في حديث ونقاش دار الحوار فيهما عن الحب، جاءت الردود والتعليقات متباينة، بعضها كانت تتحدث عن حب الذات والسعادة، والبعض ركز على قيمة الحب في حياة الإنسان، وآخرون أكدوا بأن الحب هو الحياة فمن دونه لن نعيش، ولفت نظري من أكد على أهمية حب الذات، وعلى كل شخص أن يؤكد ويسعى ويخطط إلى حب ذاته، وعلينا أن نتعلم أن نحب أنفسنا ونقدرها جيداً حتى نكون سعداء، ولكن الملاحظ مؤخراً من سوء فهم مصطلح «حب الذات»، حيث أدى هذا المصطلح المجرد بزيادة نسبة الأنانية والتسلط والخلافات في العلاقات الإنسانية نتيجة الرفض للخسارة، حتى وإن كان الشخص على خطأ، كما أصبح حب الذات وسيلة الوصول إلى المثالية بمفهومها الجديد، حيث يظهر كل شخص بأنه متحضر ومتأنق وذكي ومثقف، وفي الحقيقة هناك ازدواجية يعيشها هذا الشخص ويحاول نكران سلبياته وعدم الاعتراف بها لتتضخم بداخله وتقيده شخصياً وتمنعه من الاعتراف بالخطأ، كما أنهم غير صادقين مع أنفسهم وكثيراً ما يدّعون السعادة ويعتقدون بأنه لمجرد أن يخطر في بالهم التفكير السلبي، فإنه قد يصبح سحابة من موت، لذا نلاحظ أنهم لا يتقبلون أي سلبية ولا حتى البثور التي تظهر على وجوههم. وفي الحقيقة هناك أنواع مختلفة لحب الذات الذي يؤدي إلى السعادة، ومنها:

تقدير الذات

أن يكون الشخص لطيفاً مع نفسه عندما تسوء الأمور، بالإضافة إلى التمتع بالحياة، فهو في حاجة إلى تقبل ذاته بكل جوانبها، وأنه ليس كاملاً ولا شك في أن لديه عدداً من الإيجابيات والسلبيات، كما لديه الاتزان بين الشعور والسلوك، وأن أهم ما يعزز ذلك هو احترام الذات وتقبلها. وتقدير الذات كما يشرحه بعض علماء النفس الإيجابي هو «معرفة الذات وقبولها، حيث لدينا نقاط القوة والضعف، وكيف يمكننا التوصل لأن نتصالح مع ماضينا لندرك مدى التخلص من القيود التي تعرقل الوصول إلى الشعور بالسعادة، وأن نستمر في العمل على التغيير حتى نصل لأن نكون مع أنفسنا وليس ضدها». كما أن هناك فرق بين تقبل الذات والاعتداد بالنفس فتقبل الذات يعني اكتشاف الإيجابيات والسلبيات فينا وتقبلها، وعندها سنحترم الذات، حيث نشعر بالاتزان النفسي وسيوصلنا ذلك إلى السعادة والتفاؤل وسنكون أقل سلبية.

الثقة بالنفس

حيث تستند الثقة بالنفس عادة إلى أحكام جيدة وضمن أوقات وظروف محددة من حياتنا، نحن نرى جيداً كيف تتقلب نظراً لأن هذه الأحكام تعتمد على كيفية قيامنا بأمور معينة نقوم بها استناداً إلى نجاحنا أو فشلنا، كما تظهر الثقة نتيجة مكانتنا لدى الآخرين وماذا نعني لهم وكيف يقيمونا، حيث إنها يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالتفوق على الآخرين.

تقبل الذات مقابل احترام الذات

إذا كنا متدنّين في قبولنا لذواتنا، فيمكن أن نشعر بالقلق في جوانب معينة فقد نعيش ازدواجية، حيث لا نعرف من نحن في مواقف معينة وكأننا شخصين مختلفين، وقد يؤدي ذلك للحديث إلى النفس بطريقة سلبية عن الذات، ونبدأ بالتركيز على السلبيات، وبالتأكيد سيؤدي ذلك إلى خلل نفسي كالإصابة بالاكتئاب أو عدم التوافق مثلاً.

التعاطف الذاتي

إن تعرضنا لبعض الصعوبات، فالرحمة توصلنا إلى السعادة بالتفاؤل والمرونة والحد من القلق، من خلال الاعتراف بالألم والفشل ومواجهتهما بدلاً من تجنبهما، والرحمة تأتينا بثلاثة أجزاء متداخلة:
• أن نكون لطفاء ونفهم أنفسنا في حالات المعاناة، وعدم لوم الذات.
• الشعور بالإنسانية المشتركة.
• الوعي المتوازن لمشاعرنا.

استشارة

• منذ أشهر قليلة انفصلت عن زوجي بعد معاناة المشاكل القانونية والمادية بيننا، بعدها بدأت أشعر بالحزن واليأس، أصبحت وحيدة ولم أعد أستمتع كما كنت في السابق، كالخروج مع أصدقائي أو الذهاب للنادي الرياضي والتسوق والقراءة، لدي مشاكل في النوم وصعوبة كبيرة في التركيز وشهيتي للطعام قلت كثيراً وفقدت الكثير من الوزن، أتمنى لو تنتهي حياتي وأنا قلقة جداً مؤخراً ومتوترة معظم الأوقات؟
- عليك البحث عن داعم، ويفضل أن تكوني مع الصديقات وتقاومي الوحدة، وتعلّمي من تجارب الماضي حول كيفية إمكانك تحسين مهاراتك بالتأقلم، لا تتجنبي المشكلة بل عيشي الواقع وواجهي الألم لتتخطيه، قومي بفعل شيء يعطيك إحساساً بالإنجاز، تابعي نظاماً صحياً ليساعدك على الأكل الجيد والنوم، قومي بأنشطة بدنية كممارسة الرياضة واليوجا، يمكنك تقييم الوضع، فإذا احتجت احرصي على أخذ موعد مع أخصائي نفسي مرخص لمساعدتك في تخطي المشكلة.