أميرتي.. أراكِ رغم الابتسام لاهِبَة.. إليَّ تنظرين مثل راهبة..
وإنني أحتمل المحاسبَة.. أحْتَمِل الملام والمُعاتبة...
ما همّني بأنّك المشاغبة.. ولا يهمّ أن تكوني غاضبة..
يهمّني أميرتي المحاربة.. ألا تكوني ذات يوم كاذبة..
فالصدق كلّ الحبّ يعطي طالبه.. والكَذِبُ الملعون يؤذي صاحبه
فأسرعي سيّدتي بالاعتراف.. وأصْلحي خطيئة انحراف..
إنْ كنت في البقاء راغبة.. فالحب لا يرْضَى بأي شائِبة..
كُوني كمَوْج كل بَحْر صاخبة..
كُوني كصَقْرٍ مُبرزٍ مَخالبه..
لكن حَذَار يا أميرة العَفَاف.. أن تبرزي على الغلاف
أميرةً.. وكاذبة.

شعر

نَحْنُ في مَدْرَسَةِ الحُبِّ عَرَفْنا           قِيمَةَ الصِّدْقِ وَبِالذَّنْب اعْتَرَفْنا

ما نَفَيْنَا أَنَّنا لَمْ نَحْتَمِلْ                      شَوْكَ دَرْبِ الصِّدْقِ وارْتَعْنا وَخِفْنا 

كَمْ كَذَبْنا وَادَّعَيْنا أَنَّنَا                        أَوْلِيَاءُ الخَيْرِ وَالشَّرَّ اقْتَرَفْنا

خَلْفَ حَقٍّ لَمْ نَقِفْ في جُرْأَةٍ              وَأَمَامَ البَاطِل الطَّاغي رَجَفْنَا

وَخَجِلْنا حين أدْرَكنا مَدَى                   مَا اقْتَرَفْنَاهُ وَللدَّمْعِ ذَرَفْنا

إنَّما لا نَفْعَ لِلدَّمْعِ وَإِنْ                      أَلْهَبَ الأَعْيُنَ أَوْ قَرَّحَ جَفْنا

نَحْنُ في مَدْرَسةِ الحُبِّ لَنا                مَرْكَبٌ فيهِ عَلَى الأَمْواجِ طُفْنا

وَتَحَدَّيْنا رِياحاً عَصَفَتْ                       وَبإِصْرارٍ عَلى النَّصْرِ عَصَفْنا

نَحْنُ بالحُبِّ سَنَبْني عَالَماً                  آمِناً حَتَّى وَإنْ فيهِ اخْتَلَفْنا  

سَيَكونُ الحبُّ فِينَا حَاكِماً                 فإذا حَادَ عَنِ الدَّرْبِ وَقَفْنا