إنجازات مشرفة أنارت درب ندى عسكر النقبي، التي بدأت متطوعة ووصلت إلى قيادة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، الجهة الفريدة من نوعها في العالم العربي التي تحتضن رسالة تأهيل الفتاة الإماراتية للوصول إلى العالمية، بل تخطت أهدافها حدود الوطن لتشمل دعم رياضة المرأة في كل العالم العربي من خلال إقامة دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، الحضن الكبير لكل مواهب نواعم العرب. «زهرة الخليج» التقت ندى وحاورتها حول إنجازات المؤسسة وطموحات الفتاة الإماراتية، ونسألها.

حدثينا عن التطوير الذي حدث في المؤسسة منذ إنشائها؟
تم إنشاء المؤسسة عام 2016، لكن العمل في القطاع الرياضي انطلق منذ الثمانينات، عندما وجهت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، بإنشاء نادي سيدات الشارقة الذي يعد أول نادٍ في دولة الإمارات للسيدات، وعام 1994 تم تكوين أول فريق رياضي نسائي في الدولة، الذي شجعنا على تأسيس أول بطولة خليجية عام 1997 والتي استمرت حتى عام 2007، ثم تم إنشاء إدارة رياضة المرأة في النادي عام 2008، للاهتمام بشكل مكثف بشؤون رياضة المرأة التنافسية، ثم تم تشكيل أول مؤسسة في العالم العربي للاهتمام برياضة المرأة عام 2016.

عمل تطوعي

كيف وصلتم لهذه المكانة في قيادة رياضة المرأة؟

بدأت مسيرتي العملية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بعدما تخرجت في الجامعة عام 2001، بحكم حصولي على بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة الإمارات، وعلى الرغم من اختلاف مجال دراستي عن الرياضة، إلا أنني حاولت توظيف خبراتي العلمية التي اكتسبتها عن طريق عملي كمتطوعة بالعمل الإداري في نادي سيدات الشارقة في خدمة رياضة المرأة، فضلاً عن عملي كإدارية فريق السلة، وبعد هذه السلسلة من التطوع والتفاني في العمل، كلفتني الشيخة جواهر بتأسيس إدارة رياضة المرأة، ثم إنشاء المؤسسة.

ما أهداف المؤسسة المستقبلية؟

لا شك في أن طموح المؤسسة عالمي ورؤيتها الأساسية هي كيفية تأهيل فتيات الإمارات للمستوى الأولمبي، من خلال الأندية التي تندرج تحت المؤسسة وتشتمل على تسع ألعاب، والتي يقع على عاتقها اختيار واكتشاف المواهب ووضع خطة مع الجهات المساعدة مثل مجلس الشارقة الرياضي، لصنع بطل أولمبي، وبعد ذلك يأتي دور اختيار مدربين أصحاب كفاءات عليا.

ما جديد النسخة المقبلة من دورة الألعاب للأندية العربية؟

تعتبر الدورة من أهم الإنجازات، التي تنفرد بها إمارة الشارقة على مستوى العالم العربي، ونستعد حاليا للنسخة الخامسة التي ستقام 2020، حيث نعمل على إضافة لعبة جديدة للمنافسة يوافق عليها كل المجتمع العربي ليس الإماراتي فقط، بالإضافة إلى محاولة إبراز بطلات الدول العربية لإعطائهن حقهن من الانتشار والظهور الإعلامي، مثلما نعرف بطلات العالم في العديد من الرياضات.

خطط تطويرية

ماذا ينقص الفتاة الإماراتية للوصول إلى الأولمبياد وتحقيق ميدالية؟

لا شيء ينقصها، ولكنها عملية متكاملة ومترابطة، تبدأ باكتشاف المواهب منذ الصغر، وعمل خطة تطويرية لصقل مهاراتها من جميع الجوانب الجسمانية والنفسية والصحية والاجتماعية، ثم تأتي الخطوة الأكثر أهمية وهي ضرورة تنفيذ المسؤولين لتوجيهات الدولة بالاهتمام برياضة المرأة للوصول إلى العالمية، فعلى القيادة الرياضية أن تتحرى الدقة أثناء اختيار اللاعبات اللاتي يتم تأهيلهن من قبل أندية الدولة للانضمام إلى المنتخب، ثم يأتي دور اللجنة الأولمبية المؤثر في الترشيح للمستوى الأخير.

ثقافة رياضية

ما رأيك في إقبال المرأة الإماراتية على ممارسة الرياضة؟

قطعنا شوطاً كبيراً في نشر ثقافة أهمية الرياضة، وبدأ الحلم الذي كان يراودني منذ أن دخلت هذا المجال يتحقق في جعل الرياضة أسلوب حياة من أجل مجتمع صحي، فرقيّ أي مجتمع يبدأ من اهتمامه بالصحة والرياضة، فضلاً عن الرواج الكبير على مستوى الرياضة التنافسية، إذ إننا أصبحنا نرى بطلات إماراتيات في رياضات لم نكن نتخيل يوماً أن يمارسنها، فقد حققنا إنجازات مبهرة على صعيد رياضة الجوجيتسو.

ماذا عن تأهيل الكوادر إدارياً وفنياً لقيادة مسيرة الرياضة النسائية؟

نسعى منذ نشأة المؤسسة إلى إعداد الصف الثاني الذي سيقود الدفة وسيكمل المشوار الذي بدأناه بمجهودات فردية، وذلك بتأهيلهن بالتعاون مع مجلس الشارقة الرياضي ومركز إعداد القادة في الهيئة العامة للرياضة لتولي مناصب عليا، وبالفعل لدينا ست إداريات من المؤسسة لديهن عضوية في مجالس الاتحادات الرياضية، وبالنسبة للجانب الفني فالمؤسسة لديها 25 حكَمة في مختلف الألعاب، بالإضافة إلى الجانب التدريبي، حيث نعمل حالياً على تدريب فتاتين بشكل مكثف على المستوى الدولي في لعبة الكرة الطائرة، فضلاً عن إطلاق مشروع مساعد المدرب الوطني.