قال الله في محكم كتابه: {وَإن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها}، لن أعدد نعم الله، فقد أخبرنا الله بأننا لا نحصيها، وهي نافية جاءت من مقتدر، ولكن حين لا نستطيع أن نحصيها، فهذا هو الأوجب لنا، أن نكون من الشاكرين.
إن السلامة أول ما يخطر على بال الإنسان، فحين يتوفر الأمان، وهذا مرتبط بأمكنة عدة، أولها الوطن، فالأمن الذي يشعر به الإنسان في الوطن لا يراه أمراً مهماً، مثلما نور الشمس، لا تشكل أمراً مهماً على الرغم من أهميتها، فلم نجد أحداً تغزل بالشمس؛ وذلك لظهورها اليومي بالموعد ذاته، بينما نتغزل بالقمر لقلة ظهوره، فما بين غياب وغيم، يشكل ظهوره الجميل أمراً جميلاً. ويشعر بالأمن والسلامة من تضطره الظروف للعيش في وطن غير آمن، وكأن الوطن لا يكون جميلاً ولا آمناً إلا في عيون المغترب، وهنا يجب أن يعي الإنسان أن الثابت من نور الشمس وأمان الوطن، هو الشي الذي يجب أن يشكر الله عليه.
وهناك أمن معيشي، وهذا أمر نسبي، فقد يكنز إنسان الملايين ولا يشعر بالأمان المعيشي، بينما يحصل آخر على ما يكفيه، ويشعر بحاجته اليومية لشكر الله على ما رزقه، والأمان المادي أو المعيشي، مما يتوجب علينا شكر الله عليه، حتى بالحد الذي يوفر لنا الأمان.
وهنا العافية والصحة، وكما يقال، الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، أي أنهم لا يرونه على الرغم من أنه تاج، ولكن التاج يراه الآخرون، بينما لا يراه من يتقلده. هناك الكثير الذي أود قوله لما أراه في بعض وسائل التواصل، من شكوى لا محل لها. والكثير من الشباب العربي يشكو ولا يشكر؛ لأنه يريد أن يتحدث فقط، يريد أن يكتب، يريد أن يتذمر هكذا بسبب أو من دون سبب.

لو أنها

وصلني رابط يقول: لو أن الرجل تغزل بزوجته، كما يتغزل بحبيبته أو عشيقته، لتوقفت المحاكم الشرعية عن النظر إلى قضايا الطلاق، وعلى الرغم من صيغة العموم، إلا أن مثل هذه الحالات خاصة، ولا تأخذ صفة العموم بأي مجتمع، وقد علقت على الرابط، لو أن الزوجة قامت بدور الحبيبة أو العشيقة، من الاهتمام والرعاية، وبكل ما تقوم به رومانسية ودهشة، لتوقف الرجل عن أن تكون له حبيبة أخرى. إن الكثير من الكتابات تجعل المرأة دائماً المظلومة، وأعتقد أن أغلب هذه الكتابات كتبتها نساء، وهناك كتابات تجعل المرأة دائماً ظالمة وماكرة، وهذه الكتابات أعتقد أن مصدرها الرجل، فلا المرأة ظالمة ولا الرجل ظالم، هناك حالات ظلم تخص أصحابها فقط، والعالم بأسره تطور بجناحين من البشر، ولا مكان للمزايدة في هذه الشأن، لأنها الحقيقة التي عمرت الأرض.

شعر

لو أنها قالت أحبك لاكتفيتْ        لا أملُّ سهولها وجبالها

وحملتُ مشعل فرحتي             وأقول هذي ما اشتهيتْ

أختال من بيت لبيتْ              وشربتُ أقداحاً من السهر الجميلِ

ودخلتُ محراب القصيدة           وقيل لي نمْ يا فتى

في مناقبها احتميتْ                سأقول بعدي ما ارتويتْ

ورأيتُ بالمنفى بعينيها بلاداً        لو أنها قالت سأعشق كل ليتْ