ثمانية أيام عاشها عشاق «الفن السابع» في «تونس الخضراء» مع «أيام قرطاج السينمائية»، تخللتها عروض 206 أفلام من 47 دولة مشاركة، ومناقشات وندوات لصنّاع السينما، وتنافست خلالها الحسناوات في أزيائهن على السجادة الحمراء. كل هذا شكّل العنوان الأبرز للدورة 29 من هذه التظاهرة، التي اتسمت بحفاوة الاستقبال في الافتتاح والاختتام، وما يُعد لافتاً للأنظار، غياب النجوم العرب والخليجيين عن المهرجان الذي رصدت «زهرة الخليج» أحداثه.

ليلى علوي ومواطنها المصري فتحي عبد الوهاب مع السوريين عابد فهد وأيمن زيدان وعبد المنعم عمايري، كانوا هم النجوم العرب فقط الذين حضروا «أيام قرطاج السينمائية 29». وجاء حضور عابد لكونه بطل الفيلم التونسي «سامحني». أما عمايري فحضر بصفته عضو لجنة تحكيم، وكان أيمن زيدان موجوداً بسبب عرض فيلم «مسافرو الحرب» الذي يلعب بطولته.

على غير العادة

خلافا لعادة المهرجان، لم يُقم حفلا افتتاح واختتام المهرجان في المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة، بل في مدينة الثقافة البعيدة عن وجود الجمهور، والتي افتتحت منذ سنة تقريباً، عكس السابق، عندما كانت أعداد الجماهير تُحيط بالسجادة الحمراء. وكان لافتاً في الافتتاح تساؤل أهل الإعلام عن سبب غياب نجوم تونس الفنانين الثلاثة، هند صبري ودرة زروق وظافر العابدين؟ في الوقت الذي نشاهدهم حاضرين في مهرجانات سينمائية عديدة تقام في مصر. وكان الرد: «لربما.. مزمار الحي لا يُطرب».
 
سلاح ليلى علوي

خير تأكيد على أهمية «أيام قرطاج السينمائية»، ومن باب الدعم المعنوي للدورة 29، لا سيما بعد التفجير الانتحاري الذي هزّ العاصمة تونس، كان لا بد من وجود بعض القيادات السياسية في مقدمة الحضور لترسيخ الشعور بالأمان عند الجميع، فكان موجوداً كل من رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، وعدد من النواب في انطلاقة المهرجان. وأشارت الفنانة ليلى علوي إلى أهمية الثقافة كسلاح في مواجهة الإرهاب.
 
فيلما فهد وزيدان

يؤدي الفنان عابد فهد في الفيلم التونسي «سامحني»، شخصية متهم بريء حُكم عليه بالسجن 10 سنوات، ويمرض أثناء سجنه، وخلال زيارة الطبيب يلتقي القاضي الذي حكم عليه ظلماً. فيما يؤدي الفنان أيمن زيدان في الفيلم السوري «مسافرو الحرب» في عرضه العالمي الأول، من إخراج جود سعيد، شخصية «بهاء» الذي يتقاعد ويخطط للرحيل من حلب الممزقة بالحرب، وخلال الرحلة إلى قريته مع مسافرين آخرين، تدفعهم الاشتباكات إلى تعديل في خط الرحلة، ويجد نفسه عالقاً مع مجموعة من الشخصيات غريبة الأطوار، يحاولون معاً إعادة الحياة لقرية مدمرة وجدوا فيها ملاذهم في انتظار نهاية المعارك. فهل ستنتهي وينتصر بهاء على «الحرب»؟

من الكواليس

أبرز كواليس «أيام قرطاج» تمثلت في اختفاء الفنان عابد فهد بداية المهرجان عن الأنظار، وكشف عابد لنا قائلاً: «تعرضت لحالة تسمم غذائي، لكن مشي الحال.. والحمد لله تعافيت». كذلك علمنا أن بعض الصحافيين الذين لبّوا دعوة المهرجان، كانت لديهم مهمة إضافية، حيث حاولوا استثمار زيارتهم لتونس في التوجه إلى مدينة صفاقس بحثاً عن «سارة»، عروس كاظم الساهر التونسية، من خلال لقاء أهلها وصديقاتها، لأجل جمع معلومات جديدة عنها.