أميرتي.. أحتاج أن أغنّي
إنّ الغناء في دمي لكنّي.. ما كان لي تجربةٌ في الفنّ..
وحين أسمع الغناءَ في المذياعِ.. يصيبني نوع من التّداعي..
أعودُ للطفولة البعيدة.. بدايتي السعيدة..
كان الغناءُ يومها جميلا.. أذكر منه يا أميرتي قليلا..
لكنّه مُحَبَّبٌ وشَائق.. تبرز في أنغامه الحقائق
لأنّه صوتُ الأماني الرائق.. فيه البيان الصادق..
أمّا غناءُ اليوم فهو عانِ.. ما فيه من مبنَى ولا مَعاني..
أسْمَعُهُ وخافقي يُعاني..
تغيب عنه نعمةُ التَّمَنِّي.. ولهفةُ المغَنّي..
اليوم يا أميرتي أتابع الطرب.. فموعدي اقترب..
والخوف ليس من طبيعة العرب..
أرجوك يا أميرتي تأنّي.. ولتَسْمَعِيني.. إنني أغنّي..


شعر

ضَاقَ صَدْرُ الحُبِّ مِنْ فَيْضِ الأَغاني         وَالأَغاني لَم تَعُدْ صَوْتَ الأَماني

غابَ عَنْها الصِّدْقُ حَتَّى ابْتَعَدَتْ             عَنْ قلوبِ النّاسِ في هذا الزَّمانِ

لَمْ تَعُدْ لَيْلى كَمَا كانَتْ وَمَا                 عَادَ قَيْسٌ مِنْ تَجافيهَا يُعَاني

قِصَصُ الحُبِّ تَلاشَتْ في حِمَ               دَوْلَةِ  العُشّاقِ بَحْثاً عَنْ أمانِ

مَنْ يُغَنّي وَالرَّدى في بَابِهِ                 وَهوَ عِنْدَ البابِ مَعْقودُ اللِّسانِ

إيهِ يا لَيْلايَ كَمْ أَحْتاجُ أَنْ                 أَسْتَعيدَ الأمْسَ لَوْ بَعْضَ ثوانِ

حَينَ كُنّا في الصَّحاري رُحَّلاً               دُونَ هَمّ مِنْ مَكانٍ لِمَكانِ

كانَ حَادِينا شَجِيّاً مُطْرِباً                  رائِعَ الصَّوْتِ وَخَلّابَ البَيَانِ

وَغِناءُ الحُبِّ أغنَى قَوْمَنا                 عَنْ حُروبٍ وَضُروبٍ وَطِعانِ

إيهِ يا لَيْلايَ غَنّي وامْنَحي                 رَوْحَ عُودٍ لِحَريقي وَدُخاني