لحسن حظي أنّ في فترة معرض الكتاب في الشارقة؛ لم تكن ثمة أفلامٌ جيدة في السينما، وهذا ما جعلني مرتاح البال أثناء زيارتي للمعرض، حيث أصول وأجول وآكل الأخضر واليابس وأنا مطمئنٌ بأن لا شيء يفوتني على الشاشة السوداء، وكأنّ هناك اتفاقاً سرّياً بين الكتب والسينما للتناوب علينا، وإرضاء أرواحنا المتعطشة للفن والمتعة والجمال. قبل أن أُقيم معسكري في الإمارة الباسمة؛ زرت السينما مرتين لأطّلع على جديدها، فوجدت أن فيلم Hunter Killer ما زال صامداً في دور العرض، وهذا يعني أنه يدرّ أرباحاً جيدة، وانتبهت إلى أحدث أفلام ديزني The Nutcracker And The Four Realms ولم يلفتني فيه إلا وجود كيرا نايتلي على ملصق الفيلم، وأخيراً وقع اختياري على فيلم Halloween في الزيارة الأولى وSummer of 84 في الزيارة الثانية، وكلاهما يتناول قصة قتلةٍ متسلسلين.

Halloween

هذا هو الجزء الحادي عشر من سلسلة قد لا تنتهي ما دام العالم يحتفل كل عامٍ بالهالوين. أجزاء السلسلة مستقلة تقريباً عن بعضها، وليس عليك أن تشاهد كل ما سبق حتى تفهم أحد إصداراتها.
تدور أحداث الفيلم حول القاتل المتسلسل الشهير مايكل مايرز، الذي يهرب من السجن ويعود لمطاردة لوري سترود التي هربت منه في ليلة الهالوين قبل أربعين سنة حين أراد قتلها، وعاشت عمرها في رهبةٍ نفسية من دون أن تتخلص من آثار تلك الليلة، وهذه المرة تستعد لوري لمواجهة سفّاح الهالوين وتجد نفسها ملزمةً بحماية ابنتها وحفيدتها.
صادف أنني شاهدت الفيلم في يوم الهالوين نفسه (31 أكتوبر)، وكنت وحيداً في قاعة تحت الأرض، وعلى الرغم من اجتماع كل هذه العوامل بالإضافة إلى أنه فيلم رعب؛ إلا أنه لم يُشعرني بأي إثارة أو تشويق أو خوف، وهذا ما يجعله في نظري فاشلاً وبجدارة.
الفيلم ينتهج أسلوباً مبتذلاً ومتوقعاً، ولا يخرج عن المألوف مما نشاهده في أفلام القتلة المتسلسلين، وخصوصاً سلسلة Halloween. مجرد افتعال قصة من لا شيء، وإجبار قاتل مهووس على الهرب في ليلة الهالوين بالذات (يا للمصادفة العجيبة!)، ثم تبدأ الأحداث الدموية المعتادة. فيلم Halloween باختصار: قمامة مُعاد تدويرها.
تقييم الفيلم على موقع IMBD 7.2/10 (لحظة كتابة المقال)، وهو تقييمٌ مبالغٌ فيه وخادع في رأيي، لكن للناس أذواقهم، وأرى أن التحذير من فيلم سيئ يعادل التوصية بفيلم جيد، حفظاً للوقت والمال. اللهمّ قد بلّغت، اللهم فاشهد.

Summer of 84

«كل قاتل متسلسل هو جارٌ لأحدٍ ما».
يتناول الفيلم قصة مجموعة من الصبية الأصدقاء الذين يشتبهون بأنّ جارهم في الحي قاتلٌ متسلسل، وأنه المسؤول عن حوادث اختفاء الأطفال الغامضة، فيبدؤون بمراقبته وتتبّعه أينما ذهب، وتتوالى الأحداث في قالبٍ من التشويق والإثارة.
على الرغم من أننا شاهدنا مثل هذه القصة مراراً وتكراراً، إلا أن فيلم Summer of 84 أخرجها بشكلٍ جيد، وأضاف إليها بعضاً من اللمسات التي جعلته أكثر إثارة، كأن يكون المشتبه به رجل شرطة.
أحببت الأداء العفوي للصبيان في الفيلم، والحوارات التي تدور بينهم وتعكس اهتمامات المجتمع في حقبة الثمانينات، كما أن حس الفكاهة الذي يتخلّل أغلب المشاهد أسهم في تلطيف أجواء الفيلم، بعيداً عن الجدية المفرطة التي قد تؤدي إلى عدم الإقناع.
يقول الصبي بطل الفيلم إن أفظع الأشياء تحدث في الضواحي. وهو ما ذكّرني بوثائقي كنت قد شاهدته عن جريمة اكتُشفت بعد 30 سنة في إحدى ضواحي نيويورك، حيث عُثر على جثة امرأة محنطة في برميل لم يشتبه به أحد طيلة تلك السنين في ذلك الحي الهادئ.

تذكرة لي ولكم
توصيات لأفلام مقتبسة عن كُتب:

• Gone with the Wind.
• The Help.
• The Fault in our Stars.
• The Da Vinci Code.
• Breakfast at Tiffany’s.
• Anna Karenina.
• 1984.
• Misery.
• Perfume.
• The Light Between Oceans.
• The Legend of 1900