• كثيراً ما سمعنا عن الحروب الفنية طمعاً في الاستحواذ على مشهد الصدارة عند الجمهور، حتى إن الفنانة ميادة الحناوي أشارت في مقابلات كثيرة إلى الدور الذي لعبته الراحلة وردة الجزائرية من أجل إبعادها عن مصر، وهي في بدايتها الفنية. والحال لا يقتصر على ميادة ووردة، بل ما أعلنته المطربة فلّة الجزائرية من أن الفنانة لطيفة العرفاوي وراء الكثير من أزماتها.. ومع كثرة الفنانين تتعدد الحكايات والروايات، لكن العبرة التي على أهل الفن نيلها من مسألة الدسائس والأطماع في هذه الحياة، وأن كل شيء إلى زوال، سواء أكان صاحبه في المقدمة أم المؤخرة، يمكن اختصارها لأخذ العبرة في هذه القصة: «يُحكى أنه في قديم الزمان، كان هناك ثلاثة أصدقاء يقطعون الصحراء في طريقهم إلى المدينة للتجارة، وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث لمحوا على بُعد أمتار قليلة منهم ثلاثة أكياس من الذهب مُلقاة على الأرض، وإلى قربها ثلاثة رجال لقوا حتفهم ربما عطشاً أو تعباً، لا أحد يدري لماذا. هنا فرح الأصدقاء الثلاثة كثيراً وقرروا تقاسم الثروة فيما بينهم، لكلّ واحد منهم كيس، وبما أنهم أصبحوا على مشارف المدينة قرروا إرسال واحد منهم كي يأتيهم بالطعام ليرتاحوا قليلاً، ثم ليكملوا طريقهم. وفي السوق قرر الثالث الاحتفاظ بالذهب كله، واشترى «السم» ووضعه في طعام صديقيه، ولكن الذهب لم يُعمِ عينيه هو فقط، بل عيْنَي صديقيه أيضاً، وقرّرَا قتله عند عودته واقتسام الذهب فيما بينهما ليحصلا على حصة أكبر منه، وعندما عاد صديقهما من السوق هجما عليه وقتلاه، وجلسا لتناول الطعام، وما هي إلا دقائق حتى بدأ «السم» يجري في جسديهما، وماتا قرب صديقهما، وبقي الذهب على حاله.. تماماً كالمشهد الذي كان في بداية رحلة الثلاثة، وغداً قد يمر مسافرون آخرون بقربهم، ويجدون الذهب ويسألون أنفسهم عن سر موتهم، ولكن هل سيموتون ميتتهم أم سيُكملون طريقهم بعيداً؟!».
• لأن القصة أعلاه عن الذهب، أقول إنه في كل مجال من مجالات الحياة، هناك أناس كـ«الذهب» نقابلهم، ومن هؤلاء حتى إن «ذهبوا» عن المشهد الفني، يظل اسمهم لامعاً كلما جاء ذكرهم. وأنا هنا لا أقصد مَن ودّعنا من مُبدعين في مختلف مجالات الفنون، بل أستهدف أحداً بعينه لا يزال بيننا.. نحترم فنه وفكره، إبداعاته وعطاءاته، صمته وانطواءه، لكن أمَا آن الأوان أن يغرّد ويعود لصولاته وجولاته؟! إنه المطرب البحريني خالد الشيخ. فالساحة الخليجية في حاجة إلى محترف خبير وقدير مثله، وقد أبدى المطرب الصديق عبد المجيد عبد الله حماسته الكبيرة لعودة الشيخ، وقالها لي بلسان مُحب: «كل ما يحتاجه خالد الشيخ الآن، هو أن نعمل له Upgrade نفسياً. فيما عدا ذلك هو مستعد موسيقياً كي يُمتعنا بالجديد والجميل». وفعلياً بعد أن تكلمت مع خالد الشيخ قبل فترة وباركت له زواج ابنته نور من الإعلامي والفنان خالد الشاعر، لم أخرج من المحادثة إذا ما كان الشيخ يعيش حالياً «استراحة محارب» أم ماذا؟ لكن كل ما أعرفه أننا في حاجة إليه لاعباً لا متفرجاً في ملعب الغناء والموسيقى.