رحلة طويلة مليئة بالتفاصيل والأحداث الشيقة والصعبة، هي مسيرة الفنان أكرم حسني صاحب شخصية «سيد أبو حفيظة» الشهيرة، والذي استطاع الخروج من عباءتها من خلال تقديم أعمال فنية بشخصيته، كان أحدثها فيلم «البدلة» مع الفنان تامر حسني، وهو الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً في موسم عيد الأضحى السينمائي. عن نجاحه وتعاونه مع «الكوميديان» أحمد أمين في مسلسل «الوصية» الذي عرض على قناة «أبوظبي» في رمضان الفائت، حاورته «زهرة الخليج»، ونسأله.

رحلة طويلة قطعتها منذ عملك كمقدم برامج في الإذاعة، مروراً بالتليفزيون وصولاً للنجومية في السينما.. كيف تلخص هذه الرحلة؟
هي رحلة شاقة عبرت خلالها بالعديد من المصاعب، وأكثر ما كنت أخشاه هو أن يتم حصري في شخصية «أبو حفيظة» ولا أستطيع الخروج منها، حتى أن الفنانة إسعاد يونس كانت دائماً تقول لي: «أنا عايزة أشوف أكرم حسني مش أبو حفيظة»، وقد حدث ذلك بالفعل وأصبحت أقدم أعمالاً فنية بشخصيتي الحقيقية.

هل كان لصداقتك مع الفنان تامر حسني دور في وجودك معه في فيلم «البدلة»؟
بالتأكيد، علاقتي بتامر تمتد لسنوات، فقد بدأنا معاً مشوارنا، حيث كنت أقدم برنامجاً إذاعياً، وكان تامر وقتها مطرباً في بداية مشواره، وحل ضيفاً عليّ، ومن حينها توطدت علاقتنا بشكل كبير وأصبحنا أصدقاء، وهذا ما سهّل التعاون بيننا في الفيلم.

«البدلة»

ألم ينتبْك شعور بالقلق لكون «البدلة» يعتبر البطولة الأولى لك؟
القلق دائماً موجود، وهو دافع لتقديم الأفضل، لكن دعني أقُل إن فيلم «البدلة» ليس البطولة الأولى لي، فقد قدمت قبله فيلم «بنك الحظ» مع محمد ممدوح ومحمد ثروت، إلا أن «البدلة» فيلم له مذاق أكبر؛ لأنه مع نجم جماهيري.

لماذا استغرق تصوير الفيلم وقتاً طويلاً؟
بسبب الحفلات التي كان مرتبطاً بها تامر، إلى جانب تصويره حلقات برنامج «ذا فويس كيدز»، وكنت وقتها مشغولاً أيضاً بمسلسل «الوصية»، لكن ذلك كله لم يؤثر على إيقاع الفيلم، وكنا أنا وتامر نذهب إلى غرفة المونتاج لمراجعة المشاهد التي صورناها من قبل، حتى نحافظ على نفس الأداء والطريقة التي قدمنا بها الشخصيات.

ما تعليقك على الأزمة التي نشبت بين منتج الفيلم وليد منصور والفنان محمد رمضان بسبب الإيرادات؟
دائماً أحب أن أكون بعيداً عن الأزمات ولا أتدخل فيما لا يعنيني، كما لا أحب الانتشار أو الشهرة التي تأتي من وراء الأزمات، لكنني أستطيع القول بكل صراحة إن فيلم «البدلة» هو الأعلى تحقيقاً للإيرادات داخل وخارج مصر، فيكفي أنه حقق إيرادات تعادل 60 مليون جنيهاً في دولة الإمارات، هذا بجانب إيراداته الضخمة داخل مصر.

هل يؤمن أكرم حسني بوجود ترتيب للفنانين، يبدأ من الأعلى نجومية أو إيراداً، وفقاً لمصطلح «نمبر ون»؟
لست مؤمناً بهذا المصطلح في الفن من الأساس «مفيش حاجة اسمها نمبر ون»، ولكن أؤمن بأن النجاح دائماً يكون بفضل العمل الجماعي، فالمخرج له دور في نجاح أي عمل والمؤلف كذلك وحتى المنتج، وبالنسبة لي أرى أن تقديم عمل ذي قيمة فنية يعيش سنوات طويلة، أفضل من تقديم عمل آخر يحقق الإيرادات ولا يعيش بعدها.

«الوصية»

ظهرت في رمضان على قناة «أبوظبي» من خلال مسلسل «الوصية»، وكنت متحمساً لمشاركة «الكوميديان» أحمد أمين في بطولة العمل...
(مقاطعاً): أحمد من الممثلين المجتهدين، وكنت أتابع برنامجه «البلاتوه» الذي يقدم فيه مادة مسلية ومفيدة في آن واحد، كما أنه كان يستشيرني في أشياء كثيرة تخص ما يقدمه في حلقات برنامجه، وهو بالفعل لديه موهبة حقيقية، وهذا ما جعلني مصرّاً على أن يكون معنا في مسلسل «الوصية».

ما هي المكاسب التي حققتها من تجربة «الوصية»؟
هي مكاسب كثيرة، حيث حصلت على «جائزة أفضل ممثل كوميدي» في رمضان الماضي جماهيرياً، هذا بجانب أن العمل هو البطولة المطلقة الأولى لي ويحمل اسمي، ووضعني في قائمة نجوم رمضان، الذين ينتظرهم الجمهور كل عام.

في رمضان قبل الفائت، قدمت مسلسل «ريح المدام» مع أحمد فهمي وحققتما نجاحاً كبيراً، فلماذا لم يستمر التعاون بينكما؟
أحمد فهمي صديق مقرب لي، ونتحدث هاتفياً بشكل شبه يومي، لكن كل ما في الأمر أننا لم نجد نصاً درامياً يناسب تواجدنا معاً، لذلك قررت وقتها تقديم مسلسل «الوصية» بمفردي، وركز فهمي في فيلم «الكويسيين». وأستطيع القول إنه أكثر ممثل أشعر معه بالأمان؛ لأنه يحب نجاحي مثلما يحب نجاحه.

«أبو حفيظة»

متى يتخلى أكرم حسني عن شخصية «أبو حفيظة» بشكل نهائي؟
لن أتخلى نهائياً عن شخصية «أبو حفيظة»، فهي مفتاح السعادة والنجاح بالنسبة لي، ولكن لن أقدم أي شيء جديد بهذه الشخصية خلال الفترة المقبلة، سوى بعض الإعلانات، ولو وجدت فكرة جديدة تخص «أبو حفيظة» سأقدمها على الفور، على الرغم من أنني أركز خلال هذه الفترة في السينما والدراما التليفزيونية بشكل أكبر.

نعلم أنك بدأت التحضير لعملك الدرامي الجديد، فماذا تخبرنا عنه؟
هو مسلسل كوميدي اجتماعي بعنوان «اسمه إيه»، ومقرر عرضه في موسم رمضان المقبل، فكرته جديدة ومختلفة لكن لا أستطيع أن أتحدث عنها في الوقت الحالي؛ لأنها ما زالت في مرحلة الكتابة. وهو من تأليف أيمن وتار، وسيخرجه خالد الحلفاوي.

وماذا عن الجزء الثاني لفيلم «البدلة»؟
ما زال فكرة حتى الآن، وهي فكرة محل الدراسة، وبالطبع لا أمانع في تكرار التجربة مع تامر حسني والمنتج وليد منصور، وأنتظر عودة تامر من أميركا لمناقشة الأمر معه، بعد أن يتجاوز محنته الصحية.