الدكتورة كلير القاعي

الهربس النطاقي أو حزام النار أو زنار النار، هو طفح جلدي تسببه حمى الحماق (جدري الماء)، وتعود تسميته إلى أنه عندما يظهر عند كبار العمر والمسنين ومن ثم يشفون منه، يترك لديهم آلاماً حارقة على مسار العصب في المنطقة المصابة تشبه زنار النار، وكلما كان المريض متقدماً في العمر اشتدت آلامه أكثر.
وتبدأ هذه الآفة أو هذا المرض الذي يصيب الإنسان مرة واحدة في العمر، على شكل طفح جلدي أحمر مع تغيرات حسية وحكة وألم حارق في المنطقة، ثم ظهور لحويصلات شفافة صغيرة على شكل الباقة، تمتد على مسار الجذع العصبي المصاب. ويمكن أن تكون الإصابة في منطقة الصدر، أو القريبة من العين أو الأذن أو الفخذ أو الورك. وهي تصيب منطقة واحدة وتتركز فيها، فمثلاً عندما تصيب الرأس تتموضع في خط نصفي لا تتجاوزه إلى النصف الثاني، أو إذا أصابت الورك فهي تصيبه من طرف واحد.
يظهر زنار النار عند الأشخاص الذين أصيبوا في صغرهم بفيروس الحماق أو ما يعرف بجدري الماء. وتجدر الإشارة إلى أن هناك حالة من زنار النار تعتبر خطيرة وهي تلك التي تصيب الرأس، باعتبار الإصابة العينية قد تؤدي إلى العمى وتستلزم العلاج الفوري، كما أن الإصابة القريبة من العصب السمعي لها أضرار كبيرة أيضاً. أما الإصابات في مناطق أخرى فلا تشكل أي مشكلات سوى آلام ما بعد الشفاء. ويحتاج زنار النار من ثلاثة أسابيع إلى أربعة للشفاء منه تماماً، في حين أن الآلام الشديدة التي يصاب بها المسنون بعد الشفاء قد تستمر لسنوات طويلة.
لعلاج هذه الحالة يستخدم «الأسيكلوفير» وهو العلاج المضاد الفيروسي، ويعطى على شكل حبوب عن طريق الفم أو بالوريد في الحالات الخطيرة. بالإضافة إلى استخدام المطهرات الموضعية أو مضادات الالتهاب الموضعية، لمنع حدوث أي تجرثم بالحالة. وبالنسبة للألم الذي يصاب به المريض بعد الشفاء، فله علاجات عدة وفي حال فشلت كلها، يحول المريض إلى الجراحة العصبية.


نصيحة

عند مشاهدة أي احمرار أو طفح حويصلي منتشر في الجسم وخصوصا في منطقة الرأس، يجب مراجعة الطبيب مباشرة، لأن الحالة قد تؤدي إلى أذية دائمة في العين أو في السمع. وكذلك بالنسبة للإصابات في مناطق أخرى من الجسم لا بد من علاجها فوراً، تجنباً لحدوث أي مشكلات ثانوية، وللحصول على شفاء سريع من دون آثار.