في مرحلة شديدة الدقة من تاريخ المنطقة، وفي ظل الاستعمار البريطاني والوضع الاقتصادي المتردي، آمن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ببناء دولة حديثة قوية، قوامها الإنسان والعلم والعدالة والقانون.
سعى هذا القائد الفذ صاحب الرؤية المستقبلية، بكل جوارحه، إلى تذليل العقبات كافة التي كانت تقف عائقاً أمام تحقيق حلمه الكبير، بقيام دولة تتحد فيها الإمارات السبع ويرتفع في سمائها شامخاً علم الاتحاد.
لم يتوقف المغفور له يوماً عن الترداد والمطالبة بتحقيق هذه الوحدة، فكان يعقد الاجتماعات، ويستمع لآراء الخبراء والاختصاصيين، ويجول على المناطق ليلتقي الأهالي والمواطنين، ويستمع لمعاناتهم ويلبي قدر الإمكان احتياجاتهم، ويعدهم بمستقبل يزدهر بمشاريع البنى التحتية والمساعدات الاجتماعية، والعمران والبنيان والعلم والخدمات الصحية. 
لم يقصر الشيخ زايد، رحمه الله، في بث الشعور بضرورة تحقيق الوحدة وحس الانتماء بين سكان الإمارات السبع، مما هيأ الأجواء إلى قيام الاتحاد في ظرف زمني اعتبر قياسياً بكل المعايير. 
وقبل خمسة أشهر من مغادرة القوات البريطانية منطقة الخليج، كان المغفور له الشيخ زايد، بمعية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، قد نجح في جمع الإمارات في اتحاد قوي ومتلاحم، سرعان ما انتقل إلى مصاف الدولة القوية والمتماسكة، لها دستور صيغ بدقة متناهية على مدى سنتين ونصف السنة.
كان الشيخ زايد أول الموقعين على وثيقة التأسيس، تلاه حاكم دبي، ثم حاكم الشارقة، فحاكم عجمان، ثم حاكم أم القيوين، ليختتم على توقيع الوثيقة حاكم الفجيرة. وفي 2 ديسمبر 1971، عقد حكام الإمارات الست اجتماعاً أعلنوا فيه سريان مفعول الدستور المؤقت وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة التي انضمت إليها إمارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972، ليكتمل عقد اتحاد الدولة الفتية برئاسة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله.