أطلقت وزارة الصحة المصرية في أكتوبر عام 2017، البرنامج القومي لـ«الكشف المبكر» عن «سرطان الثدي»، حيث بلغ عدد الحالات التي تم الاكتشاف المبكر لإصابتها بالمرض أكثر من 3000 سيدة حتى الشهر الماضي، ومعروف عالمياً أن أورام الثدي تُعد من الأمراض الخطيرة بالنسبة إلى الإناث، ووسط تخصيص دول العالم (شهر أكتوبر) من كل عام، شهراً للتوعية من المرض القاتل، تُشير الدراسات الطبية العالمية، إلى أن نسبة انتشار المرض بين السيدات يصل إلى امرأة واحدة من بين كل ثماني سيدات مُعرّضة للإصابة بأمراض الثدي في فترة ما من حياتها، حيث تصاب أكثر من مليون امرأة سنوياً حول العالم بالمرض.

«زهرة الخليج» التقت مستشار وزيرة الصحة لشؤون الأشعة، والمشرف العام على البرنامج القومي لصحة المرأة، الدكتورة عبير مغاوري، للحديث عن أهمية البرنامج في مُساعدة النساء.

فلسفة البرنامج

تقول مغاوري عن المشروع: «هو مشروع قومي يهدف إلى الحافظ على كيان الأسرة، بدايةً من خلال الحفاظ على الأم، حيث تقوم فلسفة المشروع على أن الاكتشاف المبكر للمرض يُجنّب الأسرة الكثير من مشاكل العلاج وتلقّي الكيماوي الذي يُحدث أضراراً للسيدات، ويُسبّب لهنّ تغييرات عديدة».

فريق من السيدات

وأوضحت مغاوري، أن البرنامج بدأ بأربع سيارات متنقلة، ثم تم زيادة العدد إلى 12 سيارة فيها جهاز أشعة ثدي رقمي، إضافة إلى الوحدات الثابتة في مختلف المحافظات، لافتة إلى نقل الحالات التي يتم اكتشافها لتلقّي العلاج مجاناً، كما أن الكشف والفحص بالمجان، والعلاج كذلك بالمجان، وذلك في جميع مراكز الأورام في المحافظات المصرية المختلفة، ويتمّان من خلال متابعة دائمة ومستمرة للحالات المكتشفة بواسطة أخصائيين على أعلى مستوى، وبيّنت مغاوري، أنه من باب الحرص من الحكومة المصرية على رعاية النساء الموجودات في مصر وحمايتهن من هذا المرض، قررت الحكومة أن يشمل الكشف المجاني السيدات السوريات والأفريقيات اللاجئات في مصر، مُضيفة: «وجدنا أن هناك أعداداً كثيرة منهن تحتاج إلى الرعاية وتقديم الخدمات لهنّ، وكل من يعمل في هذا المشروع من السيدات، حتى لا تجد المرأة غضاضة في التعامل مع الرجال».

10 ملايين سيّدة

وحول الرقم المستهدف بالنسبة إلى «الكشف المبكر» لمريضات «سرطان الثدي» في مختلف محافظات مصر، تقول مغاوري: «نستهدف الكشف على 10 ملايين سيدة، ولكن للأسف لدينا مُعوّقات كثيرة تحدّ من الوصول إلى هذا الهدف، منها المادي، وكذلك ثقافة المجتمع الصحية، فهي تحتاج إلى توعية كبيرة، فالكثير من المواطنين وخاصة السيدات اللاتي يرفضن الفحص يقلن إنّ هذا «فأل سيء»، أو أن مُجرد التفكير في ذلك تبشير بالإصابة بالمرض».

الجمعيات الأهلية

وعن الدور الذي يُمكن أن تقوم به الجمعيات الأهلية في هذا المشروع، تقول مغاوري: «التوعية بالمرض ضرورية جداً، وبالفعل ساعدت إسهامات بعض الجمعيات الأهلية في عملية التوعية، وفي مُساعدة السيدات بالوصول إلى المقرات المخصصة للفحص»، 

قراءة أفلام الأشعة عن بُعد

وعن الخدمات الجديدة التي أدخلتها وزارة الصحة المصرية في إطار المشروع القومي لـ«الكشف المبكر» عن «سرطان الثدي»، يقول مدير عام إدارة الأشعة الدكتور محمد عبد المعطي،  إنّ الوزارة تعمل باستمرار على تطوير خدماتها، ومنها إدخال برنامج «National PACS»، لحفظ وتداول وأرشفة صور الأشعة عن بُعد، الذي يُتيح قراءة أفلام الأشعة عن بُعد من خلال نقل صور أفلام الأشعة من أماكن تصويرها إلى أماكن أخرى، بغرض مشاركة المعلومات ودراسة الحالة من قبل أطباء الأشعة، وكان من أهم أسباب إطلاق برنامج قراءة أفلام الأشعة عن بُعد، تحسين مستوى الرعاية الصحية للمرضى، حيث يسمح بالتشخيص من خلال أفلام الأشعة من دون وجود طبيب الأشعة في مكان المريض نفسه، ويضيف عبد المعطي: «يمكن من خلال هذه التقنية، إتاحة الفرصة للحصول على تشخيص وقراءة أفلام الأشعة بشكل دقيق، بواسطة أمْهَر الأطباء في أي مكان، وذلك باستخدام وسائل الاتصال المعروفة، مثل خطوط التليفون، وشبكة المعلومات الدولية، وشبكة الربط الداخلية، كما يُمكن تشغيلها بواسطة أحدث وسائل الاتصال عن بُعد».

عربات «الكشف المبكر»

وعن كيفية تنظيم عملية تغطية انتشار عربات عمليات «الكشف المبكر» على مستوى المحافظات المختلفة، يقول مدير التشغيل للبرنامج القومي لصحة المرأة، الدكتور محسن أبو زيد: «لدينا 12 سيارة مُجهّزة بأحدث الأجهزة للكشف على السيدات، والنساء من سن 40 سنة وما فوق، هنّ الفئة المستهدفة في الكشف، ويتم ذلك من خلال متخصصين جميعهم من السيدات».

تكلفة أقل

يُسهم البرنامج في توفير تكلفة التعاقُد مع الأخصائيين والاستشاريين من خارج وزارة الصحة والسكان، علاوة على إتاحة الفرصة للتدريب والتعليم الطبي المستمر للأطباء العاملين في المناطق النائية أثناء العمل، من خلال تقارير تشخيص الحالات من المركز الاستشاري، إلى جانب تقليل معامل الخطأ في قراءة الأفلام، لما يتميز به المركز الرئيسي من توافُر كوادر عالية ومتخصصة في الأشعة، وتطوير خدمات الأشعة في المستشفيات وتحويلها من دون أفلام، ويُعد من أهم فوائد هذه المنظومة تقليل التكلفة، من خلال استخدام عدد أفراد أقل وتقليل عامل الخطأ البشري، وعدم استخدام أفلام الأشعة، إلى جانب تعظيم الوقت والاستفادة منه، وعدم إهدار الوقت في تنقلات أطباء الأشعة بين المستشفيات، وتعويض النقص في الأطباء المتخصصين في مكان التصوير.