لا يختلف أحد على عراقة الفن الكويتي وأصالته، ووصوله بشتى أنواعه إلى الجمهور العربي،
فما قدمه الفنانون الكويتيون  على مدى تاريخهم أسهم في ترسيخ أعمالهم في أذهان الأجيال المتعاقبة. «زهرة الخليج» التقت الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، الدكتور بدر فيصل الدويش، 
في حديث عن المسرح والموسيقى واهتمام دولة الكويت بالفنون. ونسأله.

• للفن الكويتي إرث كبير، كيف يحافظ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على ديمومته؟
يشرف المجلس على كل أنواع الفنون، ومن هذا المنطلق يقع على عاتقنا أهم مجالات الفن، لا سيما المسرح، ومعروف أن للمسرح الكويتي تاريخاً عريقاً وله بصمة راسخة في محيطنا الخليجي والعربي؛ لذلك نراعي ذائقة الجمهور فيما نقدم من أعمال تسهم في بقاء الصورة الفنية الكويتية ناصعة، ومعروف أن المسرح الكويتي متجدد.

• تقيم دولة الكويت مهرجاناً سنوياً للمسرح أين يقع دوركم في المجلس؟
دورنا ينبع من إعداد الأهداف العامة وتنفيذها على أرض الواقع، فالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يتعامل بوضع المفردات العامة والخطط والأهداف والرزنامة من خلال لجان متخصصه للفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص، وبالنسبة إلى العروض المسرحية التي تعرض، فالقرار ليس فردياً بقدر ما هو قرار جماعي، فاللجان المتخصصة تقوم بدورها في هذا الإطار، وهناك لجنة لتقييم العروض وإجازتها، وبالتالي المجلس الوطني يفهم هذا المعنى لمشاركة الآخر، فمنهم أساتذة مهنيون أكاديميون وهناك كوادر تعمل معهم وتساعدهم.

فنون شعبية

• حدثنا عن الموسيقى في الكويت، وكيف يدعم المجلس الموسيقيين؟
من مبدأ الموسيقى غذاء الروح، هناك دائماً استراتيجية لدعم هذا الفن من خلال تكريم من عدد من الفنانين المخضرمين من خلال مهرجان القرين الثقافي السنوي، أو من خلال مهرجان الموسيقى الدولي والذي يقام في دولة الكويت كل عام. إضافة إلى المشاركة في الأسابيع الثقافية في بعض الدول، التي ندعم مشاركة فرقنا الموسيقية فيها، فضلاً عن حرصنا على الحفاظ على الفنون البرية أو البحرية، فهي تمثل تاريخنا القديم، وهناك فرق تتعامل مع هذا المفهوم بحرفية ومعايير سليمة، مثل فرقه الجهراء والرندي وابن حسين من خلال مخصصات سنوية، كما نسعى للحفاظ على الفنون الشعبية مثل القلطة والسامري والعرضة وجميع الفنون.

• وما دوركم الرئيسي في تنظيم الكويت للمهرجان الموسيقى العالمية؟
نقدم في المهرجان مختلف أنواع الموسيقى ونستقطب عازفين وفرقاً موسيقية من شتى بقاع العالم، بالتزامن مع احتفالات العالم بيوم الموسيقى، وهذا المهرجان ينبع من اهتمام دولة الكويت بالموسيقى والمجلس الوطني يدعم هذا النوع من الفنون لاستثمار حوار الثقافات والحضارات في التقريب بين الشعوب.

نحارب التشدد بالفن

• كيف يلعب الفن دوراً في مواجهة بعض التيارات الدينية المتشددة؟
يظهر الفن وهو الواجهة الحضارية لكل مجتمع في فترات السلام وليس في الحروب، أي أن الفنون تتطور في أوقات الاستقرار وتظهر الإنتاجية في أوج عطائها. ومن هنا يقاس مدى تحضر أو تفوق أي مجتمع من خلال إنتاجيته الفنية بكل أنواعها، سواء بالموسيقى أم الفن التشكيلي والمسرح والسينما والدراما وغيرها من الفنون، فهذه هي المنافذ الأساسية لتشخيص واقع المجتمعات وعرض القضايا والأحداث، وبالتالي هذه الفنون تسهم بشكل كبير، في كبح ومكافحة الفكر المتشدد والمتطرف، وهذا الفكر يسهم بعرقلة المجتمع وانحراف عقيدته، ونحن هنا نتعاون نحارب الفكر المتشدد، بالحضور الدائم للفنون.

تعاون ثقافي

يقول الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي، الدكتور بدر فيصل الدويش، إن الإمارات تهتم بكل ما هو حضاري والفن جزء رئيسي من اهتماماتها، مضيفاً: «كثيراً ما تتعامل الكويت مع الإمارات في الاحتفالات الوطنية، حيث نرسل فرقنا للمشاركة معهم في تظاهراتهم الثقافية، وخاصة في المهرجانات التي تقام في إمارة الشارقة، فهي ذات قيمة فنية راقية، تعكس الواقع المشرق لدولة الإمارات».