العزيمة تسكن وجدانها، والإصرار نهجها، شقت الدكتورة ريمة الحوسني طريقها في مجال الطب الرياضي بالعلم والمعرفة، وتمكنت من إتقان مهاراتها التي أهلتها لتقلد العديد من المناصب المهمة في مختلف المحافل الرياضية، إلى أن أصبحت أول امرأة تحصل على منصب نائب رئيس لجنة الطب الرياضي في الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، فضلاً عن أنها رئيس لجنة المنشطات، والمسؤولة الطبية بالاتحادين الآسيوي والدولي


كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» اختارها طبيبة مسؤولة عن الأمور الطبية وفحص المنشطات خلال بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 عاماً، في حدث كبير يضاف إلى إنجازات المرأة الإماراتية.. ونسألها:

ما سر اختيارك مسؤولة الأمور الطبية وفحص المنشطات خلال بطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 عاماً؟

في الحقيقة هذا التكليف أسعدني كثيراً، وكان سر اختياري هو أدائي المميز كمسؤولة اللجنة الطبية المحلية في كأس العالم للأندية التي أقيمت في أبوظبي 2017، حينها كان يتابعني المسؤولون في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولاحظوا دقتي وإخلاصي في العمل وأسندوا مسؤولية لجنة فحص المنشطات، ومسؤولية كل ما يختص بالتنظيم الطبي، حيث قمنا بزيارة المستشفيات المختارة لاستقبال الحالات، وعملت على تدريب الطاقم الطبي بصورة يومية، فضلاً عن تدريب المتطوعين وضباط المنشطات، إلى جانب تنظيم ورش عمل متنوعة للاعبات، واللاتي أبدين سعادتهن بالمعلومات الثرية التي قدمتها
لهن، وفي نهاية الأحداث تم ترشيحي لنسخة 2019 من بطولة كأس العالم للسيدات.

ما المكتسبات التي حققتها من هذه البطولة؟

أهم شيء حققته هو الحضور المشرف باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أعتز بها كثيراً، وأسعى جاهدة إلى تقديم الغالي والنفيس لخدمة ورفع راية الدولة، فضلاً عن أنها تجربة ثرية استفدت من خلالها كيفية الاستعداد لاستضافة البطولات العالمية، بالإضافة إلى الاطلاع على أفكار جديدة يمكن تطبيقها لتطوير مجال الطب الرياضي في الدولة.

لجنة المنشطات

حدثينا كيف كانت بدايتك في مجال الطب الرياضي؟

تخرجت في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، وتدربت عقب التخرج في مختلف التخصصات الجراحية وبالأخص جراحة العظام، والتي اكتسبت من خلالها الخبرة الكافية للتعامل مع مختلف الحالات الطبية، ثم قدمت لدراسة الماجستير في الطب الرياضي في جامعة نوتنجهام في المملكة المتحدة، حيث إنه كان مجالاً جديداً حينها، ثم رشحت من قبل قسم الطب الرياضي في الجامعة ذاتها لدراسة الدكتوراه على يد البروفيسور كولين فولر الباحث الرئيس والخبير في «فيفا» حالياً لبرنامج «كرة القدم للجميع» الذي يتبع اللجنة الطبية في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

كيف تطورت خبرتك الميدانية بعد رسالة الدكتوراه؟

كنت محظوظة باكتساب خبرات كافية على أيدي كبار الأساتذة في هذا المجال، التي أهلتني للانطلاق للعمل بقوة، حيث تم اختياري مديرة طبية في العديد من البطولات في دولة الإمارات، مثل بطولة العالم تحت 17 عاماً، وبطولة كأس العالم للدراجات في جميع نسخها حتى الآن، فضلاً عن عملي كأول طبيبة مسؤولة عن فحص المنشطات في الاتحاد الآسيوي عام 2011، إلى جانب مسؤولية اللجنة الطبية للعديد من البطولات، مثل بطولات الاتحاد الآسيوي تحت 14 عاماً ، وتحت 16 عاماً، وتحت 19 عاماً، حيث أثبت جدارتي، وكلفني بعدها الاتحاد الآسيوي بالعمل في المباريات النهائية لبطولاته، وأخيراً تم اختياري لرئاسة لجنة المنشطات في الدولة.

ما أهدافك التي تتمنين تحقيقها من خلال رئاسة لجنة المنشطات؟

أتمنى منافسة لجان المنشطات في العالم، من خلال عمل خطة تطويرية تتوافق مع بيئتنا المحلية، وتواكب المعايير العالمية، كما أسعى حالياً لإعداد الصف الثاني في لجنة المنشطات، واستقطاب عدد من الأطباء المواطنين لتأهيلهم لقيادة الدفة في المستقبل.

الداعم الأول

من كان وراء نجاحك؟

زوجي هو سر نجاحي والداعم الأول لمسيرتي، فلولا تفهمه وثقافته العالية لما تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه الآن، والشيء الآخر هو الإصرار الذي ساعدني على تخطي الإحباطات الكثيرة التي واجهتها في حياتي المهنية، فضلاً عن تشجيع القيادة ودعمها لتطوير المجال الرياضي، بالإضافة إلى العمل في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، الذي أضاف الكثير إلى حصيلة مهاراتي، حيث اكتسبت العديد من الأمور الإدارية في المجال الطبي بفضل عملي رئيساً للقسم الطبي مدة خمس سنوات.

كيف يمكن رفع مستوى الطب الرياضي؟

بالطبع مازال ينقصنا الكثير لنكون في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، لكننا نعمل بخطوات ثابتة وسريعة نحو القمة، ونجحنا في إنشاء جمعية الطب الرياضي، لرفع الكفاءات في جميع الاتحادات الرياضية والأندية في الدولة، حيث إنها تمثل فرصة مهمة للاحتكاك لتكوين شبكة معارف، وللوصول إلى مناصب أكثر في الاتحادات العالمية، والتي بدورها تعكس ما وصلنا إليه من نجاح وتطور.

ما طموحك في الفترة المقبلة؟

في الحقيقة طموحي ليس له سقف، حيث إن إنجاز مرحلة في حياتي المهنية يمنحني طاقة ودافعاً معنوياً للوصول إلى المرحلة التالية، لكني أسعى حالياً للحصول على منصب في اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».