني، وبدأت أعمالي الخاصة بتصميم لوحات التزلج والخوذات التي تم بيعها إلى «هيئة الأعمال الخيرية». وأطلقت علامة تجارية خاصة هي Cotton Candy، وركزت فيها على تصميم أحذية نسائية أنيقة تواكب الموضة، ومصممة لكل فتاة وسيدة تهوى الألوان وتعشق البريق. أردت أن أصمم ما هو مختلف وبأسعار معقولة أكثر، فأنتجت «شباشب» بكريستال «سواروفسكي» كامل، وبعدها أخذت الأمر بشكل احترافي أكثر، لا سيما عندما رأيت صديقاتي يُنشئن مواقعهن الإلكترونية الخاصة من عباءات وفساتين. فأنشأت موقعاً محترفاً، واهتممت أنا وشقيقتي بكل التفاصيل، من اسم العلامة التجارية «اللوغو» وغيره. وبدأت بـCotton Candy، ثم للحصول على الرخصة كنا نحتاج إلى «بوتيك»، واستغرق الأمر عاماً لاعتماد علامتنا فـــي Harvey Nichols وBloomingdale’s.

كُن نفسك

• كيف أبصر مفهوم مجموعة Beyou النور بشكل كامل؟
في البداية كنت مشغولة كثيراً، لذا صممت تشكيلتين، واحدة عادية هي pink caravan، والثانية مُفعمة بالكريستال وأكثر جرأة. في الوقت نفسه، افتتحنا محلاً في «جميرا بلازا» عام 2012، ثم وجدنا أننا لا نستطيع النمو وتكبير علامتنا لأن المساحة صغيرة، إلى أن افتتحنا «بوتيكنا» في دار الوصل، وحصلنا على المكان من دون أن يعرفوا اسمنا وخلفيّتنا على الإطلاق، وأصابتهم الصدمة فيما بعد. وقالوا لي لماذا لم تخبرينا؟ فأجبتهم بأنني رغبت في أن يُعجبوا بالفكرة التي أعمل على تحقيقها، وأن يتم النظر إليها بطريقة مختلفة. في البداية، عندما بدأنا بأزياء النساء دخل إلى «البوتيك» أحد الرجال قائلاً لنا: هل لديكم أشياء للرجال، لأنني أريد أن أكون نفسي؟ وهذا يدل على أن الناس تلقفوا الفكرة التي نريد إيصالها. وكانت تأتي إلينا طبيبات ومحاميات كمصممات أزياء، عندهن أعمالهن الخاصة، ولكنهن هاويات التصميم بشكل جانبي، ويُحببن ما يفعلن.

اتبع شغفك

• من أين انبثقت فكرة مشروع «كن نفسك»؟
أرى أن كل الناس يتطورون، لذا علينا أن نجاريهم في التطور، وكان دورنا يتمثل في أن نُظهر لكل شخص كيف يمكن أن تتغير بطريقتك. فحتى العباءات والشيَل تطورت، إلى درجة أن الأجانب بدؤوا يصممون «شيَل» للعرب. ولكن اسم BeYou أتى من فكرة أن تكون أنت نفسك بالحقيقة، وعندما تصبح كذلك يمكنك أن تكون أي شيء آخر، بدءاً بالشكل فتكون سعيداً بمظهرك. هي رسالة إلى كل مصممة ومصمم، أقول فيها: «اتبع شغفك الأساسي وما تحب أن تفعله». فعندما تحبين الشيء تُبدعين فيه، وهذه طريقة لإيجاد سعادتك الخاصة ومكامن قوّتك والدفع بها إلى الأمام.

• كيف استوحيت اسم العلامة BeYou؟
وراء الاسم قصة، إذ التقيت فتاةً وسألتها: «ماذا تُريدين أن تفعلي عندما تكبرين؟ أجابتني: أريد أن أصبح مشهورة. فقلت لها: مشهورة في ماذا؟ أجابت: فقط مشهورة». نحن عندما كنا صغاراً كانت لدينا تطلعات وأهداف، فكنّا نقول نريد أن نبني مستشفى أو مسجداً، يعني أننا لدينا أهداف معينة. طبعاً ليس خطأ أن نكون مشهورين، ولكن ثمة توجيهات معينة الآن، لأن الجيل الجديد أكثر عرضة لشتى التطورات التكنولوجية ووسائل «التواصل الاجتماعي». ولكن ثمة فرصاً مفتوحة لاستثمار هذه التكنولوجيا لمصلحة الإنسان، فمن الممكن أن تكون مشهوراً لخلق وظيفة جديدة، حتى إنّ المغني العالمي «جاستن بيبر» اشتهر بسبب الـ«يوتيوب» وأصبح مغنياً. وملاحظة صغيرة هنا أودّ قولها، وهي أننا لدينا خمس محاميات يصممن أزياء أيضاً، لذلك انتقينا اسم BeYou.

• هل تعتقدين أنك قدمت رسالة اجتماعية بدأت تلاقي أصداء إيجابية بين جيل الشباب؟
أنا أراقب الأمور منذ أيام الكلّية، وخلصتُ إلى أن بعض الأمهات مثلاً كنّ يشجعن بناتهن ويعدنهُنّ بأنهن إذا نجحن دراسياً، فسوف يقمن بإجراء عملية تجميل لهن. لذا أقول للشابة أو السيدة: «كُوني نفسك». ثمة أناس كثيرون يرغبون في أن يكونوا على شكل أحد ما، كشكل (الكاردشيانز) مثلاً، يقصدن الجراح ويطلبن ذلك إلى أن يخرّب أشكالهن وجمالهن. لذا يجب على الإنسان أن يفتش عن الموهبة التي يملكها ويعززها.

دعم معنوي

• ماذا كانت مهمتكما كشقيقتين في البداية؟
بدايةً كنا شريكتين، وعندما تسلّمنا المحل موّلناه من جيوبنا الخاصة، وتلقّينا الدعم المعنوي من عائلتنا. لقد بدأنا مع 14 مصمماً مبتدئاً، وقمتُ بزيارة معارض عديدة في الخارج، مثل باريس بجنوب فرنسا، والبحرين، لمعرفة ما يجب وأحب أن يتضمنه «البوتيك».

• ما المعيار الذي اتبع لاختيار التصاميم والمنتجات التي يعرضها «البوتيك»؟
الاختلاف والمنتجات الأصلية والمبتكرة، الجودة والسعر المناسب والمعقول لهذه الجودة. أصعب شيء كان إيجاد المصممين المناسبين والمتوازنين، فكان صعباً أن نقول لهم: «لا يمكنكم الانضمام إلينا إما بسبب ضيق المساحة، أو بسبب التشكيلة المقدمة نفسها». لأننا لا نحب قول كلمة لا، ولكننا لا نستطيع قبول كل شيء حفاظاً على مستوى المصممين الآخرين ومعايير الجودة.

• أين ترين نجاحاتك بعد ست سنوات من اليوم؟
حول العالم، لأن لدينا مهتمين بما نقدم من بلدان مختلفة. نحن نعمل على مشروع Franchise للوصول إلى أنحاء العالم كافة، وقد أتتنا طلبات عديدة. مفهوم «البوتيك» بأنها علامة فيها concept عديدة. وأيضاً من الممكن أن نوفر أعمالاً لأصحاب الأعمال في باريس، إذ لدينا الهيكلية التنظيمية للقيام بذلك، ونحتاج إلى الوقت اللازم في البلدان كافة.

تمكين المرأة

• من منطلق أعمالك، كيف تسهمين في تمكين المرأة الإماراتية؟
في كل ما سبق ذكره، راسلت وأراسل معظم الإماراتيات، واشتغلت مع كثيرات منهن، أمثال بدور خوري ولميا خان اللتين بدأتا أعمال التصميم، عندهما ورشة وتشكيلة أزيائهما تباع لدينا منذ ست سنوات، وافتتحتا موقعهما التسوقي فيما بعد. كما اختار (بلومينغديلز الكويت) مجموعتهما وأخذ تشكيلتهما من هنا. لذا، نحن نُعتبر جزءاً من أعمال المصممين كمنصّة لعرض وتسويق تصاميمهم، كما نقيم أيضاً المعارض بأقل تكلفة ممكنة وأعلى جودة، ونوفر لهم التسويق والعلاقات العامة والاستشارات، ونعطيهم موقعاً جيداً جداً بأسعار غير مُبالغ فيها. حتى الـPackage لدينا تدعم المصممين الجدد.

• هل ممكن أن تسموا لنا مصممات إماراتيات ترين أنهن متميزات؟
خلود بنت ثاني، حنان وحصة الشعفار، بتصاميمهن الرائعة والمتميزة. كلهن لديهن لمسات ورؤى خاصة بعيدة عن التقليد، ويقدمن ما هو عالي الجودة.

«كوكو» و«دايان»

• بمن تأثرت من المصممات العالميات اللواتي كنّ أنفسهن؟
أحب «كوكو شانيل» وقصة حياتها ونجاحها، وتُلهمني أيضاً Diane Von Furstenberg، كل منهما لديها إبداعات فريدة لا تشبه أحداً وبدأتا من الصفر ونجحتا.

• هل تظنين أنه في عصرنا الحالي سنشهد بدايات مصممات كهؤلاء؟
بالتأكيد، فقد شهدنا بدايات الكثيرات ونرى أنهن يتجهن إلى العالمية، وأرى أن خلود بنت ثاني موهوبة جداً.

• في اعتقادك، ما معيار الوصول إلى العالمية؟
العمل والمثابرة والأصالة والذكاء، وربما بعض العلاقات العامة. ولا دخل للحظ والصدفة في هذا الأمر.