لم يعد مقبولاً هذا الانفلات الذي تمارسه بعض الشخصيات النسائية المشهورة على مواقع «التواصل الاجتماعي». ومن غرائب الصدف، أن في كل بلد شخصية من هذه النوعية، وكأن الأمر صار بالعدوى، أو الغيرة. ففي لبنان، تفتعل ميريام كلينك كل أسبوع حدثاً غريباً يلفت النظر من باب الفضول لا الإعجاب، وتصبح حديث الناس، وعندما تصرح في أمر ما، تثير ضجيجاً بلا حدود. تقابلها في الكويت المذيعة حليمة بولند، فالمذيعة التي خرجت من إطار الشاشة التلفزيونية، تصر على إثبات الذات بصورها و«فيديوهات» مفتعلة، وهي تعتقد أنها بهذا ستزيد عدد معجبيها ومتابعيها على مواقع التواصل. نادين الراسي في لبنان، الممثلة التي كانت ناجحة ومشهورة، فجأة قررت أن تصبح مثل ميريام كلينك وحليمة بولند. في مصر، تطل فيفي عبده كل يوم أو يومين، فتطلق رقصة مجنونة، لا مبرر لها، فقط هي تحاول منافسة سما المصري، التي سجلت رقماً قياسياً بالتصريحات والأخبار غير المبررة الأسباب. في سوريا، تثير الممثلة سوزان نجم الدين مواقع التواصل بمحاولاتها الحثيثة للفت أنظار الجمهور، وهي لا تترك مهرجاناً إلا وتأتي منه بجائزة تكريم، وعندما تصعد إلى المسرح لتتسلم «التكريم المدعوم»، تلقي محاضرات على الجمهور لا تطابق الحقيقة ولا الواقع، وتثير الرأي العام وتصبح حديث الناس. في الكويت تفتعل المطربة شمس المواقف وتتصنّع الحدث، وهي تظهر في لقاءات تلفزيونية، وتكيل لمجتمعاتنا العربية الإهانات، وفي «فيديو» ما ستظهر لنا كيف حادثت بواب الفيلا وكيف قالت له كلاماً غير لائق، ومؤخراً أعلنت أنها تلقت تهديدات بالقتل، ولا تزال مستمرة في هذا. أما المغربية دنيا بطمة وزوجها البحريني، حالة خاصة جداً في عملية التعامل مع «التواصل الاجتماعي». هي وسيلة الدعاية، التي يستعملها بعض مشاهير الصدفة ولو بأمور سطحية. سامحونا، خرج العقل من رؤوسنا!