حوار النهايات: هو
أحبّيني كما لو أنّكِ لن تريني بعد الآن أبداً
لن تسمعيني أبداً
لن يجمعنا بيتٌ ولن تحملي اسمي أبداً
و«لن...»
كما لو أنّ من بين 28 حرفاً
لم يترك لنا القدر سوى هذين الحرفين.
***
مذ أخطأني الموت ولم تدري بذلك... مُتّ.
أحبّيني كما لو أنّ كل الاحتمالات انتهت
وكل المصادفات على وجه الأرض ماتت
أحبّيني بحجم ما سيعيش في قلبك من قهر
عند الغياب الكبير
لأنّ هناك كلمة احتفظت بها عميقاً كخنجر
ولأنّك خسرتني إلى الأبد
***
لو أنّك جئتِ
لو أنّ شيئاً منك جاء هذا المساء
لتوقّف المطر
لنقص عدد ضحايا الحروب
لأمطرت السماء معاطف
على كلّ مشرّدي العالم
لغطّت حقول القمح الصحارى
وما بقي من جائعٍ على وجه الأرض
لتَصالح العشاق جميعهم
وعاد الجنود إلى بيوتهم
لنفدت الورود من محالّ الورود
وما عاد بين الناس من طاغية أو قاتل
لتَغيّر شريط الأخبار
ولكانت عودتك هي «الخبر العاجل»
***
أنثى الجواب: هي
أشياء الغياب تجالسني
تلاطفني
تخال أنها تواسيني
تدعوك إلى طاولتي
من دون أن تستأذنني
***
أشياء الغياب لا تغيب
هي في غيابك دائمة الحضور
مذ أول الصباح حتى غفوة المساء
تريدني أن أتذكرك
لا تدري أنني لم أنسَ
كلّما ارتكبتُ معصية التمرد عليك
تمرّدت عليّ أشياء غيابك
***
كنت أريد أن أكون لك سقفاً
وكنت لي العاصفة
أن أكون لك قلماً
وكنت لي الممحاة
أن أكون لك السنابل
وكنت لي المنجل
أن أكون لك الجاه
وأردتني الواجهة
***
تمنيت
أن أفقد صوابي من بعدك
وددت لو أني بكيت
وكتبت عنك بوجع الفقدان..
لكني ما استطعت أن أحزن
كما تمنيت
فقد أهداني الحبّ من قبلك
أحزاناً ليس بعدها أحزان