الدكتورة هالة أحمد كاظم، هي رائدة أعمال اجتماعية ومدربة حياة، ومبتكِرة برنامج «رحلة التغيير» الذي تهدف من خلاله لمساعدة الناس على تغيير حياتهم، وعلى وجه الخصوص السيدات. تحمل شهادة معتمدة في الاستشارات والتدريب من جامعة سيتي في لندن، وشهادة في التنويم المغناطيسي، وأخرى في البرمجة العصبية من البورد الأميركي.


الدكتورة هالة كاظم أم لخمسة أبناء وجدة لثلاثة أحفاد، وتجاهر بصريح العبارة: «عمري 55 عاماً وأنا أعشق هذه السنوات ومدينة لها، فلولاها لم أكتسب الخبرات ومعرفة الناس». التقتها «زهرة الخليج» في هذا الحوار:

• حدينا عن برنامج «رحلة التغيير»؟
هو برنامج مخصص للنساء على صعيد الرحلات، وللجنسين على صعيد الاستشارات، يساعد المرأة على أن تحب نفسها، وتهتم بذاتها لأنها مربية الأجيال وأساس المجتمع، ويتضمن رحلات إلى دول غربية، ومشياً وطبخاً وركوب خيل واستشارات وجلسات تأمل وورش عمل. والهدف الرئيس هو انتشال المرأة من بيتها بعيداً عن ضغوطاتها اليومية، لتهتم بذاتها وتتعرف إلى نفسها والناس وتجرب أموراً جديدة.

• وهل هناك فئة محددة يركز عليها البرنامج؟
البرنامج مخصص للنساء من عمر العشرين إلى ما فوق السبعين. تشاركنا أحياناً فتيات صغيرات في السن مرافقات لأمهاتهن أو شقيقاتهن اللاتي يكبرنهن سناً، ويخصص البرنامج لكل مرحلة عمرية نشاطاً يناسبها، أحدده شخصياً بعد التواصل مع السيدة.

بناء الإنسان

• أنت تعملين على بناء الإنسان وتغيير حياة الناس، فهل هذا سهل؟
بالتأكيد ليس سهلاً أن نبني الإنسان، لكنه ممكن. في الواقع لا أغير حياة الناس بل أعطيهم الأدوات ليغيروا هم من حياتهم. يجب أن ينبع قرار التغيير من داخل الشخص ليتم وينجح.

• ما الذي حثك على الانطلاق بهذا البرنامج؟
كنت أبحث عن شغف ما، ثم وجدتني أعود للاكتئاب الشديد الذي عشته منذ 25 عاماً، لأستوحي منه فكرة الانطلاق بمشروعي، فأساعد غيري على تغيير حياته كما تغيرت حياتي، وكنت في ذلك الحين مشتّتة الفكر وأعيش مرحلة من الضياع، فلجأت لمستشارة نفسية كندية غيرت شخصيتي، وساعدتني على إيجاد نفسي من جديد.

القوية والمتمكنة

• ما أهمية هذا البرنامج لمجتمعنا؟
هو مهم جداً، فقد بتنا نرى جلياً أن الأجيال تعيش في قلق وغضب وعدم تركيز، ويهدف عملنا لإعادة الأسس التي نبني عليها مجتمعاً قوياً، تكون فيه المرأة قوية ومتمكنة وقادرة على مساعدة نفسها وغيرها.

• بما أنك أتيت على ذكر تمكين المرأة، فأين ترينها اليوم؟
أحيي المرأة الإماراتية التي قطعت شوطاً كبيراً وبسرعة، وقد ساندها في ذلك قادة حكماء. أما النساء العربيات بشكل عام فيصعب تقييم مكانتهن في أوطانهن بسبب اختلاف الثقافات والتعليم والمعايير أو المرتكزات المهمة لتطورهن.

بين التأليف والتأثير

• هل يمكن التحدث عن هالة الكاتبة وفي جعبتك كتابان إلى اليوم؟
لا أعتبر نفسي كاتبة ولكنني أملك خبرات في حياتي أرغب في إيصالها للناس. كتابي الأول «هالة والتغيير»، صدر عام 2015 يتناول نبذة عن طفولتي وبرنامجي ورحلات التغيير. أما الكتاب الثاني «هالة والحياة» فصدر عام 2017 وأضأت فيه على خبراتي وتجاربي وأفكاري.

• أنت مؤثرة إلى حد كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، فهل التأثير يعود للمهارات التي تملكينها أو القضايا المجتمعية التي تطرحينها؟
لم أبحث يوماً عن الشهرة، إنما قمت بما أحبه وطورت نفسي فكانت لي. والتأثير الكبير الذي أحققه عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو نتيجة تكامل بين المهارات التي من الضروري أن أمسك بها لأصل إلى الناس، وقضايا المجتمع المحقة التي أطرحها، وألتفت إليها وأوجه فيها. ويبقى التحدي الأكبر لي، أن أكون أنا نفسي «واحدة» وحقيقية وشفافة، في البيت والعمل ومواقع التواصل، أفعل تماماً ما أنادي به، لا مزيفة أو مزدوجة الشخصية.

• بين كل الشخصيات التي تمثلينها أين تقفين؟
أنا كل هذه الشخصيات في آن معاً، أنا مجموعة إنساناً. الإنسانة المعقدة والبسيطة، والتي تتقن فن الفصل بين شخصية وأخرى وتعطي لكل مقام مقالاً.

اعتراف وتقدير

• نلاحظ وجود زوجك إلى جانبك دائماً، فهل وجوده رسالة دعم؟
زوجي كامل حمزة، مصرفي في الأساس وبعيد كل البعد عن العالم الذي أحلق فيه، حتى إنه لا يتعامل مطلقاً مع وسائل التواصل الاجتماعي ولا حساب له على أي منها. في المقابل، هو يؤمن برسالتي ويدعمني ويشجعني كثيراً، وحين يراني تعبت أو استسلمت يحثني على المضي قدماً. وما اهتمامه بالأولاد ومتابعة أمورهم حين يراني مشغولة عنهم، إلا اعتراف وتقدير منه لكل ما أقوم به.

يوم مع هالة

تكشف الدكتور هالة كاظم عن خطتها المقبلة، حيث تعمل على إطلاق برنامج تلفزيوني بعنوان «يوم مع هالة» ستنفذه داخل الدولة، ويخصص للسيدات اللاتي لا يستطعن السفر وترك أسرهن أو عملهن لفترة طويلة، مؤكدة أن هذا البرنامج متكامل ويتضمن محاضرات ونشاطات رياضية وورشة عمل ومسابقة وجلسة تأمل.

جوائز

حصلت الدكتورة هالة كاظم على جائزة أفضل سيدة أعمال عام 2013، وجائزة الإمارات للإبداع عام 2014 في مجال الخدمة المجتمعية، كما نالت جائزة المرأة العربية لعام 2017 في مجال التحفيز، في لندن في بريطانيا. وصنفت من بين أكثر الشخصيات تأثيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، وتم اختيارها وتقديمها من قبل شركة غوغل العالمية والأمم المتحدة في حدث عالمي تحت اسم MyVoiceMatters عام 2015.