هذا العيد الذي نعيشه في عام 2018 هو العيد السابع والأربعون من عمر الاتحاد، هناك من عاش تجاربه الأولى سيقول إن السنين قد مرت سريعاً، وتجاوزت من دون أن ننتبه طموحاتنا الصغيرة، بحرية التنقل بين الإمارات، وحرية العمل، ومجانية وتوفير التعليم لأبنائنا، وتوفير الخدمات الطبية للجميع.
كانت هذه أحلام وطموحات الرعيل الأول، الذي بارك دعوة الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، وساندها بكل طاقته، وسعى إلى تحقيق الحلم الأول والكبير.
إن تجربة الدولة في الاتحاد جاءت بعد فشل أول محاولة للوحدة، بين مصر وسوريا، هذه المخاوف لم تكن غائبة عن القيادة والشعب الواعي في تلك الفترة، ولكن حلم زايد كان حاضراً في قلب كل إماراتي، وشخصية الشعب المتميز حالت بين الحلم والمخاوف.
مرت 47 سنة على شعب كانت أحلامه أقل من أن تذكر الآن، حين أصبحت دولة الإمارات بصورة أجمل ما فيها، أن قيادتها وشعبها لا يراها مكتملة، في الوقت الذي يرى الآخر أنها في قمة الكمال الإداري، هذا التطلع للأفضل هو هاجس القيادة التي جعلت عدواه الجميلة تنتقل بحب وقناعة لكل أفراد المجتمع بجميع فئاته.
مرت 47 سنة والقرارات والأحاديث الرسمية والشعبية تدور حول ماذا سنقدم في السنة المقبلة للشعب وللمقيمين وللسياح، وماذا سنسن من تشريعات لحماية القطاع الاقتصادي أو المصرفي أو الاجتماعي أو الرياضي، وكيف ستتسع دائرة علاقات الدولة مع الدول الأخرى.
مرت 47 سنة، ولم يخطر في بال أي مواطن، بعد أن تم استبدال جواز سفر الدولة بجواز السفر المحلي، الذي كنا في جميع المطارات نتوقف لفترة أمام موظف المطار، ليتأكد من الجواز الجديد والدولة الجديدة، أن يصبح جواز الدولة بعد 47 سنة، الثالث عالمياً، إلى الساعة التي أكتب فيها هذا المقال، فطموح وجهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد، وزير الخارجية، الذي لن يتوقف حتى يرتقي إلى المرتبة الأولى عالمياً، ولن أستغرب بعد نشر هذا المقال، أن يكون جواز السفر قد انتقل إلى المرتبة الثانية أو الأولى عالمياً.
مرت 47 سنة ولم يجُل في بال الأجداد والآباء المؤسسين أن تكون لديهم وزارة للسعادة وللتسامح وللذكاء الاصطناعي، وللبيئة وللشباب، بعد أن كان الطموح وزيراً للتربية والصحة والخارجية والدفاع والداخلية فقط.

شعر

للعيـدِ قافيةٌ إليكَ وموقفُ                دعني أخبّرْ عنكَ من لا يَعرفُ

ما غابَ عنكَ مسافرٌ يا موطني          إلا وعادَ إلى ترابكَ يزحفُ

لا يُحمدُ الإسرافُ في شيءٍ سوى        «حبّ البلادِ فنعمَ شعبٌ يُسرفُ

هذي الإماراتُ احتوتنا جملةً             فمن المعيبِ بأن يكابرَ مُجحفُ

من أول الدنيا وكلُّ ثمارها              حبٌّ ومن نخلِ المروءةِ يُقطفُ

وتواضعُ الإنسانِ من ألحانها            تُمسي وتُصبحُ بالتواضعِ تعزفُ