الخبيث يضرب كلّ الجسد حتى العينين، إنه يتسلل إلى الثديين والجلد والرئتين والجهاز الهضمي والدم والمثانة والبروستاتا والدماغ والعين، أتتخيلون؟ ثمة «سرطان العين». والتفاصيل كثيرة. لا نسمع عنه كثيراً لكنه موجود، هناك 600 حالة جديدة تظهر منه سنوياً في المملكة المتحدة، وهناك عشرات الحالات تُسجل يومياً في عالمنا العربي وتسجل تحت خانة «سرطان العين»، وهنالك شبه يقين أن «سرطان العين»، مثله مثل كل السرطانات، يبقى «لطيفاً» إذا اكتشف باكراً.

الاختصاصي في الشبكية وأورام العين الدكتور حسان عبد العزيز يتحدث عن عشرات أنواع «سرطان العين»، بينها تلك التي يتسبب بها وجود «سرطان الثدي» أو «سرطان الرئة»، وقد تكون من نوع ميلانوما، أي من نوع السرطان الجلدي الذي يؤثر في سطح العين بسبب النظر بشكل مباشر إلى أشعة الشمس لا سيما ساعة الكسوف.

الجراحة المتطورة

ثمة جراحة تعمل على تثبيت ما يشبه الصفيحة على العين المصابة، تحت جلد العين تحديداً، تبث ذبذبات وإشعاعات خاصة تسهم في تقليص حجم الورم. بحسب الدكتور عبد العزيز، والإجراء فعال لكنه معقد قليلاً ويتطلب وجود طاقم طبي متمكن وغرفة عمليات مجهزة بتقنيات طبية عالية.
أين يبدأ سرطان العين؟يبدأ السرطان في مقلة العين تحديداً، فيمكن العثور على نوعين من أنواع السرطان عند الكبار: «سرطان الجلد»، وسرطان ليمفوما باطن العين.
أما عند الأطفال فيُعدّ سرطان الشبكية الذي يبدأ في خلايا الشبكية، النوع الرئيسي الأكثر شيوعاً في العين. وهناك سرطانات العين الثانوية التي تبدأ في مكان آخر في الجسم ثم تنتشر في العين. وهناك أطباء لا يُصنفونها تحت خانة «سرطان العين»، بكلام آخر قد يكون «سرطان ثدي» ضرب العين، أو «سرطان رئة» ضرب العين، لا «سرطان عين» مباشراً.

ما هي أعراض الإصابة به؟

يفترض على المريض أن يكون ذكياً، حريصاً، مدركاً دائماً حتى يلتقط بعض الإشارات التي تنذر بمشكلة ما وأبرزها:
• رؤية ومضات ضوء في العين، كما الشرقطة.
• رؤية بقع أو خطوط متعرجة وأجسام طافية.
• وجود بقعة سوداء على القزحية، وألم في العين.
• تغيّر في وجه البؤبؤ وخسارة جزء من مجال الرؤية.
متى تُستأصل العين المصابة؟الحالات التي يجري فيها الاستئصال نادرة. وهذا لا ولن يحصل إلا في حال كان المريض مهدداً بالوفاة إذا لم يُستأصل «سرطان العين»، ولم تنجح معه العلاجات الإشعاعية والليزر و«التثليج»، ولا الجراحات الحديثة.
هناك من يسأل الآن، هل يعود سرطان العين بعد الشفاء؟ يفترض أن يبقى مريض سرطان العين مدة معينة بعد الشفاء تحت المراقبة، ويفيد أن يقصد من وقت إلى آخر عيادة الأطباء للتحقق من عدم تكرار ظهور الإصابة. فدرهم وقاية في كل المراحل أفضل من ألف تَجدد علاج.