المصمم الإماراتي خالد الشعفار، اسم يعد مرادفاً للاحتفاء بالتراث بطريقة خلاقة، وتطويع رموز وصور وجماليات مقتبسة من تراث وأصالة الإمارات، عبر ابتكار منتجات تقدم منظوراً عصرياً لمفهوم التبادل الثقافي والهوية الوطنية.
«زهرة الخليج» تسلط الضوء على إبداع الشعفار الحائز جوائز مرموقة، وهي تحتفي بالعيد الوطني الـ47.


تعاون الشعفار مؤخراً مع  استوديو Arte Veneziana الرائد في أعمال النقش والأسطح العاكسة، وأطلق مجموعة جديدة من قطع التصاميم الداخلية خلال «أسبوع دبي للتصميم» تحت عنوان «فورما». وتحتفي المجموعة بالتراث الإماراتي وتستقي إلهامها من العقال الإماراتي الذي يُلبس فوق (الشماغ - الغترة) لتثبيتها، حيث يُجرد الشعفار العقال من وظيفته الأساسية كجزء من الزي التقليدي ليغدو مادة بناء، يستخدمها في صنع قطع المجموعة واللعب على وتر التباين بين أصالة التقاليد الإماراتية وسحر الديكور الإيطالي، عبر حوار ثقافي يمجّد التراث المحلي والفنون الزخرفية والهويات الوطنية. ويُعتبر استخدام العقال في صناعة الأثاث وقطع التصاميم الداخلية لمسة خاصة ينفرد بها الشعفار وبصمة مميزة لعلامته التجارية.

ديكورات فنية

تستعرض «فورما» 14 قطعة من التصاميم الداخلية التي تتنوع بين المرايا وفواصل المساحات والثريات والمصابيح الأرضية ومصابيح الطاولة والحائط. تم إنشاؤها جميعاً من خلال استخدام العقال مع الزجاج أو الأسطح العاكسة أو الحجر الطبيعي وتزيينها بنقوش مخصصة تحمل توقيع استوديو «آرتي فينيزيانا» المختص بالمرايا وأعمال النقش والتقنيات اليدوية، والعناصر الزخرفية على الأسطح العاكسة والزجاجية والعناصر الطبيعية. وتُكرم المجموعة الثقافة الإماراتية من خلال مزجها مع أصالة الحِرف اليدوية (الفينيسية) لتقدم تبايناً ساحراً بمظهرها وهادفاً بفكرتها، التي تعزز احترام الثقافات المختلفة وتناغم التقنيات الإبداعية لابتكار أشكال مبتكرة من التعبير الفني.

تصاميم هادفة

تعليقاً على مجموعة «فورما»، يقول الشعفار: «يشكل العقال جزءاً من تقاليدنا، ورمزاً عالمياً للثقافة الإماراتية، لذا كان من المهم بالنسبة لي، ألا تقتصر وظيفة هذه المجموعة على كونها مجرد تحف وديكورات للزينة، وإنما تصاميم عملية وظيفية هادفة ورموز للحوار الثقافي. فـ«فورما» تنطلق من الإيمان بفكرة الارتقاء بالتصميم المعاصر من خلال التقنيات اليدوية القديمة، لذا اخترنا التعاون مع الاستوديو الإيطالي الرائد «آرتي فينيزيانا» المتخصص في النقش والذي لا يزال يتبنى الممارسات التقليدية. وتمثل مجموعة «فورما» اندماج التراث الفني لثقافتين مختلفتين، ولو نظرنا عن كثب سنلحظ وجود الكثير من أوجه التشابه بين مصدر إلهامي من التراث الإماراتي وتقاليد الحرف اليدوية الفينيسية القديمة، حيث تحاكي التصاميم والأشكال الدائرية الناتجة من صنع المجموعة تلك الحلقات الزجاجية الملونة التي يتم تثبيتها معاً من خلال ألواح محززة من الرصاص والتي تعتبر نموذجاً للعمارة الفينيسية التقليدية، لا يزال حاضراً في نوافذ المباني الإيطالية حتى اليوم».