لا تعد رياضة الغوص جديدة على المجتمع الخليجي، فالأجداد والآباء كانوا يعتمدون عليها سابقاً لكسب الرزق، في بحثهم عن اللؤلؤ في أعماق البحار قبل ظهور النفط. وليس جديداً أيضاً أن يحترف الغوص شبان رجال، رأوا في مهنة الأقدمين رياضة مسلية للنفس ومحببة، لكن الجديد هو اقتحام الجنس اللطيف لرياضة الغوص، في محاولة لسبر أغوار أعماق البحار والمحيطات. «زهرة الخليج» التقت الغواصتين الكويتيتين وسألتهما عن رياضتهما المفضلة.

رياضة الغوص.. تلائم النساء أيضاً
يؤيد الغواص فيصل الحربي، ممارسة الجنس اللطيف لرياضة الغوص، قائلا: «في السابق، رياضة الغوص كان فيها مشقة وتعب، بسبب عدم توافر المعدات اللازمة التي تتيح للغواص الاحتراف، لكن بعد أن توافرت جميع الإمكانيات الضرورية وجميع سبل الراحة لمن يريد الغوص، بات سهلاً على أي شخص بعد تدريب بسيط، أن يستمتع بهذه الرياضة، وأرى أن إقبال الفتيات أمر طبيعي، ويسهم في انتشار هذه الرياضة».

تقول الغواصة عبير النرجس إنها احترفت رياضة الغوص منذ أربع سنوات وتدرجت فيها حتى حصلت على شهادة احترافية دولية، موضحة: «دفعني الفضول لاستكشاف ما يحوي البحر من أسرار، فبدأت أقرأ عن رياضة الغوص وأحضر ندوات تثقيفية ودورات مبتدئين، حتى تعلقت بهذه الرياضة وأصبح لديّ شغف وتعلق بها». وتضيف عبير: «أكذب إن قلت إن هذه الرياضة آمنة، لكن وسائل الغوص الحديثة وأجهزة الإنذار والاتصال، جعلت هذا المجال تحت السيطرة حتى وإن حدث مكروه تحت الماء. على الرغم من أن رياضة الغوص مكلفة مادياً، إلا أنها تبقى مختلفة وبها قدر كبير من المغامرة».

تكاليف مرتفعة

بدورها، تقول الغواصة سوسن الركيلي إنها بدأت ممارسة هواية الغوص صدفة، وتشير إلى أنها تعرفت هي وعائلتها إلى مجسمات الغوص، بسبب مهنة والدها كقبطان مراكب بحرية، مضيفة: «منذ صغري وأنا متآلفة مع أدوات الغوص، فدائماً ما كانت تحيط بنا هذه الأدوات، إضافة إلى مجسمات السفن البحرية والكتب والمجلات التي تتحدث عن البحر وما يحويه من أسرار، فكان تعلقي بالبحر تلقائياً، ومن هذا الباب لم يمانع والدي فكرة انضمامي إلى أندية الغوص المحلية في الكويت والتدريب فيها، حتى صرت غواصة محترفة، فغصت في كل بقاع العالم في الهند والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وجزر الكاريبي والمغرب ومصر، إضافة إلى كل جزر الكويت وخورفكان».