حين نقلب سفر ذكريات اليوم الوطني، تطل شخصيات وأحداث وتواريخ وأماكن مهمة، تعكس لنا قصة مجد سطرتها أيادٍ حفرت لاسم «الإمارات العربية المتحدة»، ورسمت معالم هوية الدولة الموحدة وشخصيتها ورمزيتها، ومن خلال ذكر الأوائل الذين ارتبطوا بهذا الحدث، نتوق إلى استعادة تلك اللحظات الاستثنائية، لتبقى نضرة في الذاكرة ويتوهج باخضرارها عشب القلب ووجدانه الوطني. «زهرة الخليج» تسترجع مع قرّائها أبرز تلك الذكريات، مستعيدة ذكرى أول أسماء وأحداث ارتبطت بقيام الاتحاد.

أول دار للاتحاد

تحت قبة «قصر الضيافة»، الذي شُيّد عام 1965، سجّل التاريخ قيام اتحاد دولة الإمارات العربية، وكان المقر في مبنى الاتحاد المطل ببنائه الجميل على ضفاف مياه الخليج العربي. وفي المكان والزمان نفسيهما، تم انتخاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه) رئيساً للدولة، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (طيّب الله ثراه) نائباً له. وأعقبت تلك اللحظات الجميلة وقائع وأحداث وخطوات تاريخية كبرى.

سارية الاتحاد

قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، في الثاني من ديسمبر 1971، برفع العلم للمرة الأولى على ساريته الموجودة في دار الاتحاد في دبي، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة تحيّة بهذه المناسبة

 

البيان الأول

يُعد معالي أحمد خليفة السويدي، أوّل مَن أذاع البيان التاريخي لتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، حيث ألقى بيان الاتحاد، مُعلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحضور الآباء المؤسسين، وحشد من الشخصيات ووسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، قائلاً: «بعونه تعالى، واستجابة لرغبة شعبنا العربي، فقد قررنا نحن حكّام إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، إقامة دولة اتحادية باسم الإمارات العربية المتحدة»

 

أول جواز إماراتي

في عام 1972 صدر أول جواز سفر يحمل اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، بشكل مؤقت في انتظار تشكيل الحكومة. وفي عام 1973 صدر أول جواز سفر إماراتي معتمد من جميع أقطار العالم، وغلافه باللون الأسود وجميع البيانات فيه مكتوبة بخط اليد، ثم تغير الجواز إلى اللون الأزرق عام 1994، وتلاه الجواز الإلكتروني بالكامل، الذي صدر عام 2011 ويحمل شريحة ذكية.

علم الإمارات

فاز تصميم الشاب عبد الله محمد المعينة، في مسابقة تصميم عَلم للإمارات من بين ستة عروض فائزة، واعتمد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، (طيّب الله ثراه) هذا التصميم علماً للدولة ، وأعلنه علماً رسمياً مع مناسبة إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر عام 1971 إذ رفع علم الاتحاد أول مرّة بألوانه الأربعة، الأبيض، الأخضر، الأحمر والأسود، والتي اختارها المعينة على ضوء بيت الشعر الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي: «بيض صنائعنا، خضر مرابعنا، سود وقائعنا، حمر مواضينا».

الدرهم الاتحادي

بعد قيام الاتحاد، صدرت أول عملة إماراتية في 19 مايو 1973، حيث ظهر الدرهم الأول في أوراق من فئة 1، و5، و10، و50 و100 درهم، حاملة علامة مائية على شكل حصان عربي، تم استبدالها لاحقاً بالصقر، الذي يُعتبر شعار الدولة، كما تأسس في التاريخ ذاته مجلس العملة الإماراتي، الذي أصدر أوراقاً جديدة تتزيّن بطبعات على شكل العديد من المعالم البيئية والجغرافية في الدولة

المذيع الأول

محمد القدسي، أحد الإعلاميين القلائل الذين شهدوا إعلان قيام الاتحاد ورفع علم الدولة في قصر الضيافة في دبي، وكان أول مذيع تلفزيوني صَدَح صوته بالقول: «نَزفّ إليكم تحقيق الحلم الذي رَاوَد الآباء والأجداد، والذي تحوّل على أيدي زايد وإخوانه الحكام إلى حقيقة واقعة يعيشها اليوم أبناء الإمارات». إذ تم تسجيل بضعة أحاديث لبعض المسؤولين المشاركين في الاجتماع، وقام القدسي بإذاعتها في نشرة الأخبار المسائية من خلال شاشة التلفزيون.

 

أول طابع بريد

أول مجموعة من الطوابع البريدية، التي تحمل اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، صدرت في يناير 1973. وتكونت المجموعة من 12 طابعاً، ونالت إعجاب المهتمين في مختلف أرجاء الدولة الشابة، لأنها تناولت موضوعات مختلفة عبّرت في مجملها عن فكرة واحدة، وهي وحدة الإمارات السبع، تحت علم واحد، وشعار واحد، وقيادة واحدة قوية مُتماسكة، كما حملت معالم مختلفة من الدولة.