توسعت في السنوات الأخيرة شعبية الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتصل إلى آفاق كثيرة في مجالات مختلفة. كانت في البداية تستخدم كمنظور لخلق فن، ولكنها تستخدم هذه الأيام في الصناعة والبناء وتصميم المنازل.. بل إنها اجتاحت عالم التجميل أيضاً.

وعلى الرغم من حداثة ظهور الطباعة ذات البعد الثلاثي، إلا أنها في الحقيقة بدأت تلحق بصناعة المنتجات التجميلية ومنتجات العناية بالبشرة بطرق متعددة، سواء من خلال خلق ألوان ذات طابع شخصي باستخدام تطبيقات على الكمبيوتر، أم مستحضرات تجميل مصنوعة يدوياً، أم منتجات عناية بالبشرة مصممة خصيصاً من أجلك فقط، أم حتى في التجارب للمستقبل.

مسح الجلد

يستعمل قلم مكياج Adorn ذو الأبعاد الثلاثية تقنية تعمل على القيام بعملية مسح لجلدك، ويتم ملء القلم بصبغات مختلفة تمتزج تماماً مع درجة لونه. تقوم الطابعة بطباعة منتج الأساس الجاهز للاستخدام الفوري. ومع أن طريقة طبع المكياج كانت مبتكرة وخلاقة، فإن طابعتي Mink وAdorn ذواتي الأبعاد الثلاثية لمستحضر كريم الأساس لم تخرجا أبداً إلى الأسواق. إلا أن فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد للمنتجات التجميلية لا تزال حية، ويتم إجراء الاختبارات عليها.
وبدأت L’Oréal أيضاً استعمال الطباعة ثلاثية الأبعاد، لتطوير بُصيلات للشعر والجلد من أجل عمل اختبارات لمنتجاتهم عليها. وقد يبدو ذلك وكأنه شيء خارج من قصة خيال علمي. ولكن العلماء في مدينة مدريد الإسبانية، قاموا فعلاً بتطوير هذه التقنية من أجل أغراض طبية. وتعمل الشركة حالياً على استخدام هذه التقنية لاختبار منتجاتها قبل طرحها في الأسواق. وهذا شيء قد يغير أساليب صناعة المكياج، حيث يعني ذلك اختفاء مخاطر حدوث ردود فعل استخدام الإنسان للمنتجات الجديدة، كالإصابة بالتحسس منها. كما أن التقنية الجديدة يمكن أن تستخدم في عمليات الاختبار للتأكد من أكثر المواد فعالية. ولمحبي الحيوانات، سيكون ذلك بمثابة نهاية عذاب الحيوانات التي تستخدم لاختبار مستحضرات التجميل عليها. وقد تكون الطباعة ثلاثية الأبعاد جديدة على مجال صناعة المنتجات التجميلية، ولكنها تشير إلى وجود إمكانات كثيرة لتغيير طريقة صناعة مستحضرات التجميل، لتناسبنا على مستوى فردي وكيفية صناعتها لتناسب الأسواق.

أول ماسكارا

وطرحت شركة Chanel مؤخراً هذه العام Le Volume Revolution de Chanel، وهي أول ماسكارا تم تصنيعها باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وتتميز عصا الماسكارا بتقنيتها التي تعمل على استعمال مكونات الماسكارا بأفضل طريقة ممكنة، فالثقوب الدقيقة الصغيرة المطبوعة في الفرشاة تسمح لتركيبة الماسكارا بالامتصاص، مما يخرج الكمية المطلوبة تماماً للرموش ويساعد هذا على وضعها بدقة لتزيد من حجم الرموش، من دون الحاجة إلى غمس العصا مرة أخرى في الزجاجة بين كل طلاء وآخر. ويساعد الملمس ذو الحبيبات للفرشاة على بقاء الماسكارا على كل رمش بسهولة أكثر. فكل شعرة في الفرشاة تمت طباعتها وترتيبها لتخلق حجماً وتحديداً خالياً تماماً من ظاهرة تكتل الماسكارا على الرموش.
وتقدمت Moda من Foreo خطوة أكثر إلى الأمام، موفرة استخداماً لمستحضرات التجميل من خلال المسح الضوئي للوجوه، و2000 فوهة صغيرة تسمح بخروج المكياج مباشرة من العبوة على البشرة.
ويتكون هذا النظام المبتكر من ثلاثة أجزاء. تبدأ الخطوة الأولى باختيار إطلالة المكياج التي تريدينها من مكتبة للصور المخزنة في تطبيق التليفون الذكي المصاحب. وبعد تنزيل الشكل المختار على الجهاز، يقوم بعمل مسح ضوئي لوجهك، مستخدماً عدسة بيومترية تتعرف إلى حدود محيطاته ودرجات لون الجلد، ثم تقوم الطابعة بوضع المكياج على شكل ثلاث طبقات مكونة من البرايمر، ثم كريم الأساس ثم مستحضرات التجميل الملونة، وكل ذلك خلال مدة قصيرة لا تزيد على ثوانٍ.

اتجاهات مستقبلية

طرحت فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد لمستحضرات التجميل سنة 2014، من قبل الرائدة الشهيرة غريس شوي. ابتكرت شوي الطابعة ثلاثية الأبعاد المسماة Mink، القادرة على طباعة أي ألوان للمكياج تختارينها في منزلك. تتصل الطابعة نفسها بتطبيق على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وتستخدم أداة إسقاط لاختيار أي لون تريدينه، وتتم طباعته على قرون من المسحوق لاستعمالك الشخصي. خلق نموذج «شوي» البدائي طريقاً إلى اتجاهات مستقبلية متعددة في مجال المنتجات التجميلية المطبوعة بأسلوب الأبعاد الثلاثية. وبعد ظهور Mink، قدمت تقنية مشابهة لها من قبل شركة Adorn.