في الوقت الذي ظن فيه البعض أن مستقبل الرياضة المصرية قد أصيب بانحراف كبير في المسار، عقب الظهور الباهت للمنتخب الوطني المصري لكرة القدم في بطولة كأس العالم في روسيا، أوقدت بطلة لعبة تنس الطاولة دينا مشرف بقدرتها الفنية العالية، شعلة من الأمل في نفوس المصريين لترفع علم بلادها عالياً، وتنقل ذاتها لمصاف النجوم فتكون «نجمة من ذهب»، ثابرت وتدربت بجد حتى حصلت على ميداليتها الذهبية في بطولة البحر المتوسط التي أقيمت هذا العام في إسبانيا.

«زهرة الخليج» التقت دينا مشرف وحاورتها عن إنجازها وطموحاتها.
تعرف دينا نفسها بأنها لاعبة منتخب مصر والنادي الأهلي،  بدأت اللعبة منذ كان عمرها ثماني سنوات، بعدما خاضت تدريبات في ألعاب أخرى، كالتنس الأرضي الذي دائماً ما تكون تدريباته في ساحات مفتوحة مشمسة غير مغطاة، ورياضة السباحة، إلا أن شغفها قد خلف مساره بالاتجاه للعبة تنس الطاولة.

عائلة رياضية

تنتمي دينا (24 عاماً) إلى عائلة تعشق لعبة تنس الطاولة، فوالدتها وخالتها من أبطال اللعبة، وكذلك عمتها البطلة السابقة نهال مشرف ووالدها، دائماً ما سعوا إلى توجيهها، فهما يمتلكان من الخبرة ما يؤهلهما لتقديم النصح والإرشاد لها، بهدف تحقيق أفضل المراكز.
أما شقيقها أحمد، فهو أحد أبرز عناصر النجاح في حياة دينا، حيث يتمرن الثنائي معاً، ويقدم لها الدعم الفني الذي يجعلها ترتقي بمستواها في اللعبة.
تكشف دينا عن أبرز البطولات التي شاركت فيها بالتأكيد على مشاركتها في المسابقات على مختلف المستويات العربية والأفريقية والدولية، موضحة: «شاركت في كأس العالم للسيدات ووصلت للدور الـ16 في ثلاث مناسبات مختلفة، كما حصدت المركز الأول في بطولة «لاجوس أوبن»، وكذلك الميدالية البرونزية في بطولة العالم للشباب عام 2016. كما شاركت في دورتي الألعاب لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016، وأخيراً بطولة البحر المتوسط 2018».

أحلام في طوكيو

جاءت مشاركة دينا في بطولة البحر المتوسط للمرة الثانية خلال خمس سنوات، بالعديد من الأمنيات، كان أبرزها تقديم مستوى جيد مشرف لوطنها، وكذلك تحقيق ميدالية إلا أنها لم تتوقع أن تحرز الذهبية، لعدم معرفتها بمستويات منافسيها، إلا أنها تفوقت عليهن وحصدت أكثر مما حلمت به.
وكانت البطلة المصرية قد شاركت في أولمبياد لندن عام 2012 إلا أنها خرجت خالية الوفاض، ولكنها بعد ست سنوات من الإصرار تمكنت من حصد ميدالية ذهبية في اللعبة، وترى دينا أن أبرز الاختلافات التي طرأت عليها، هو نضجها الفني والشخصي، بعدما لعبت في بطولات الناشئين والشباب مما أكسبها خبرة كبيرة على الصعيدين العربي والعالمي.
تطمح دينا في المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وتصبح من أفضل 20 لاعباً في اللعبة، وتهدف إلى تحقيق الميدالية الذهبية، وأن تحرز ميدالية كأس العالم في دورتها المقبلة، وأن تترك بصمتها في صفحات تاريخ تنس الطاولة المصرية والعالمية.

سيدة أعمال رياضية

درست دينا إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية وتخرجت فيها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وأشارت إلى أنها من محبي مجال دراستها، وتطمح إلى إقامة مشروعها الخاص وإدارته، وخصوصاً أنها لا تعتبر أن لعبة تنس الطاولة مهنة، بل هواية ورياضة تحافظ من خلالها على لياقتها البدنية. وتقضي دينا أوقات فراغها كقريناتها من هم في مثل عمرها، في التسوق بالمراكز التجارية، أو السفر والاستجمام أمام البحار، وكذلك بالعزف على آلة البيانو بعيداً عن الصخب.

مصائب قوم

ترى دينا أن الدعم الإعلامي، الذي قوبلت به البعثة المصرية المشاركة في بطولة البحر المتوسط وعقب تحقيق الميداليات، جاء كما المثل الشعبي (مصائب قوم عند قوم فوائد)، موضحة: «بعد هزيمة المنتخب المصري في مبارياته الثلاث في كأس العالم بروسيا، بحث الإعلام المصري، كرد فعل، عن شيء يتفوق فيه المصريون، فجاء فوزي بذهبية تنس الطاولة على طبق من ذهب، ليجد الفريق الرياضي المشارك في (بطولة البحر المتوسط 2018)، أكبر صخب إعلامي تلقاه رياضات أخرى غير كرة القدم في مصر.