شغف نوف عدوان العنزي بالساحرة المستديرة دفعها إلى اقتحام عالم يظنّه الكثيرون حكراً على الرجال فقط، خاصة في عالمنا العربي، حيث لم يكن تحدي المهارة وإثبات الذات، الوحيد الذي واجهته بنت الإمارات لاستكمال المشوار، لكنها تحدت الظروف وقاتلت من أجل تحقيق الحلم الذي بدأت ملامحه الأولى تظهر في الأفق، من خلال تجربة احترافها في نادي «وادي دجلة» المصري.

دخلت الموهوبة الإماراتية عالم الكرة منذ الصغر، وأكملت 16 عاماً  مع الكرة عشقها الأول والأخير، واتخذت نوف من مركزها كلاعبة ارتكاز أو (خط وسط مُتقدّم) مكاناً مهماً ومؤثراً مع فريقها، إلى جانب شقيقتها «العنود» التي تلعب في خانة الوسط الدفاعي، لتشكلا معاً أهم المفاتيح الأساسية لمنتخب الإمارات للسيدات، في ظاهرة تستحق التوقف عندها لبعض الوقت. «زهرة الخليج» حاورتها عن حلمها الكروي، وسألناها.

ما سر اختيارك أنت وشقيقتك العنود ممارسة رياضة كرة القدم؟
إقبالنا على ممارسة لعبة كرة القدم بدأ منذ الصغر، حيث كنا نلعب مع أفراد العائلة من الجنسين، وعندما انتقلنا إلى مدرسة جديدة كان لديهم فريق كرة قدم للفتيات، فالتحقنا به في ظل دعم الأسرة.

متى بدأ مشوارك الاحترافي؟
عندما انضممت لصفوف «نادي الوحدة» في عمر 16 عاماً، وحظيت بدعم كبير من مدربة الفريق حورية الظاهري، التي عملت على تطوير مهاراتي وصقل موهبتي، وبعد ذلك أهّلني مستواي الفني العالي إلى الانضمام لصفوف المنتخب الأول لـ«كرة قدم السيدات» عام 2014، إلى أن التحقت بصفوف «نادي أبوظبي».

هل وجدت الدعم والتشجيع من الأهل؟
لحسن حظي أني أنتمي إلى عائلة تحب الرياضة، لذا وجدت الدعم الكافي من والدي ووالدتي وإخوتي، حيث إنهم يرون أن الرياضة تُخرج الطاقة السلبية من داخل الإنسان، وتعطيه دافعاً كبيراً للنجاح والتألق في جوانب حياته كافة، سواءً العلمية أم العملية، وعندما التحقت بـ«نادي أبوظبي» كانوا يحضرون المباريات ويقدّمون لي كل التشجيع والدعم.

مواصفات لاعبة كرة القدم

حدّثينا عن تجربة احترافك في نادي «وادي دجلة» المصري؟
كانت تجربة مهمة في مسيرتي الكروية، فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في البداية، نظراً إلى أنني أول محترفة إماراتية، إضافةً إلى اختلاف كرة القدم المصرية عن نظيرتها الإماراتية، إلا أنني استفدت كثيراً من خلال الاحتكاك باللاعبات المصريات الموهوبات، وتمكنت إلى جانب الفريق من تحقيق لقب الدوري المصري الموسم الفائت.

ما المواصفات التي يتعين وجودها في الفتاة التي ترغب في أن تصبح لاعبة كرة قدم ناجحة؟
يجب أن يكون لديها شغف كبير باللعبة، حتى تتمكن من تقديم التضحيات اللازمة للنجاح والوصول إلى الهدف المرجو، كما يجب أن تتمتع بالمسؤولية في التوازن بين أشياء كثيرة في الوقت نفسه، فضلاً عن الالتزام والمواظبة على التمارين، وأخيراً يجب أن تكون مُنفتحة ولديها سعة صدر للانتقادات والملاحظات من المدرب والجهاز الفني، مع العمل على إصلاحها وتطوير موهبتها.

بماذا تشعرين عندما تحرزين هدفاً؟
شعور لا يوصف من شدة الفرحة، ولكن الشعور الأقوى بالنسبة إليّ عندما أصنع الهدف، وخاصة في المباريات التي أخوضها مع المنتخب، حيث إنها تمثل مهمة لتشريف بلدي وتقديم صورة مميّزة عن قُدرات بنات الإمارات.

وماذا عن دور اللاعبات في استقطاب الوجوه الجديدة؟
في الحقيقة يجب على الشخصيات المؤثرة في «كرة القدم» الذهاب إلى المدارس وتشجيع الفتيات على الانضمام للعبة، من خلال شرح مُفصّل عن طبيعة اللعبة ومزاياها، والنفع الذي سيعود إليهم وإلى الدولة إثر تفوّقهم وتميّزهم.

مواقف مؤثرة

ما هي المواقف المؤثرة في حياتك؟
مع الأسف، شهد الموسم قبل الماضي حادثتين مؤلمتين لشخصين مُقرّبين لي، بدأ عندما تلقّيت خبر وفاة ابن خالتي خلال تدريباتي مع المنتخب، ثم خبر وفاة زميلتي في الفريق إثر حادث مُفجع، وفي هذه الفترة تأثر أدائي كثيراً مع الفريق والمنتخب، ولكن مع مرور الوقت حاولت تجاوز المحنة من خلال تكثيف التدريبات، حتى تمكنت من تحويل الطاقة السلبية الكامنة داخلي إلى طاقة إيجابية تدفعني إلى الإمام، والاستفادة من الإمكانات المتاحة لكل الموهوبين في الدولة.

ما خطوتك المقبلة؟
أستعد منذ شهور، إلى جانب زميلاتي في المنتخب الوطني، للمشاركة في التصفيات المؤهلة لـ«أولمبياد 2020»، التي سيُقام شهر نوفمبر المقبل، من خلال تكثيف الحصص التدريبية وإقامة معسكرات بصورة دورية، للوقوف على نقاط الضعف والقوة، وتنمية مهاراتنا.

وما الحلم الذي تسعين إلى تحقيقه؟
أسعى إلى تطوير مستواي الفني للاحتراف في الدوري الإسباني، الذي يُعد من أقوى الدوريات النسائية في أوروبا، حيث إن هذا الحلم يُراودني منذ الصغر.