لولا العطاء، لكانت الحياة موحشة. آلاف الأطفال تقذف بهم الحروب وراء حدود بلادهم. تنتزعهم من بيوتهم، ونومهم، وألعابهم، وتلقي بهم إلى المجهول. العائلات تتوزع بين شتات المخيمات، والخوف من الحرب كابوس لا ينام.
‎إنه العطاء، أكثر ما يجعل هذه الحياة قابلة للأمل، وحين يستطيع الإنسان أن يسمعه ويراه ويحسه في وجوه الآخرين، سيختبر أجمل مشاعر الاحترام والامتنان، لمن أنقذ الصغار والكبار من الموت، أو التشرد، أو الجهل، وآواهم، سعيداً بما يعمل، وفخوراً بالخير الإنساني الذي فيه.
‎هذه المشاعر عشتها مؤخراً، وعشت معها رؤية العطاء الإماراتي، بأبهى صوره ومعانيه، وهو يمنح السلام لأكثر من ستة آلاف لاجئ سوري في المخيم الإماراتي الأردني «مريجيب الفهود». كنّا إعلاميين وفنانين في زيارة للمخيم، دعت إليها شركة «أبوظبي للإعلام»، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وأول ما لمسناه سريعاً الحضور العميق للمؤسس الكبير، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لدى جميع سكان المخيم، الأفضل تجهيزاً ورعاية، بين مخيمات  السوريين في دول اللجوء.
‎اسم الراحل الكبير على ألسنة الأطفال في الأغاني والقصائد وكتب القراءة. يأتون على ذكره بمحبة وإجلال، ومنهم من وُلد في المخيم، ويعتبر زايد بطله وقدوته، في حين يتحدث الكبار عن المدارس التي شيدها العطاء الإماراتي، والرعاية الصحية، وكل ما يمكن عمله، لتمر محنة اللجوء بأقل الأضرار المادية والنفسية، فيواصل الأطفال سنوات دراستهم، ويأمن الناس على معيشتهم، في انتظار العودة إلى الوطن.
العطاء الإماراتي جعل فرح الأطفال ممكناً، فهؤلاء الأكثر تضرراً من الحروب والكوارث. قادتنا الجولة إلى مسرح في المخيم، وحضرنا احتفال صغيرات بفساتينهن البيضاء، وشاهدنا سعادتهن، وهن يرقصن، ويرددن الأغنية المعروفة «الله يا دار زايد»، وكانت لحظات بالغة التأثير في الإصغاء إلى أصواتهن، وقد أصبح زايد في كل مكان رمزاً لكل عطاء، ولكل سلام، تنشره الإمارات حيثما امتدت أيادي أبنائها وبناتها.

ضوء

زيارة الوفد الإعلامي والفني إلى «مريجيب الفهود» تمهيد لإنتاج دراما إنسانية، تجسد دور العطاء الإماراتي في مساعدة اللاجئين، لتظل «دار زايد» أغنية عذبة، تمنحنا كل هذا الحب والجَمال.