تبدأ شماس بشرح المراحل الأولية التي خاضتها قائلة: «استلمت هذا المشروع وواجهتني فيه تحديات كان عليّ تخطيها، إذ كان مشروعاً قد بدأ العمل عليه، لم أستلمه من البدايات وكان مقطّعاً. واجهتنا مشاكل عدة، ومنها شكل الدرج، وتكبير المجالس بطريقة خفية. كانت هناك عواميد في الجدران نافرة للخارج، فجعلناها تبدو جزءاً من التصميم بطريقة هندسية، وأضفنا مثلها من الجهة الثانية لكي تبدو مثل التصميم. ما فعلته في بداية المشروع هو رصد العقبات والمشكلات وإيجاد حلول لها، لكي يبدو المكان بأجمل صورة ممكنة».

بساطة الكلاسيكية

تتميز الفيلا بستايل كلاسيكي. تحدثنا المهندسة شماس قائلة: «عندما اجتمعت بصاحب الفيلا، وجدت بأنه يطمح لتحسين أمور عديدة، أولها التصميم الخارجي للبيت الذي كان منفّذاً بطريقة غير جميلة. أول أمر أجريناه هو دراسة المخططات، من الخارج والداخل، والستايل الكلاسيكي الذي يريده العميل. وبعد كل ذلك غيرنا التصميم الخارجي، كطريقة تلبيس الحجر، ومواقع الشبابيك غير المتناسقة». تضيف شماس: «في البدايات غالباً ما نقدم خرائط ونجري أشغال الكهرباء ودراسة كاملة للإنارة، وكيف كل ما سبق سيتكامل ليتناسب مع التصميم الذي نعده. وطبعاً ندرس كل هذه الأمور قبل إرسالها إلى التنفيذ».
وعن كيفية إرساء حوار وانسجام بين ذوق العميل والمهندس، تشير شماس: «لكل عميل ستايل معيّن يفضله، وأنا كمصممة لا أستطيع أن أفرض على العميل العيش بنمط أو إطار لا يحبه، فليس كل العملاء يحبون الستايل المعاصر أو المودرن، والأمر نفسه بالنسبة للستايل الكلاسيكي. في هذا البيت، كان العميل يرغب باتباع الستايل الكلاسيكي الفخم وغير المبالغ به. وأنا من الأشخاص الذين عندما يشتغلون الكلاسيكي، لا يحبون المبالغة بالحفر والتذهيب والألوان الفاقعة والصاخبة، وعندما بدأت العمل على المشروع، ثمة نقاط معينة اتفقت فيها مع العميل، وهي أن الكلاسيك الذي سنعمل عليه، سيكون بسيطاً. فإذا لاحظت أنه لا يوجد في الفيلا، الكثير من الحفر والورود الداخلة بالكرانيش، ولا يوجد الكثير من الزخرفات الصغيرة على الجدران، يعني أن الكلاسيك مشغول على الطراز الإيطالي. حتى أن اللون الذهبي الذي أدخلناه لتعتيق بعض الأماكن، كان ذهبياً مطفياً وليس الذهبي الأصفر القوي. نحن ابتكرنا لوناً ذهبياً، فاستعملنا اللون الفضي ووضعنا فوقه مادة تعتّقه ليصير لونه مصفراً، والنتيجة كانت لوناً ذهبياً فاتحاً مطفياً، وكان هذا اللون المستعمل لتعتيق كل هذه التفاصيل ولإدخال لطخات ذهبية، تداخلت أيضاً في القبّة وفي بعض الأماكن الأخرى، وأضْفت فخامة، ولكنها لم تعطِ المنزل الروح المبتذلة، بل فخامة وهدوءاً غير مبالغ بهما».

جماليات الجدران

الجدران ملفتة بزخارفها البسيطة والفخمة، عنها تقول شماس: «كان لدينا خيارات عديدة، ولكن في هذه المرحلة نواجه مشكلة، وهي أن العميل لا يرغب بصرف الكثير من المال، ويريد اختيار السعر الأنسب، فاخترنا شركة مقاولات أجرت أولاً عينة تجريبية متقنة ورائعة، تتميز بطريقة مختلفة في العمل وتلبيس الجدران، إذ كل التلبيس يصنع ويصب في المصنع، ويأتون به ليركب مكانه على المقاس بالضبط، من دون أي إضافات أو تعديلات في الموقع، وإنما فقط التركيب. وهذا ما أعطى المشروع قيمة جمالية عالية، لأن الفينيشينغ كان نظيفاً جداً، وما جمّله أكثر هو التعتيق والدهان الفني. ودائماً أنصح العميل أن لا ينتقي الشركة التي تقدم سعراً أرخص، لأنه ليس دائماً الأرخص يستطيع أن يأتي بالجودة والفينيشينغ والصورة التي يطمح إليها المصمم والعميل أيضاً».

ألوان المجالس

اختيرت للصالونات ألوان الزهري والبنفسجي والبيج. وعن هذا التفصيل توضح شماس: «بالنسبة للألوان يتم اختيارها عند الوصول لاختيار قطع الأثاث والستائر، إذ يتم اختيار الألوان لكل صالة. صاحب الفيلا لا يحب الألوان الصاخبة، وهذا الأمر ساعدني، لأنني لا أحب الألوان الصاخبة كالأحمر والنبيذي الغامق، وأفضّل ألوان الباستيل الفاتحة. وفي المشروع كان لدينا المجلس الرسمي الرئيسي، والمجلس النسائي، وهي الصالة ذات اللون البنفسجي، والأول اخترت له اللون الأزرق الفاتح. وطبعاً عندما يكون ثمة مساحة كبيرة يجب أن ندخل معها ألواناً تتناسق مع الجدران والستايل، لذلك اخترنا في المجلس الرئيسي اللون الأزرق الفاتح وأدخلنا معه البيج. ودائماً هناك مهمة صعبة عندما يكون لدينا مجالس يكون فيها كنبات جنب، لكي لا تكون مملة يجب أن يعطينا الـ pattern دلالات وجماليات، ويحدد كل كنبة ويعطيها روحاً معينة، وفي الوقت نفسه يجمعها كلها مع بعضها. المهمة صعبة ولكن نستطيع الوصول لنهايات جميلة، والأمر نفسه طبقناه على الصالة البنفسجية، ولأنها كانت أصغر انتقينا لوناً أغمق، وأظهرناها بطابع خاص يميزها».

نظام الإنارة

تنوعت الإكسسوارات وقطع الإنارة بين إيطالية وإسبانية، تقول عنها شماس: «اتسقت الألوان مع لون الجدران الذهبي الفاتح جداً، وهو عبارة عن فضي معتق، يمتزج مع الجدران ويعطي أهمية للمظهر الكامل وليس لنفسه. وهذا أمر مهم لقطع الإنارة، أن لا تستقطب الأنظار. ولكن عندما أريد أن أصنع مزيجاً، يتحد كل أمر ضمن المجموعة الواحدة، ولا يغطي أي مفرد فيها على آخر. في المشاريع الجديدة نطبق مبدأ المنزل الذكي. وحالياً ندخل عدة أنواع من الإنارة، كالمخفية والمباشرة والمعلقات. وكل نوع لديه سويتش معين، فإذا استمرينا على السيستم القديم سيكون لدينا سويتشات كثيرة، بينما في المنازل الذكية بمجرد سويتش واحد يتم التحكم بكل الإنارة الموجودة، والتحكم بالمود، وبالستائر. الإنارة عنصر مهم في التصميم، وأخطط لها مع التصميم نفسه، لأن مكان السبوت لايت، قد يخرّب أي تصميم كان».

مائدة كلاسيكية ضخمة
حول طريقة الحصول على مائدة طعام ضخمة وكلاسيكية الطابع، توضح المهندسة سوسن شماس الهبر: «هي مشكلة عندما يكون المنزل كلاسيكياً، إذ إن سعر الطاولة يصبح خيالياً إذا قصدنا مورداً إيطالياً طبعاً. وفي حالة هذا المنزل، بصراحة أتينا بأسعار مختلفة من الإيطاليين والإسبان، ولكن ما يفاجئ، أننا نفذناها في مصر مع شركة أعطتنا عملاً متقناً وبنوعية جيدة جداً وافقــت ما نتطلع إليه».