أربعة أيام أمضاها في دبي الأسطورة الكروية ليونيل ميسي، نجم «نادي برشلونة» الإسباني، والمنتخب الأرجنتيني، في ثاني زيارة له للبلاد، لكن هذه المرة جاء لقضاء إجازة قصيرة برفقة زوجته أنتونيلا روكوزو وأطفاله الثلاثة، كما حضر برفقته صديقه اللبناني سمير شمخة، ومنذ أن وصل إلى البلاد يوم الخميس مساءً وغادرها يوم الأحد، وهو الحدث الأكبر والحديث الشاغل في مواقع التواصل.


كان لـ«زهرة الخليج» فرصة لقاء ليونيل ميسي مرتين أثناء وجوده في مقر إقامته في فندق «بولغري» في دبي، والتحدث مع زوجته، ورصد أبرز ما فعله على مدار الـ72 ساعة.

غادر فابريغاس وبقيت زوجته

كان المخطط أن يحضر ميسي وزميله في «نادي برشلونة»، اللاعب سواريز، وصديقهما المشترك اللاعب سيسك فابريغاس، نجم «نادي تشلسي» البريطاني، إلى دبي لقضاء إجازة قصيرة، يستثمرون فيها فترة أسبوع توقّف الدوري في أوروبا، لا سيّما أن صداقة وطيدة تجمع بين زوجات اللاعبين الثلاثة، لكن سواريز بحكم ظروف حمل وولادة زوجته لم يستطِع الحضور، بينما جاء فابريغاس وزوجته اللبنانية دانييلا سمعان وأولادهما، قادمين من لندن، ووصل ميسي وأسرته قادمين من إسبانيا، وكان قد اتصل الأخير بصديقه سمير شمخة في لبنان، ليلاقيه هو الآخر وأسرته في «دار الحي»، لا سيما أن سمير يُجيد اللغتين العربية والإسبانية، وهذا ما سيُسهّل مهمة ميسي في التعاطي كثيراً خلال زيارته الإمارات. لكن ما إن وصل فابريغاس حتى تم استدعاؤه لتدريبات ناديه للضرورة، فغادر دبي على عُجَالة في اليوم التالي، وبقيت زوجته وأولادها في ضيافة ميسي وأنتونيلا. وعلمنا أن شخصية إماراتية هي مَن استضافت ميسي بعد أن وجّهت إليه الدعوة بالحضور، وتكفّلت به.

اليومان الأول والثاني

منذ وصول ميسي إلى دبي، اتضح أنه جاء في مهمة هدفها إسعاد أسرته، لا سيما أنه كما أخبرنا قد سمع عن دبي الكثير، بل وأحبها أكثر عندما زارها هذه المرة. إذ تجوّل في الكثير من الأماكن السياحية، ففي اليوم الأول زار مشروع «دبي باركس آند ريزورتس»، وحديقة ألعاب «ليجولاند دبي»، كما زار مزرعة سيف بالحصا. وفي اليوم الثاني «مدينة الألعاب المائية» Laguna Waterpark في منطقة «لامير»، وعلمنا أن ميسي استأجر المكان كاملاً، حتى يهنأ أطفاله باللعب، وينعم هو بمتابعتهم والتفرغ لهم، خاصة أن الجمهور كلما كان يلتقيه مصادفة لا يصدقون، فيُحاصرونه ويطلبون التقاط الصور التذكارية معه. وفي هذا اليوم أيضاً زار ميسي مطعم «نصرت»، والتقى صاحبه اللحام الشهير، وتصادف حينها وجود اللاعب الفرنسي بول بوجبا، نجم خط وسط «نادي مانشستر يونايتد» الإنجليزي، الذي يزور دبي أيضاً في الفترة ذاتها، فكان أن جلسا وتحدثا معاً في أول لقاء للاعبين منفردين. وفي المساء لبّى ميسي وأسرته وبرفقتهما دانييلا سمعان وابنتها، دعوة العشاء في مطعم Play في فندق «H».

خطة لزيارة ثالثة

في اليوم الثالث، كان مفترضاً أن يُغادر ميسي دولة الإمارات، عند تمام الساعة السابعة مساءً، لكنه أجّل الموعد ساعتين، لا سيما أنه غادر على متن طائرة خاصة أقلّته من مطار الشارقة. وكان أثناء النهار قد التقى الكثير من الشخصيات والمحبين الذين جاؤوا إلى الفندق للسلام عليه، ونيل تواقيع «الأوتوغرافات»، كما قام بجولة داخل الفندق (مقر إقامته)، وتوجّه بالشكر على حُسن الاستضافة. وعلى الرغم من أنه لم يُجرِ أي مقابلة صحافية أثناء إقامته، لكنه عندما التقانا وزوجته، عبّر لنا عن انبساطهما كثيراً في دبي، بل وأكدا لنا أنهما يخططان من الآن لزيارة ثالثة، ربما تكون منتصف العام المقبل. وبعد أن غادر ميسي وأسرته عائدين إلى برشلونة، أيضاً غادرت دانييلا سمعان وأسرتها فجر اليوم التالي، عائدين إلى لندن عن طريق مطار دبي.

تواضع.. و«بزنس»

على خلاف ما يتقوّله البعض، بدا ميسي الذي لديه (102 ملايين متابع على الانستجرام)، إضافةً إلى زوجته أنتونيلا التي لديها (8.2 مليون متابع) في قمة التواضع، فلم يتذمّرا قط من طلبات المحبين، حتى إن البعض كان ينتظره أمام (الفيلا رقم 20) في «بولغاري» للتصوير معه، ووجدناه يتعامل مع الأمر بصدر رحب. وفي حديث لـ«زهرة الخليج» مع أنتونيلا التي تُجيد اللغة الإنجليزية، بخلاف ميسي الذي لا يُجيد سوى اللاتينية، علمنا منها أنها كانت لديها الرغبة في مرحلة الدراسة الجامعية في أن تدرس طب الأسنان، لكنها غادرت الأرجنتين وتوجهت مع ميسي إلى إسبانيا، مما عَصَف بحلمها الدراسي. وكانت أنتونيلا ودانييلا سمعان في دبي، قد التقتا أحد المسؤولين عن دار سعودية شهيرة للعطور، تقدمت ببعض الهدايا من العطر العربي إلى ميسي وزوجته، ودانييلا، ويتم تدارُس «بزنس» التعاون معهما، إمّا بإطلاق عطور تحمل اسْمَي زوجة ميسي وزوجة فابريغاس، أو الاستفادة من حساباتهما عبر وسائل التواصل للترويج للعطور بطريقة ما، خاصة أننا علمنا أن مشروع الأحذية الذي تشارك فيه أنتونيلا في طريقها إلى الانسحاب منه، وخوض «بزنس» جديد.

ميسي الإمارات

أكثر فئة من الجمهور في دبي لبّى طلباتها ميسي، هم الأطفال والصغار، الذين تحققت أحلام الكثيرين منهم بلقاء هذا الأسطورة، جرّاء تأثرهم الكروي به، ومن هؤلاء الطفل حسين يوسف، لاعب «نادي الوصل» الإماراتي الواعد، الملقّب بـ«ميسي الإمارات»، الذي ما إن قابل ليونيل حتى عانقه، فشجعه الأخير على مواصلة تدريباته بتركيز عالٍ. وعلمنا من ميسي أنه يشجع أولاده بالسير على خطاه، ويُنمّي فيهم حب الكرة منذ الصغر، من خلال اصطحابه لهم إلى الملعب لمتابعته كروياً.

الفنانون.. وميسي

لم يقتصر حُب ميسي والإعجاب به كلاعب وإنسان على فئة الجمهور، بل الكثير من الفنانين، ما إن علموا بوجود ميسي في دبي، حتى حرصوا على الالتقاء به، لولا ظروف عدم معرفة السبيل إليه، إذ كانت هناك الرغبة من المطربة سميرة سعيد وابنها الطالب الجامعي شادي، في لقاء ميسي على هامش وجودهما في دبي، لكن سفرهما حال دون ذلك. أيضاً كان ميسي هو لسان حال المطربين وليد الشامي، يارا، هزاع الرئيسي، شما حمدان، جومانة مراد وآخرين كثيرين، من الذين لم يخجلوا من البَوح لنا عن إعجابهم بهذا اللاعب الكبير.