كلمة الطلاق من الكلمات التي تجعل المستمع لها يشعر بالصدمة، وهي كلمة الفراق ولكنه ليس بين صديقين أو بين تاجرين أو جارين أو أخوين، إنها تنحصر بين الزوجين، بين شخصين يشتركان بكيان واحد، وهو الأسرة وما يتعلق بهذه الأسرة من أبناء ومنزل وأصدقاء مشتركين.
وسأتحدث هنا عن الطلاق العاطفي، والذي يصيب العلاقة الزوجية بمقتل، ولكنه لا يقضي عليها كما هو الطلاق الرسمي، وكثيراً ما سمعنا عن بخل العواطف بين الزوجين، وأحياناً نسميه الجفاف أو برود المشاعر بين شخصين، للعاطفة مكان مهم بينهم، فعلاقة الرجل بالمرأة الزوجين ليست ذات العلاقة بين الجار والجارة، أو الموظف بزميلته، فهذه علاقات لا موجب لوجود العاطفة، حيث يحل محلها الاحترام والتقدير والتعاطف وليس العاطفة.
العاطفة موجودة أو لنقل يجب أن تكون موجودة بين طرفين، تجمعهما علاقة معينة، كالزواج أو الأبوة أو الأخوة، وعلى قدر ما تكون العاطفة كبيرة تكون العلاقة حميمة ومريحة ومحفزة، وعلى قدر ما تكون القطيعة في العلاقة يكون الفشل، ويتربص الفراق بينهما متحيناً الفرصة للانقضاض على العلاقة، حيث بين الزوجين تؤدي إلى الطلاق الرسمي، وبين الأبناء والوالدين تكون القطيعة والهجر.
إن عدم يقين الناس بأهمية التعبير عن العاطفة يشكل كارثة، وأقول هنا التعبير لأن الكثير من الأزواج والآباء والأمهات، يعرفون أهمية العاطفة، ويعتقدون أن محلها القلب، والقلب مستودع الأسرار، فلا أهمية للجهر والتعبير عنها، أعرف أن هناك رجلاً يحب زوجته أم أولاده ومعمرة بيته، ولكنه لا يعرف أن المجاهرة لها بالمشاعر والعواطف لها أهمية، أعرف أن كل أب يحب أبناءه، ولكنني أعرف أن الكثير من الآباء لا يعرفون أهمية أن يعبروا لأولادهم عن الحب لهم، ويظهروا لهم مشاعر الاهتمام بالوقت والحديث والمشاركة.
أن يعتقد الإنسان بأهمية المشاعر من دون أن يعبر عنها، يجعلها بحكم المنسية والغائبة أو غير الموجودة على الرغم من وجودها، أن تعتقد المرأة بأهمية زوجها بحياتها، من دون أن تبين له مشاعرها نحوه، وتعتبر الزواج هو سقف المشاعر، فهذا خطأ تقع فيه المرأة والرجل معاً، الزواج عمل رسمي اجتماعي، أما العلاقة الزوجية والأسرية فهي التصريح بالمشاعر التي نتجت بعد العقد الرسمي، فمن أجمل ما قرأت أن الزواج شركة يقوم الزوجان كل صباح على العمل على نجاحها كل يوم.

شعر

وقع الطلاقُ ولست أول امرأة                  فلِمَ ارتضيتِ لنا الفراقْ

أشتاقها وتردني                               ولأجل ماذا تسترين مشاعراً

كلا ولست الآخرة                             ويكون آخرها الطلاقْ

كلا ولست الخطوة الأولى بدربي عاثرة         إن الذي عندي عذابٌ لا يطاقْ

ووسادةً ضمت بها امرأة أراها باردة           وقع الطلاقْ

لا دفء فيها لا عناقْ                          والخطوة الأولى بدأناها على درب الفراقْ