على الرغم من حداثة وجوده الفني في مصر، إلا أن النقاد والجمهور اتفقوا على موهبته الفذة. فالفنان السوري باسل خياط الذي استطاع لفت انتباه الجمهور لموهبته الكبيرة من خلال مسلسل «طريقي»، سرعان ما ثبت أقدامه بدوره في مسلسل «30 يوم»، وأخيراً حقق نجاحاً فاق كل التوقعات بدروه في مسلسل «الرحلة». «زهرة الخليج» حاورته عن خططه المستقبلية والسينما والوضع الفني في سوريا. ونسأله:

ما سبب تأخرك عن الوجود سينمائياً على الرغم من نجاحك في الدراما التلفزيونية؟
بالتأكيد أريد تقديم عمل جيد في السينما، لأن الشاشة الكبيرة بالنسبة إليّ أمرها مختلف، حيث أن الخطأ فيها  ممنوع، بعكس التلفزيون الذي يعطل الممثل فسحة كبيرة من التجربة.

هل تسير بمنطق أن السينما هي التاريخ ولذلك لا بد من التمهل قبل اقتحامها؟
طبعاً، وأعتقد أن هذه القاعدة التي يسير وفقها أي فنان محترف.

استطعت نيل البطولة المطلقة في الدراما التلفزيونية.. فهل سيكون ذلك شرطك للمشاركة في عمل سينمائي؟
لا طبعاً، فطوال مشواري لم أطلب ذلك سواء خلال مشاركتي في أعمال داخل أو خارج مصر، وما يجذبني فقط هو جودة العمل، واختلاف الدور الذي سأؤديه، ولا ألتفت إلى المساحة أو ما إذا كان العمل بطولة مطلقة.

هل هذا يعني أن البطولة المطلقة لا تهمك؟
لكل مقام مقال، ليست الفكرة ما إذا كانت تهمني أو لا، لكن لكل عمل ظروفه الخاصة.

وما خططك في الدراما التلفزيونية خلال الفترة المقبلة؟
أعتبر التمثيل عبارة عن قوسين مفتوحين، وما بينهما إبداعات متواصلة بالضرورة، وهذا ما يدفع الممثل إلى التطوير من نفسه باستمرار، وأنا شخصياً أتحدى نفسي وليس أي أحد آخر، وعندما أدخل عملاً يكون من أجل باسل فقط، وهذا يجعلني أكتشف ما لديّ.

أدوار مركبة

هل تقديمك لأدوار مركبة وصعبة يؤثر فيك شخصياً بعيداً عن الفن؟
بالتأكيد تأخذ مني وتتطرق إلى أشياء في حياتي، مثل فتح الصندوق الأسود الذي لا أستطيع فتحه، ولو فتح سيكون من الصعب غلقه أو عودته لمكانه مرة أخرى، فهذه الأدوار تأكلني، ولكني لا أستطيع رفضها لأنها تستحق.

«الناس اللي برة دول .. الوحوش اللي برة دول».. هل كنت تتوقع كل ردود الأفعال تلك حول هذه الجملة بالذات على مواقع التواصل الاجتماعي؟
عندما يقتبس الجمهور جملة معينة من مسلسل درامي وليس لايت أو كوميدياً، ويرددها «كوميكسات»، تكون بالضرورة قد لمستهم في حياتهم، ولم أتوقع نجاح الجملة بهذا الشكل أو حتى الشخصية، لديّ قناعة بأن ما يخرج من القلب سيصل للقلب سريعاً.

استهلاك للوقت

خلال الأدوار الماضية لم نجد لباسل دوراً بعيداً عن الوقور الوسيم.. هل ترى أنك حُصرت في هذا النمط؟
(ضاحكاً): للأسف أغلب الجمهور لم يشاهد أعمالي المسرحية، لأن أغلب الأدوار التي قدمتها كانت كوميدية، ورفضت تقديمها على شاشة التلفزيون، لأن الموضوع محكوم بالدراما أكثر، ولكن عندما يعرض عليّ دور مختلف بالتأكيد سأقدمه على الفور فأنا أحب التغيير وأحب الكوميدي جداً.

ما بين وجودك في مصر وحياتك خارجها وتصويرك لأكثر من عمل.. كيف تستطيع تنظيم وقتك؟
بالتأكيد أشعر باستهلاك كبير لطاقتي بدنياً وذهنياً، وأشعر كثيراً بالإرهاق بسبب السفر والتصوير، وفي بعض الأحيان أحس بأنني أريد أن يتم شحني كي تكون لديّ طاقة للاستكمال.

أصبحت هناك حالة من التشتت في سوريا على الصعد كافة ومنها السينمائية.. كيف ترى هذه الحالة؟
سينمائياً أنا ضد الأفلام المسيسة والتي تحمل أجندات، ولكني أدعم الأفلام التي تعالج وتسلط الضوء على سينما الإنسان، فعلى سبيل المثال حتي الآن هناك أفلام تقدم عن الحرب العالمية الأولى وتقدم معلومات لم يعرفها أحد، لذلك أنا مع السينما التي تحاكي الإنسانية بشكل عقلاني وعاطفي.

إذن أنت سترفض الأفلام السياسية لو عرضت عليك؟
الموضوع ليس رفضاً، ولكني لا أحب العمل في عمل واضح الأجندة وموجه.

هل من الممكن في يوم من الأيام أن تقدم عملاً يسرد الأحداث في سوريا؟
عندما يكون الموضوع محاوراً أو محاكياً للإنسان السوري بكل ما تعنيه الكلمة سأقدمه على الفور.


ظاهرة الأعلى أجراً

يرد الفنان باسل خياط، انتشار ظاهرة النجم الأوحد والأعلى أجراً، المنتشرة حالياً في الدراما والسينما في مصر، إلى نجاح بعض الأعمال بصورة كبيرة جداً، وانتشارها بين الناس، إلا أنه يستدرك قائلاً: «لكن، لا يجوز أن يصدر الفنان فكرة عكس الواقع بتركيزه على أنه رقم واحد، وبالفعل قد يكون أي نجم اليوم رقم 1، ولكن غداً قد تكون رقم 100 والعكس، فالموضوع ليس «ماتش بوكس» مع احترامي لمن يرضيهم ادعاؤهم أنهم رقم واحد، ولكل مقام مقال. بالنسبة إليّ فهذا منهج غير صحي في حق نفسي، قبل أن يكون في حق الناس ولا يمكن أن أتبعه، لأني مؤمن بأنني لو كنت رقم واحد اليوم، من الممكن ووارد جداً أن أكون رقم 100 غداً، ومن الممكن أيضاً أن يكون هناك فنان أكثر مني موهبة مليون مرة، وينتظر الفرصة وغداً ستأتيه وسيكون هو رقم 1».