حصة الفلاسي.. إنسانة شغوفة بالترجمة والقراءة والسعادة، مزاجيتها تغلبها في كل مجالات حياتها، بما في ذلك العمل، لكنها تحب الإنجاز، وتنبذ الكسل والروتين. من باب الترجمة، استطاعت أن تدخل قاعات الإيجابية كمستشارة في ديوان صاحب السمو حاكم الفجيرة، ومديرة لإدارة الدعم الفني فيه كذلك. عن رحلتها، حاورتها «زهرة الخليج»، لتتعرف إليها وإلى مهامها عن قرب.


كونك أول مستشارة للسعادة والإيجابية في ديوان صاحب السمو حاكم الفجيرة، كيف استطعت الوصول إلى هذا المنصب؟
المنصب تم استحداثه بعد التطبيق الجادّ لمثل هذه المناصب في الوزارات والدوائر المختلفة في الإمارة. وكنت بعد انتسابي لمجالس الشباب، ودخولي في برنامج الرؤساء التنفيذيين للسعادة، تم ترشيحي للتدريب في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، حيث تغيّرت شخصيتي، وبدأت أسلك طريق نشر السعادة والإيجابية، بادئةً بنفسي ثم الآخرين، حيث إن التغيير عادةً يجب أن يبدأ بنفسك حتى تكون قدوة لمن تود تغييرهم. كنت قبل هذا المنصب أعمل مترجمةً في الديوان الأميري، إذ إنني حاصلة على درجتي البكالوريوس والماجستير في الترجمة، وبعد ثلاث سنوات في هذا المجال، والثقة بقدراتي، ارتأى الديوان استحداث المنصب وتعييني فيه كأول شخص يناله، بالإضافة إلى إدارة الدعم الفني.

ما الآلية التي تعملون من خلالها على نشر قيم السعادة والإيجابية في المجتمع؟
إضافة إلى وجود الفرق الخاصة بهما في الدوائر المختلفة، وإشرافنا على تنفيذ مبادراتها وتقييمها، فإننا نقوم بتنظيم الورش والمشاريع والمبادرات الخاصة التي تستهدف فئات المجتمع كافة، خاصة الأطفال والأمهات، والتي تلقى إقبالاً كبيراً منهم.

مسرح

يبدو من سيرتك أن للمسرح مكاناً في حياتك العملية، حدثينا عن هذا الجانب؟
إلى جانب عملي الأساسي، فأنا أقوم تطوعياً بمهام مساعدة الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح بالفجيرة، محمد الأفخم. وتتلخص هذه المهام في مساعدة الفرق المسرحية بتوفير كل ما يحتاجون إليه من أجل المشاركة في المهرجانات، ونكون حلقة وصلٍ بين الفنانين والفرق كأمانة عامة بالفجيرة وبين الهيئة الدولية للمسرح. وكذلك أشرف على تنظيم مهرجان المونودراما السنوي، ودعوة الفنانين والعروض العالمية للمشاركة فيه.

ترجمة

وما هي مهامك في إدارة الدعم الفني؟
الإدارة مسؤولة عن الترجمة، وعمل البحوث والتقارير التي تدرس المشاريع قبل تنفيذها، أي كمركز دراسات استراتيجية لما يخطط له الديوان من مشاريع ومبادرات حكومية. كما أنها مسؤولة عن إقامة الفعاليات الرئيسية للحكومة، ورعاية عروض المدارس والمؤسسات والمنصات، وتنظيم مشاركة الحكومة في الفعاليات السنوية الخاصة بشعار العام، مثل فعاليات عام الخير وعام القراءة. وكذلك مراجعة المبادرات وتقييمها.

بالعودة إلى شغفك بالترجمة، ماذا عن مشاركتك في تطوير محتوى منصة «مدرسة»؟
كانت البداية من تحدي الترجمة الذي تم إطلاقه قبل المنصة بزمن، من أجل المشاركة في دعم المحتوى العربي العلمي على الشبكة العنكبوتية، حيث كنت من المشاركين. والذي شجعني على خوض تجربة الترجمة هو حضوري حفل صناع الأمل، لحبي للعمل التطوعي، ورغبتي في الاطلاع على النماذج الأخرى والكبيرة في هذا المجال، فخرجت من الحفل بسؤال وجهته لنفسي بحسرة: «ما الفرق الذي أحدثته في حياة الناس؟»، وتمنيت لو أني أعطيت أكثر. وحين تم الإعلان عن تحدي الترجمة، وجدتها فرصةً لتحقيق ما يمكنه أن يرضي رغبتي في العطاء، فشاركت من دون تردد. وشغفي بالترجمة منذ أيام الدراسة الجامعية كان دافعاً ومحفزاً كبيراً، حين كان يطلب منا ترجمة 58 فيديو تتراوح مدتها بين 3 و25 دقيقة، وكذلك إيماني بالهدف، مما جعلني أستغرق في العمل على ترجمتها بمتعة مع عدم الشعور بالوقت الذي قد يكون ليلةً كاملة، أذهب بعدها إلى العمل. وبعد التقييم تم اختياري ضمن العشرة الأوائل، ثم انضممت إلى قائمة «مدرسة».

مزاجية

قبل الترجمة والسعادة والإيجابية، كيف كنت تقضين وقتك؟
بعد التخرج، وبسبب تحفظ الأهل من العمل الخاص بالترجمة، عملت مدرّسةً للغة الإنجليزية مدة أربع سنوات، وكاد روتين العمل يقضي عليّ، ذلك لأنني أتمتع بمزاجية عالية والروتين عدوها اللدود، وهذا ما تتفهمه الإدارة العليا في عملي الحالي، وتهيئ لي البيئة المناسبة للعمل مع هذا المزاج.

أخيراً، يلاحظ المتابِع لك اهتمامك بالقراءة، من أين تأتين بالساعة الخامسة والعشرين لها في هذا الزحام؟
أنا متعلقة بالقراءة منذ اللحظة التي بدأت فيها القراءة لجدي، الذي ضعف بصره في صغري، فاتخذني له عيناً قارئة، ولا أستطيع التخلي عن القراءة والمطالعة. ورغم أنني أنشغل عنها لأيام، حين يكون ضغط العمل مضاعفاً، إلا أنني أعود لها بشوق. أما عن الوقت، فالتفويض في العمل مع وجود فريق أثق به، يعطيني هذه الساعة الزائدة في يومي.