إذا طلب منك صديق أن تساعده في أمر ما، فإنك تجيب بقبولك مساعدته بشكل تلقائي، من دون التفكير في مصلحتك الخاصة، وقدرتك على هذه المساعدة أم لا، وبعدها تلوم نفسك بسبب قيامك بذلك. غير أن قول كلمة «لا» يتطلب شجاعة وقدراً كبيراً من القوة للنطق بها.
الرفض مهارة من مهارات الحياة، عليك تعلمها، إنها مهارة مهمة، فما من أحد يرغب في أن يظل عالقاً في علاقة لا تجعله سعيداً، وما من أحد يرغب في أن يظل عالقاً في عمل يكرهه، أو يقول كلاماً لا يؤمن به، ولا أحد يريد الشعور بأنه غير قادر على قول ما يفكر فيه حقاً. إلا أن الناس يعلقون في مثل هذه المطبات، إنهم يختارون هذه الأشياء خوفاً من قول كلمة «لا».

مطلب طبيعي

الصدق مطلب طبيعي لدى البشر، لكن جزءاً من كونك صادقاً في حياتك يتمثل في أن تقول كلمة «لا»، وأن تتقبل سماعها، وهذه الطريقة تجعل حياتك صحية أكثر. فإن تجنب الرفض، والخوف من كلمة «لا»، أن تقولها أو تقال لك، ربما يجعلك مرتاحاً على المدى القصير، لكنه سيجعلك تحت ضغط كبير طول الوقت، وتسعى دوماً إلى إرضاء الآخرين، وهذا يجعلك ترسم شخصيتك وفقاً لما يريد الناس منك، ووفق أهوائهم، وهنا تفقد ذاتك، وهويتك الحقيقية، وربما لا تستطيع فعل ما تريده، خوفاً من حكم الآخرين عليك. إن استخدام كلمة «لا» صريحة عند الرغبة في قولها، يجعلك صافي الذهن، ومستعداً لإنجاز مهامك بهدوء من دون ضغط نفسي.

لماذا يصعب عليك قول «لا»؟

يرجع سبب عدم قدرتك على قول كلمة «لا» لأسباب عديدة، منها أسباب اجتماعية، ومنها نفسية، ومنها شخصية، وهذه بعضها:
• طريقة تربيتك وثقافة مجتمعك.
• أنك تشعر بأنه ليس من حقك قول «لا».
• الخوف من جرح مشاعر الآخرين.
• رغبتك في أن يحبك، ويَقبلك، ويحترمك الآخرون.
• طلب الرضا وتحاشي غضب الآخرين منك.
• عدم تحمل النقد، والحساسية المفرطة تجاه قول كلمة «لا».
• الخوف من خسارة أشخاص، أو عمل أو فرصة تسعى إليها، يجعلك تُحجم عن قول «لا».
• الشعور الزائف بأنك قادر على حل كل ما يمكن أن ينتج من مشاكل لقولك «نعم».
• قول كلمة «نعم» أسهل من قول كلمة «لا»، لأنك لست مضطراً إلى أن تذكر أسباب الرفض، أو الاعتذار أو ما شابه.
• خشيتك فقدان الأصدقاء والأحباب وأفراد الأسرة، أو الوضع الاجتماعي أو الوظيفي، أو النجاح أو المال.
• البعض يقول «نعم»، لأنه يحب أن يسمع كلمة «نعم» من الآخرين، عندما يطلب منهم أمراً ما.

قل «لا».. ولا تخف

فقط تذكر أنك:
• لديك الحق الكامل لقول «لا».
• يتطلب الأمر منك تغيير فكرتك عن قول «لا»، فهو ليس من الوقاحة أو قلة الأدب.
• سوف يحترمك الآخرون إذا قلت «لا».
• سوف يزداد حبك لنفسك إذا استطعت تعلم قول «لا»، وإذا قلتها بشكل فعال.
• يمكنك تقديم اقتراح بديل في حالة رفضك لطلب أحدهم، كأن تقترح أن تساعده في نهاية الأسبوع، أو حين تفرغ من عملك.
• سوف يزداد احترامك لـ«لاءات» الآخرين عندما تقولها أنت بنفسك، سوف يصبح من السهل عليك تقبل أن يقول لك أحدهم «لا» حين تطلب منه أمراً ما.
• إنك حتى إذا قلت «نعم»، فيمكنك أن تغير قرارك وتقول «لا»، إذا كان لديك ما يكفي من الوقت للتفكير في قدرتك على إنجاز ما طُلب منك.
• لا تحاول أن تبدو لطيفاً طوال الوقت، ولا تخش أن يراك الآخرون غير لطيف، فرفضك لأمر لا تستطيع القيام به، سيعرفهم بشخصيتك، وأنك إنسان صادق، تذكّر أنه من الأفضل قول «لا»، على أن تقول «نعم» ثم لا تستطيع التنفيذ.
• تعلم أن يكون لديك قدرة على توقع أن هناك أشخاصاً لا يتفقون معك، ولا تعجبهم آراؤك، وبالتالي يمكنهم قول «لا» لك، وكذلك يمكنك قول «لا» لهم، فلا تتقمص دور الشخصية اللطيفة التي تساعد الجميع، فتصل إلى مرحلة من الضغوط التي تنهار بعدها، ولا تقدر على تحمل المزيد.