الأم هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع الطفل في حضنها، ويفتح عينيه على سلوكياتها. فأنت قدوة لطفلك شئت أم أبيت. تتشكل شخصية طفلك خلال السنوات الخمس الأولى، لذا من الضروري أن تنظري جدياً إلى تصرفاتك، وأن تحاولي تقويم نفسك أولاً قبل تقويم طفلك بالأساليب التربوية الحديثة التي تنمّي شخصيته، وتجعل منه شاباً واثقاً بنفسه ليس مسرفاً أو مبذراً.

فإذا كنت أمّاً مبذرة، سواء أكان في الأكل، الشرب، الملبس أم المال، توقفي عن ذلك أمام طفلك. لماذا؟
لأن سلوك التبذير سينتقل إلى طفلك من دون وعي منه، وسوف تتشكل عقليته وسلوكه بطريقتك وتتأثر شخصيته بك، فيصبح الصرف العشوائي سمة من سماته، بل ويتعدى ذلك السلوك ليصبح طفلك عديم المسؤولية، فلا يشعر بقيمة الأشياء التي بين يديه، كالألعاب، الكتب، الملابس، وسيُهمل في محافظته على أشيائه، وربما يصبح عرضة للسرقة، أو التعدي عليه، فقد نشأ معتقداً أن كل شيء متوافر بسخاء ومسموح له، ولا يوجد شيء ممنوع، فهو يجد كل ما يريده في بيته وينفق كل ما يصل إليه. حتى إذا شبّ وخرج إلى البيت الكبير (المجتمع)، وواجه أنظمة وقوانين لا تلبي له ما يريد، سيثور في وجهها ويتصرف بلا مبالاة، ضارباً بالنتائج السلبية التي ستترتب عن مخالفته عرض الحائط.
كيف تبعدين طفلك عن التبذير؟
عليك وضع قوانين لطفلك من عمر ثلاث سنوات، ولا تعتقدي أن الطفل في هذه السن لا يفهم التعليمات، بل إنه يفعل ما يراه ويتقنه بالتدريب المستمر، والنتائج لن تكون فورية، لأنك تؤسسين عادات وسلوكيات سوف تبقى مع طفلك حتى نهاية العمر، وأهمها «عدم الإسراف»:
1 - عدم الإسراف في استعمال الماء: أول ما يتعلمه طفلك غسل أسنانه بنفسه، لذا عليك تعليمه ألا يترك الماء جارياً أثناء قيامه بعملية التنظيف.
2 - عدم إهداره الطعام: أن يضع في طبقه ما يحتاج إليه من طعام فقط، وألا يسرف في وضع كميات كبيرة لا يستطيع أكلها، وحبّذا لو يختار ما يريده من طعام في الولائم، فلا تفرضي عليه نوعاً معيناً، باستثناء الأطفال الذين يعانون حساسية من طعام معيّن.
3 - ترشيد استهلاك الكهرباء: علمي طفلك إطفاء أنوار الحمام والمطبخ أو أي غرفة، بعد أن ينتهي من استخدامها.


 في الدراسة
علمي طفلك حين يكتب في دفتره أن يستخدم الصفحات بالترتيب، وعدم استهلاكه الصفحات من دون فائدة، وعدم تقطيع أوراق الدفتر إلا للضرورة الملحّة، كأن يكون قد وقع عليها شيء مثل الماء أو غيره.