هل أخطأ أحدهم في حقك، وأنت إلى الآن لم تسامحه؟ هل ستبقى تحمل ثقلاً في نفسك، يزداد كلما قابلت من أخطأ في حقك؟  ألم يأنِ الأوان لتقرر أنك ستسامح وتغفر؟
لماذا تسامح؟
لأن المسامحة متوافرة للجميع طوال الوقت، ما من شخص لم يتعرض للظلم في مرحلة ما من حياته، لكن هناك جروحاً تؤدي إلى اضطرابات نفسية طويلة الأمد، والتي بدورها تؤدي إلى اضطرابات جسدية بشكل أو بآخر، وهنا لا بد من خيار المسامحة. وهذه 10 طرق تساعدك على تبنّي فكرة التسامح:

1  المسامحة قرار:

الاستجابة لضغوط الآخرين، ودفعهم إياك كي تتسامح مع أحد أساء إليك، ستكون ناقصة، وليست مسامحة فعلية، فإذا أردت المسامحة الحقيقية، فاعلم أنها تنبع من ذاتك، ومن قرار حاسم تتخذه بنفسك، أن تسامح، وتنسى ما تعرضت له من ظلم.

2  سامح من سبب لك ألماً بسيطاً أولاً:

جرب أن تضع لائحة بأسماء كل من ظلمك، ابتداءً من الظلم الكبير الذي لا تستطيع أن تغفره، وانتهاءً بالأخطاء البسيطة التي ارتكبها أحدهم في حقك، ثم ابدأ بآخر القائمة، أي سامح من سبب لك ألماً بسيطاً ثم انتقل إلى المواقف الأصعب حتى تصل إلى أول القائمة،
 والترتيب في المسامحة من الآخر صعوداً إلى الأول ضروري، لأنك لو بدأت بمسامحة من أساء إليك إساءة كبيرة، فإن هذا يشبه من ليست لديه أي لياقة بدنية،
 فالمسامحة من الأقل إساءة إلى الأكبر ما هي إلا تدريب لك يمنحك القوة اللازمة لمسامحة الظلم الأكبر.

3 مشاعر الغضب تنهك قواك:

الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة حتمية لمشاعر الغضب، وما تحمله النفس من حقد أو كره إلى من أساء إليك، وهذه قوة جبارة تسيطر عليك، وحريّ بك أن تستفيد منها بدل أن تهدرها في مشاعر سلبية لا طائل من ورائها.

4  تذكر دوماً أن تتبنى فكرة التسامح:

حين تتمكن من معرفة تأثير الغضب فيك وفي حياتك، فحينها قد تشعر برغبة في الانتقام من الآخر، أو بالقيام بردود فعل عنيفة تجاهه، عليك استعادة زمام السيطرة، والالتزام بمبدأ المسامحة، وبأنك حقاً تريد أن تغفر.

5  فكر فيمن ظلمك برؤية جديدة:

ربما يكون من الصعب عليك أن تضع نفسك مكان الآخر، لأنك تعتقد أنه ظلمك وأساء إليك، لكن ماذا لو فكرت قليلاً، هل تعرض هذا الشخص للأذى في حياته؟ وهل كان هو أيضاً ضحية لظلم من نوع ما؟ ليس المطلوب منك هنا إيجاد مبرر لتصرفاته، ولكن المطلوب رؤيته من زاوية جديدة، أنه قد يكون مرتبكاً أو خائفاً، أو أنه ليس قوياً، ولا يمكن كسره، كما يُخيل إليك.

6  تبدل مشاعرك في حاجة إلى وقت:

بعد مضي وقت على تغيير فكرتك عن الشخص الذي أساء إليك، ربما أسبوع أو أسبوعان، تبدأ مشاعرك تلين، وتشعر بأن مشاعر غضبك تجاهه خفت، وهذا دليل صحي على أن مشاعر الغضب لديك بدأت تتلاشى، وستحتاج إلى الوقت لتختفي كلياً، إلا أنك تسير في الطريق الصحيح.

7  خذ خطوة إلى الأمام:

لعلها أعظم ما يُفعل في دروس التسامح، ولكن إن تمكنت من القيام بها فحينها ستدخل مرحلة الشفاء من الشعور بالظلم. ليس بالضرورة التفاعل مع من ظلمك مباشرة، في حال كنت لا تستطيع احتمال فكرة التواصل معه، ولكن يمكن أن يكون التواصل على شكل رسالة بريدية، أو رسالة نصية أو أي مبادرة تتضمن لطفاً من أي نوع، وهذا يعني أنك وصلت إلى مرحلة من القوة تمكنك من أخذ خطوة إيجابية تجاه من ظلمك.

8  لست الوحيد الذي تعرض للظلم:

إذا عرفت العبرة والفائدة مما مررت به، ستعرف أنك لست الوحيد الذي تعرض للظلم، وستكتشف أنك أصبحت أكثر صبراً مع الآخرين الذين يمرون في حياتك، وستصبح أكثر إدراكاً وتفهماً لألمهم. فحين تصل إلى هذه المرحلة، ستصبح جاهزاً للخروج من النفق المظلم، والاستمتاع بالحياة مجدداً.

9  حاول ثم حاول ثم حاول:

إذا كنت قد بدأت من أسفل القائمة، فأنت لم تصل إلى الاسم الأول بعد، وبالتالي عليك اتباع الخطوات أعلاه مع كل شخص حتى تصل صعوداً إلى أول القائمة، الخطوة الأولى دائماً الأصعب، وما بعدها يصبح أسهل.

 كثير من الأصدقاء

كل الناس يحبون المتسامحين، ويبتعدون عن المتشددين في آرائهم وأفكارهم، فكلما كنت منفتحاً متسامحاً ازداد رصيد محبتك عند الآخرين، واقترب منك الأصدقاء أكثر. التمس لهم الأعذار، وتذكر أن لديهم الكثير من الضغوط، ويتعرضون للظلم مثلك، فكن أول من يبدأ بالتسامح تزدد صفاءً ورقياً، وتعش مرتاح البال.