قصة الإمارات في 47 عاماً، كتبها التحدي صفحة تلو صفحة، ولا تزال مفتوحة على مزيد من الطموح، الذي يجعل المستحيل ممكناً، والخيال واقعاً، وقد تجاوز النجاح الأحلام نفسها، بعدما نهضت على ساحل الخليج العربي دولة عربية متحدة في الثاني من ديسمبر 1971، لتبهر العالم، وتصبح مثالاً متجسداً، لما يجب أن تكون عليه البلدان التي تؤمن بذاتها، وتثق بهمة بناتها وأبنائها.
أجمل القصص عموماً، تلك التي تتلاحق حبكاتها وحلولها، وتخطف الأذهان سرداً وتشويقاً وإعجاباً، كما نقش القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، والمؤسسون الأوائل حكاية مذهلة عن عمارة الإنسان في الأرض، وقد رفعوا فيها قواعد البناء لدولة يتحدث عنها العالم، ويحاول اكتشاف أسرارها، فليس سهلاً أن تحوز الإمارات كل هذا التقدير العالمي، وتصبح في مصاف الدول المتقدمة، لولا أن الأجداد واجهوا المصاعب والتحديات، وصنعوا معجزة مشهودة.
الإمارات، وقبل أن ينتصف قرن على تأسيسها، تُذكر الآن في سياق البلدان التي قفزت في كل مؤشرات التنمية والتنافسية والتعليم المبتكر، وتشكل نقطة جذب رئيسية في الشرق الأوسط للباحثين عن العمل والأمان والحياة الكريمة. دولة ناجزة، يعرفها الناس حول العالم، بعمقها التراثي، وحداثتها المدروسة، إلى أن بات شبابها يتهيأ لارتياد الفضاء، ذلك أن الأحفاد استلهموا حكمة زايد في التمسك بالعلم، فما من سبيل سواه إلى نهضة الأمم، وازدهارها.
ولأن بنيان الدول لا يكتمل إلا برفع قواعد المعرفة والثقافة والأخلاق، فقد سعت قيادة الإمارات إلى استثمار الثروة البشرية في سواعد الشباب وعقولهم، ونهضت بحركة الإبداع والابتكار، وأطلقت مشروعات كبرى وأفكاراً خلاقة للقراءة والفنون وحفظ التراث، وفي الوقت نفسه شجعت المواهب، وواكبت العصر، وكل ذلك في دولة ترفع راية السلام والتسامح والاعتدال، ما جعل تجربتها مثار اهتمام المثقفين والباحثين عن نموذج ريادي للتطور، والمثابرة على التفوق.

ضوء

هذا هو الحلم الإماراتي.. بلاد ملؤها النجاح والسعادة والأمل. آمنة مطمئنة، تواصل مشروعها الإنساني بهدوء وتواضع، وتمد يدها للقريب والبعيد، ودائماً تنظر إلى المستقبل..