انظروا حولكم، اسألوا عائلات من ماتوا بسبب مشكلة مفاجئة في القلب: هل كان الميت يعاني السكري؟ السؤال ضروري ومُلحّ لتتأكدوا بأنفسكم صحة الأرقام العالمية: يصل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية إلى أربعة أضعاف لدى مرضى السكري. ويفقد مريض واحد حياته من بين كل مريضي سكري بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في العالم.

صدر هذا الإنذار، المقرون بمعلومات علمية وواقعية دقيقة، خلال لقاء دعت إليه «بوهرنجر إنجلهايم» ضم رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهون في لبنان الدكتورة باولا عطا الله، ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور أنطوان سركيس. «زهرة الخليج» التقت الطبيبين والتفاصيل كثيرة.
حوارٌ دار بين الطبيبين. طبيب القلب سأل طبيبة السكري: هل يمكن أن يضرب السكري الجسم من دون أن يترافق بعلامات واضحة؟ أجابت دكتورة عطا الله: حين يُكتشف السكري عبر عوارض ظاهرة يكون قد مضى على عبثه في الجسم نحو ستة أعوام. لذا يفترض إجراء فحوص دائمة بعد سن الأربعين، خصوصاً الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة. والسكري من النوع الثاني لا يأتي وحده، بل يترافق في 50% من حالاته مع أمراض الضغط والكوليستيرول، ويعزز وجود السمنة والتدخين حصول الاشتراكات المترافقة في الأغلب مع وجود السكري.
مشكلتنا أننا نسمع غالباً من يردد: مات فلان بالقلب. ونادراً ما نسمع أحداً يقول مات هذا بالقلب بسبب «داء السكري». لهذا نعتبر أن مرض القلب يقتل أكثر من مرض السكري بينما الحقيقة مختلفة. مرض السكري يقتل أكثر حتى مما يقتل سرطان الثدي. ويموت سنوياً 17 مليون إنسان في العالم بسبب أمراض القلب والشرايين التي يسبب كثيراً منها «داء السكري».

مضاعفات السكري كثيرة

شرايين القلب الكبيرة تتأثر، مما يسبب حدوث جرحة قلبية. شرايين الرأس أيضاً تتأثر، مما يسبب حدوث جلطة. شرايين الأقدام تتأثر بدورها، مما يؤدي إلى فقدها الإحساس. والشرايين الصغيرة في الكليتين والعينين والأعصاب أيضاً تتأثر. وتظهر آلام متفرقة في العظام والعضلات بلا سبب واضح، ويحصل تنميل في الأطراف وتتبلبل الأحاسيس بسبب تأثر الشرايين الصغيرة. وتستطرد طبيبة السكري قائلة: «أتاني رجل ذات يوم بحروق من الدرجة المتقدمة في قدميه، والسبب أنه اقترب جداً من المدفأة ولم يشعر برجليه تحترقان إلا بعد فوات الأوان».
طبيب القلب الدكتور أنطوان سركيس، يتحدث عن تعطل أحاسيس أعصاب الجسم كافة، لا سيما بالشرايين الصغيرة الرفيعة في القدمين، بسبب تأثير السكري، المسبب الأول أيضاً للوعكة القلبية الصامتة، حيث لا يعود المريض يشعر بآلام الجراحة القلبية. ويضيف: خطر الموت بمرض القلب يزيد كلما زادت العوامل المحفزة، وهنا لا بد أن يعرف مرضى السكري أن تخفيض السكري وحده بالعلاج المناسب مهم جداً، لكن الأهم أن يترافق هذا مع تمارين رياضية مستمرة، وعلاجات تعمل على خفض المخزون وحماية القلب.

إجراء فحص الجهد

أكثر من 50% من مرضى السكري يموتون بسبب القلب، وترتفع لدى هؤلاء إمكانية إصابتهم بقصور في القلب بنسبة 2 - 3%. والسؤال: هل يفترض على كل مريض سكري أن يجري دورياً تخطيطاً في القلب؟
لا يعتمد بحسب طبيب القلب على التخطيط، في حد ذاته كثيراً، بل يُحبذ فوق سن الـ45 عاماً إجراء فحص الجهد. ويفترض بطبيب السكري التنبه إلى عمر المريض، وعدم الإلحاح عليه بتخفيض السكري إلى المعدل المثالي، خشية أن يصاب بهبوط فيه. الأهم أن يضبط السكري بشكل يتلاءم مع العمر. أما بشأن كمية الملح المسموح بها، فيفترض ألا تتعدى ملعقة صغيرة يومياً. مع الانتباه إلى أن كل المعلبات تحتوي على أملاح عالية ومثلها المشروبات الغازية.
«الله يساعد مريض السكري». هكذا اختتم طبيب القلب حواره مُذكراً البشر، عموم البشر، بوجوب الوقاية من الإصابة وفي حال الإصابة الالتزام بالعلاج الصحيح.

ذبحة وتصلب
يسبب السكري مشكلات جمة في القلب بينها:
• تصلب الشرايين نتيجة زيادة ضغط الدم في الجسم، وارتفاع الكوليستيرول المترافقان في الأغلب مع ارتفاع السكري.
• الذبحة القلبية حتى في عمر الشباب.
• اعتلال عضلة القلب كون السكر المرتفع في الدم يسبب تصلب الشرايين، ومشاكل في الأوعية الدموية، مما يرتد ضعفاً في عضلة القلب.
• الذبحة الصدرية الصامتة بسبب تلف الأعصاب، وفقدان المريض القدرة على الإحساس.
• التصلب العصيدي أحد أبرز مضاعفات السكري على القلب، ويسبب تكلس الشرايين وتراكم الدهون داخلها وعلى جدرانها، مما يؤدي إلى ضعف تدفق الدم وانفجار اللويحات الدهنية ذات يوم، وحدوث جلطة دموية.