كثيرٌ مما يحكم حياتنا ويحدث فيها له صلة بمن نرافقهم بمراحلنا المختلفة ومن اخترنا طواعية أن نُحيط أنفسنا بهم، فالأشخاص الذين يحيطون بنا، سواءً في البُعد الاجتماعي أم البعد المهني، يلعبون دوراً يُشبه الحقل المغناطيسي على أفكارنا ومواقفنا في الحياة وحتى ردود أفعالنا تجاه تحديات الحياة وقراراتها المصيرية، وأنا هنا لا أنفي حقيقة أن لكل منّا شخصية فريدة، لكن ذلك التأثير موجود ونلمسه كل يوم في قصص وحكايات لمقربين وأخرى نقرؤها في كُتب السير الذاتية لعظماء وكيف أثّر المعارف والأصدقاء في توجيه دفة حياتهم.
فمن تستيقظ معهم في الصباح أو تبدأ يومك بمحادثتهم هُم بمثابة الطريق الذي اخترته لبدء يومك، وأنا واثقة بأن من يقرأ (رمستي) الآن يقول: «كثير ممن حولنا لم نقرر نحن وجودهم ولكنهم واقع معيش»! ولهم أقول إن هذا صحيح 100% ولكن بأيدينا أن نفكّر بعمق لو احتجنا أن نعيد النظر في طبيعة علاقاتنا بالناس وهل نحتاج أن نزيد من تكرار وجودنا مع شخصيات ما أو أن نمنحهم فرصة أن يكونوا جزءاً من يومنا.
ولي في ذلك معادلتي الخاصة فأي إنسان يحتاج إلى جرعات مكثفة من الشعور الذي تبثه 4 شخصيات: الأولى هي الشخصية المحبة التي تراك كما أنت وتستمع لك بقلب منفتح وتتمنى لك الخير من دون شروط، والثانية المليئة بالتحدّي وتجاوز العقبات، والثالثة القدوة والمثل الأعلى، والرابعة الواقعية التي تُذكرك بمكان وقوفك وما يتوقف عليه بلوغ أهدافك. وقد يكون لبعض الأشخاص تأثير يجمع بين تأثير شخصيتين أو أكثر مما ذكرته.
ويمثّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الشخصية القدوة والمثل الأعلى، وأنا من المحظوظين الذين يعملون ضمن فريقه في أكثر من دور خلال السنوات الماضية وضمنها قيادة دبي الذكية اليوم.
وعلى المستوى الاجتماعي لصباحاتي مع أمي، بارك الله في عمرها، تأثير الشخصيتين الأولى والثانية، فهي القلب المفتوح والدعاء الذي يحرس نجاحاتي، وجلستي الصباحية معها تجعلني أبدأ من جديد مهما كان اليوم السابق، وهو أثر تبثّه فـيّ شعلة الطاقة اليومية ابنتي مريم التي يكفي حديثي معها بالهاتف أو الدردشة لاستعادة هدوئي وسكينتي. ولوالدي، رحمه الله، بطي بن بشر دور كبير فيما وصلت إليه اليوم من نجاحات مهنية، فهو الشخصية التي علمتني التحدّي وتجاوز العقبات، وهو دور أخذه بعده عمي علي بوجسيم وشقيقي الأكبر راشد.
وقد لا يتسع مقال أو أكثر لذكر من أتوق لجرعات أكبر من وجودهم في أيامي، لكن لا بُد أن أذكر فريقي في دبي الذكية من شبان وشابات، فهم شعلة متقدة ومزيج فريد من أنماط الشخصيات الأربعة التي ذكرتها وأكن لهم كل محبة وتقدير.
قديماً قالوا: «من تابع المساعيد يسعد» وأنا في هذه الرمسة أردت شكر المساعيد الذين أثروا في حياتي وأدعوكم لتفكّروا بشبكة علاقاتكم، فمن (المساعيد) الذين تريدونهم أكثر في حياتكم؟