خجلت من نفسي كثيراً عندما اكتشفت أني لم أعرف قبل اليوم الموسيقار والمؤلف الموسيقي البحريني وحيد الخان كما يجب. وألوم نفسي وأذني التي لم يدفعها الفضول يوماً للتعرف إلى موسيقى هذا الأستاذ عن قرب. فقد كان الاسم يمر أمامي عابراً لا يلفتني ولا يدعوني للانتباه. إلى أن قرأت خبراً عن حفل أقيم في العاصمة المجرية بودابست، تحت شعار «يوم البحرين». وذهبت إلى موقع «يوتيوب» وتابعت ما تم نشره من موسيقى بالصوت والصورة مع الفرقة «الفيلهارمونية المجرية» لموسيقى هذا الفنان. لم أصدق أذني ولا عيني، عندما سمعت ورأيت، وبكل خجل اكتشفت هذه العبقرية الموسيقية العالمية الجميلة. استمعت واستمتعت بهذه الموسيقى التي مزجت بذكاء وموهبة بين الكلاسيكيات الموسيقية والنغمة الشرقية، بتزاوج ممتع وباهر، بل مذهل. أين نحن من هذه الموسيقى اليوم؟ ولماذا لا يحتفل العالم العربي بإعلامه كافة بمثل هذه الموهبة؟ لقد أعاد وحيد الخان الحياة إلى أمل الموسيقى الشرقية الصرفة، بأنها قابلة دائماً للانتشار عالمياً. وأنها عائدة للتصدر والمواجهة، بل للتحدي. وفاضت الموهبة التي تفرض الإعجاب، عندما استطاع الخان أن يقدم أغنية «نسيم الحب»، وهو مزج فيها التراث «المجري الهنغاري» بالتراث العربي البحريني، فأصاب في القلوب إعجاباً لا يمكن وصفه. باختصار، إذا كان للغرب أن يتباهى بما أنجزه موريس جار في الموسيقى، فللعرب أن يتباهوا بفنان مثل وحيد الخان.