مريم نعوم.. من الأسماء المهمة في حقل الكتابة الفنية، ارتبط اسمها بأعمال درامية متميزة عديدة، مثل مسلسلات: «ذات، موجة حارة، بالشمع الأحمر، سجن النسا، تحت السيطرة، سقوط حر، واحة الغروب وأبو عمر المصري». وتميز الكثير من أعمالها بالطابع النسائي، لدرجة اعتبر فيها البعض أنها نصيرة المرأة في الدراما المصرية، بينما يحلو للبعض أن يلقبها بـ«مؤلفة النخبة».

عن عالمها وجديدها تتحدث مريم نعوم لـ«زهرة الخليج». ونسألها:
درست الاقتصاد ثم انتقلت إلى العمل السينمائي، كيف أثرت دراستك في عملك كسيناريست؟
لم تعد دراسة الاقتصاد بالنفع على عملي كـ«سينارست»، نظراً إلى عدم حبي واهتمامي بها. وسبق دراستي الاقتصاد دراسة الرياضة البحتة، الأمر الذي ساعدني على عملي في السينما، حيث استطعت من خلالها التعرف إلى أساليب التفكير المنظم، الذي ساعدني لاحقاً على بناء السيناريو.

متى شعرت بالرغبة في دراسة السينما؟
لم أكن أفكر نهائياً في دراسة السينما، وفكرت في البداية بدراسة الهندسة المعمارية، إلا أنه في جزء من مراهقتي وبداية الدراسة الجامعية، بدأت أشعر بولع تجاه مشاهدة الأفلام، ومن هنا بدأت بالتفكير في دراسة السينما.

أسرة فنية

ولدت لأسرة فنية، فوالدك روائي ووالدتك فنانة تشكيلية. فهل شكل الأمر دافعاً لك في عملك السينمائي؟
لم أنظر إلى الأمر من هذه الناحية، فعمل كل من أمي وأبي في الفن يعد ميزة بالنسبة إليّ. فتذوق الفنون بأشكالها كافة، من القراءة والموسيقى والرسم، كان من بين العادات الأساسية في المنزل، وأسهم هذا في تكويني وتشكيلي وساعدني عندما قررت العمل في أحد فروع الفنون، أي الكتابة. ولم يساعدني عمل والدي كأديب على عملي كـ«سيناريست»، كذلك التحاقي بمعهد السينما كان بسبب حبي للعمل السينمائي وليس لعمل والدي في الكتابة.

لا للتصنيفات

يتم تصنيفك نصيرة للمرأة والمستضعفين، نتيجة اختيارك نماذج دقيقة جداً في أعمالك. فهل في هذا ميزة لك؟ أم تعتقدين أن المؤلف يجب أن يتجرد من التصنيفات كافة؟
يفضل ألا يتم إلصاق أي ألقاب بالمؤلف، لكنني سأتعامل مع تلك التصنيفات كونها ألصقت بي بالفعل. وأتمنى إذا حصلت على لقب ما، أن يكون لقباً مرتبطاً بالهمّ العام، حيث تصبح هناك مسؤولية مُلقاة على عاتقي تجاه المكان الذي أعيش فيه وأمثل جزءاً منه ولم أنفصل عنه، بغض النظر عن طبيعة العمل وتوجهه.

هل تميلين إلى وصفك بمؤلفة الصفوة والمثقفين، أم أنك تخاطبين بأعمالك الجمهور؟
بالتأكيد أتمنى أن تتوجه أعمالي إلى الجمهور بشكل عام، ولكن لا يمكنني الجزم بأن جميعها سوف تلقى إعجابهم. على سبيل المثال، اعتبر الجمهور مسلسل «واحة الغروب» عملاً نخبوياً، في الوقت الذي نظروا فيه إلى «سجن النساء» كمسلسل شعبي، بالتالي يعود الأمر للعمل وحكم الجمهور عليه وليس لقراري الشخصي.

خبرة وحرفية

من فيلم «واحد صفر» وحتى مسلسل «أبو عمر المصري»، ما التغيير الذي طرأ عليك؟
الخبرة والحرفية والقدرة على التعامل مع المشكلات، لقد أصبحت أكثر نضجاً من خلال التجارب التي مررت بها في السنوات التسع التي تفصل بين العملين.

كيف تعاملت مع اللغط الذي أثير حول عدم كتابة اسم «عز الدين شكري فشير» على تتر «أبو عمر المصري»، على الرغم من تعاقد منتجي المسلسل معه على حقوق استخدام روايتي «مقتل فخر الدين» و«أبو عمر المصري»؟
لم أكن طرفاً في كواليس تلك الأزمة، لذلك لن أتمكن من الحديث عن أي من الطرفين، ولكن لم ينكر أي منا، سواءً أنا أم المنتج أم المخرج، ملكية «عز الدين شكري فشير» للنصوص.
اختيار نيللي كريم

هل تتقبلين مبدأ «تمصير» الروايات الأجنبية، أم ترين أنه يعد نوعاً من السطو على الأفكار؟
السطو على الأفكار هو العمل على فكرة من دون الإشارة إلى أنها مقتبسة، الأمر الذي يمكن اعتباره سرقة، بينما يمكن للمؤلف قراءة أي عمل أجنبي وإضافة جديد إليه مع الإشارة إلى مصدره الأصلي.

قامت الفنانة نيللي كريم ببطولة أغلب أعمالك.. فهل تتخيلين البطل عند كتابة العمل، أم أنك تنتهين من كتابة العمل ليعقب ذلك اختيار بطل العمل؟
أحاول أثناء كتابتي العمل ألا أفكر في شخصية البطل، على الأقل في المراحل الأولى للكتابة. وفي مسلسل «ذات» تم اختيار نيللي كريم لدور البطولة بعد انتهائي من كتابة المسلسل، وتكرر الأمر مع مسلسل «تحت السيطرة». أما مسلسلا «سجن النساء» و«سقوط حر»، فكنت أعلم بقيام نيللي كريم بدور البطولة واخترتها لأنها مقنعة جداً. فأحياناً أبدأ بالكتابة من دون أن أعلم من بطل العمل، وإن علمت أحاول ألا أنشغل بشخصه.
العودة للسينما

لماذا تغيبت عن العمل السينمائي لفترة امتدت لـ10 سنوات، فصلت بين فيلمي «واحد صفر» و«بين بحرين»؟
في البداية يجب أن أنوّه إلى أن «بين بحرين» ليس من تأليفي، وإنما يعد أول أفلام ورشة سرد، وهو من تأليف أماني التونسي، وتحت إشرافي. لذلك لا أعتبره عودة للسينما. وتدور أحداث الفيلم حول الحياة في القرى، وتسليط الضوء على المشاكل الخاصة بتلك الفئة المجتمعية.

متى تنوين العودة للسينما؟
أعمل حالياً على مشروع للسينما، وأتمنى أن تتوافر له جهة إنتاج حتى يظهر للنور.

خسرت هؤلاء

تكشف السيناريست مريم نعوم أنها كانت تتمنى أن يحالفها الحظ بالعمل مع فنانين كبار من طينة أحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز، كونهم فنانين ذوي حضور طاغٍ، وأنها بوفاتهم خسرت فرصة أن تقترن أعمالها بهم. وتضيف: «حالياً أتمنى العمل مع الفنان محمود حميدة، حيث ستمثل تجربة العمل معه إضافة لي».