حمل العرض الموسيقي البصري «لزايد سلام» الذي احتفى بأشعار كتبها المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، العديد من الرسائل الإيجابية المليئة بالسلام والوطنية والتراث والأصالة، والتي قدمتها فرقة «العيالة» الإماراتية، في الحفل الذي أقامته دائرة الثقافة والسياحة في منارة السعديات بأبوظبي، وشهدت الأمسية الفنية التي تعتبر الأولى من نوعها، إقبالاً جماهيرياً كبيراً أبدى إعجابه الشديد، بتجسيد هذه الأشعار في عمل فني برؤية سينمائية وموسيقية مميزة، لامس القلوب ودمعت له العيون فخراً واشتياقاً لـ«بابا زايد».

ومضات من المسيرة

وأظهر العرض ومضات من مسيرة الراحل الكبير الشيخ زايد من خلال صور ومقاطع فيديو، شكلت خلفية تظهر فيها متابعة الشيخ زايد لكل الأمور، حيث كان يشرف بنفسه على التعليم والبناء والزراعة، وكيف يستقبل ضيوفه. إضافة إلى باقة من الأغاني المأخوذة من قصائد الوالد المؤسس، كأغنية «حبكم وسط الحشا» و«حي بالشهامة»، كما كانت مسك ختام الحفل، أغنية «دار زايد»، التي كانت من أشعار جمعة الغويص. وتميز الحفل أيضاً بعرض فرقة «العيالة»، التي تعتبر جزءاً من التراث الإماراتي.

أصوات من الإمارات

ويآتي الحفل تتويجا لرحلة دامت أكثر من ثلاثة أشهر، قامت بها فرقة «العيالة» التي (تضم أكثر من 50 % من الشباب الإماراتيين)، للتحضير لهذه الأمسية، حيث بدأت فكرة العمل أصلاً عام 2005، في أوبريت شارك فيه الفنان فيصل الساري وقدّم فيه أغان من أشعار الشيخ زايد، ورغب بأن يطور الفكرة لتصبح احتفالية تقام بمناسبة «عام زايد». ويعدّ حفل «لزايد سلام» جزءاً من سلسلة «أصوات من الإمارات»، وهو برنامج مخصص لتطوير منهجيات وتجارب جديدة للحفاظ على التراث الغني للموسيقى الإماراتية.

زايد والشعر

كان الشيخ زايد (طيب الله ثراه) شاعراً بارزاً، قدّم الكثير من القصائد في مختلف أغراض الشعر، وكان يستضيف في مجلسه الشعراء، ويدخل معهم في محاورات شعرية، أنتجت العديد من القصائد الجميلة. وقد بدأت علاقة الشيخ زايد بالشعر منذ طفولته، فقد ارتاد منذ صغره مجلس والده، حيث تعلم فيه العادات والتقاليد الأصيلة، كما استمع فيه إلى عيون الشعر، ونظَم بعض القصائد في صغره، وقرأ الشيخ زايد أشعار المتنبي، وتأثر به وبشعره ومقاصده، كما قرأ المعلقات، وتأثر بها، وأثّرت في حياته وسلوكه، خصوصاً تلك الأشعار التي تتسم بالفخر والحماسة والإقدام والحكمة، وتتحدث عن حياة البادية التي عاشها زايد، وشكلت ملامح فكره وشخصيته. كما كان الشعر وسيلته لنقل تجاربه الحياتية والخبرات العملية التي اكتسبها من الحياة إلى الآخرين.