الأمل مفردة جميلة ومعناها أجمل، وبها الفرج من كل ضيق كما قال الشاعر: أعلل النفس بالآمال أرقبها ** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
فالأمل المنشود هو مطلب البشرية وقت الضيق، ومن يفتقد الأمل فقد خسر الكثير، وربما كان اليأس به أحوط، وكان الحزن له أقرب.
وهناك أناس متخصصون بتبديد الأمل، وهؤلاء في أغلبهم الموظفون الذين يستمتعون بنظرة الحزن والخيبة والفشل بعيون المراجع، كما هذه النوعية من الأشخاص يعيشون بيننا، فمنهم من هم من الأهل والأقارب، والذين يتوجب عليهم بث الأمل في النفس البشرية، ولكنهم هكذا جبلوا.
وفي المقابل هناك متخصصون في زراعة الأمل، وبعيداً عن المتخصصين الأكاديميين الذين يتعاملون علمياً مع أهمية الأمل للإنسان، هناك فئة في أدنى درجات السلم العلمي، ولكنهم في أعلاه نتيجة ونجاحاً. من هؤلاء من يقرؤون الفنجان والكف والطالع عموماً، فهؤلاء يتكسبون من بيع الأمل للناس، سواء بمعرفة أم بجهل، إنهم على وتيرة واحدة من بث الفرح والأمل في نفس من يحدثونه، بحثاً عن المال والمنفعة عموماً.
زوجة أحد بوابين العمارات في إحدى الدول العربية، تقيم علاقة مع نساء البناية، بداية من تقديم الخدمات المتعارف عليها، ولوجود وقت من الفراغ عند أغلب النساء، فإنها تقوم بمهام بيع الأمل، فحين تكون السيدة كبيرة فهي لا تمل من وصف جمالها الذي ربما لا يعرفه الكثير، ولا يعجزها أن تقدم بعض النصائح حول فوائد بعض الأعشاب بإعادة النضارة للوجه، ومثل هذه السيدة سترى نفسها مأخوذة بجمال الحديث، فتغدق عليها من العطايا، سواء ملابس قديمة أو بقايا أكل أو مال، من دون أن تنساها في المناسبات العامة كالأعياد،
وهناك سيدة تعاني عنوسة بناتها، فتلعب معها دور بائعة الأمل، بأن الزواج قريب، ولا مانع لديها من اختلاق أحلام يكون تفسيرها خيراً لمصلحة بناتها، وهناك امرأة لديها كراهية لأمر ما، فتجد بائعة الأمل تجمل لها هذه الكراهية، وتجعلها سبباً لتعافيها ولجمالها، ولسلامة أطفالها.
لكل امرأة عادة ما تحب وما تكره في الحياة، وبائعة الأمل تقوم بدور محدد، وهو تأكيد الحب باعتباره ظاهرة صحية، وتأكيد الكراهية بأنها حق لها، وهي على صواب بذلك.
والبائعة الذكية تتجنب نقل الكلام بين النساء، لكنها تقوم بواجبها، فحين تكره امرأة جارتها، تجدها تكيل لها أسباباً كثيرة لتزيد كراهيتها، وحين تحب امرأة جارتها تكيل لها مشاعر الحب بينهما، إنها معنية فقط بإعطاء الأمل، ولا تعنيها المشاعر الحقيقية وما تضمره لأي امرأة، وما يثير الدهشة بأنها تكسب أكثر من زوجها الذي يعمل حارساً للعمارة براتب محدد.

وصلتْ بطاقتها على رأسِ السنةْ     وبطاقةٌ ذكرى لأول نظرةٍ ما بيننا

وتقول فيها ما تقول وما تعيدْ        كانت من الزمن البعيدْ

وصلتْ مع العيد السعيد بطاقةٌ       ورسالة فيها عتابٌ رائع ٌ

أخرى بها قالت وقالت يا سعيدْ      قالت بها مازلت عاشقي البليدْ

وبعيد ميلادي هناك بطاقةٌ          لكنني، والعذر في لكنني

فيها من الأفراح والأمل الجديد      من نصف عامٍ ما تفقدت البريدْ