بعد أن يتجاوزن محنة المرض الخبيث، تسعى النساء الناجيات من «سرطان الثدي» إلى استعادة ثقتهن بأنفسهنّ، عبر التوجّه إلى أطباء التجميل والعلاج النفسي، ليتجاوزن محنة المرض الذي قاومنه وانتصرن عليه، عبر استعادة اللمسات الجمالية على أجسادهنّ. «زهرة الخليج» استطلعت آراء أطباء تتردّد عليهم ناجيات من «سرطان الثدي». فماذا قالوا:

تُلاحظ طبيبة الجلد الدكتورة كلير القاعي أنه بعد الشفاء من مرض «سرطان الثدي»، تَصبّ الناجية اهتمامها على استعادة رونقها وجمالها، وإعادة اللون والنضارة لوجهها وبشرتها التي تعبت بسبب العلاج المزعج للمرض، مؤكدة أن هذا الفعل يدل على حُبّ المرأة للحياة واستعدادها لإكمال مشوارها فيها، جميلة وجذابة. وتضيف د.كلير: «بعد الخضوع للعلاج الشعاعي والكيماوي للقضاء على المرض، يكون من الطبيعي أن نرى تراجُعاً بالكتلة العضلية في وجه المريضة وانخفاضاً لمستوى الكولاجين في البشرة، وظهور التجاعيد وعلامات التقدم في العمر، وترهّلاً في الوجه وشحوباً، وإلى ما هنالك من مشكلات تخلفها مرحلة العلاج». وتتابع قائلة: «لهذه المشكلات حلول عديدة، وعلى المريضة أن تثق بأنها قادرة بخطوات صغيرة على أن تستعيد إطلالتها البهيّة، وهذه حقيقة تدفع كثيرات إلى اللجوء إلى عيادات التجميل، لتوقهنّ إلى إحياء بشراتهن وجعل النضارة تتدفّق منها من جديد». وتُصرّح القاعي: «بعد أخذ جرعات الكيماوي الكاملة، وانتهاء فترة طور الشفاء، وحصول تساقط الشعر وبدء النمو مُجدّداً، وأخذ الإذن من الطبيب المعالج، نشهد إقبالاً من الناجيات من المرض الخبيث على كل ما يتعلق بالعناية بالوجه، وقد يكون أقرب الطرق بالنسبة إليهن لتحقيق ذلك، اعتماد الحقن بـ«الفيلرز» و«البوتوكس» أو استخدام الخيوط». أما اختيار هذه التقنيات بالتحديد، فللدكتورة القاعي تفسير، وهو «أن نبتعد عن استخدام الأجهزة في مسألة العناية بالوجه، وذلك لفترة معقولة يحدّدها الأطباء بحسب حالة المريضة، على اعتبار أنها في بعض الحالات تؤثر في الغدد اللمفاوية». وتضيف مُختتمة بالقول: «الشائع في مُراجعات المريضات أن نسبة 70 إلى 80% منهن، يركزن على تقنيات الحقن بـ«الفيلرز» و«البوتوكس»، وهي مسألة آمنة نتائجها ممتازة».

أجمل ممّا كانت

تختار الناجية من «سرطان الثدي» اللجوء إلى عيادات التجميل للاهتمام بجمالها الخارجي، وهو أمر بديهي للمرأة التي تحب أن تبدو جميلة، في رأي استشاري جراحة التجميل والترميم وجراحة الحروق، الدكتور قاسم أهلي، الذي يضيف: «أول ما تطلبه الفتاة التي تغلبت على المرض، إعادة النضارة لوجهها من خلال حقنه بـ«الفيلرز» و«البوتوكس».. ولاحقاً، نراها ترغب في إجراء توازن بين الثديين بعيد عملية الترميم التي أجرتها عند استئصال المرض، فتُعيد مجدّداً هذه العملية سواءً بتكبيره أم تصغيره، أم شده للتخلص من أي تباين في الحجم أو الشكل بين الثديّين». ويتابع: «كلنا نعلم الحالة النفسية التي تمر بها مريضة «سرطان الثدي» والعلاج الصعب الذي تخضع له، وهي من العوامل التي تؤدي عند البعض إلى تغيير في شكل الجسم وترهّل، لاسيّما في منطقة البطن. لذا نرى إقبالاً ملحوظاً لسيدات، ورغبة شديدة في إجراء عملية شفط وشد للبطن، قبل أن يدخلن مشروع ترميم الجسم بالكامل لصقله ونحته واستعادة جماله». ويوجه د.قاسم أهلي كلامه إلى المصابات بالمرض البشع، قائلاً: « مرض «سرطان الثدي» يُغلب بالإرادة والأمل والرغبة في الحياة، ويجدر بالمريضة أن تقتنع بهذه الحقيقة لتشفى وتهزمه. كما عليها أن تضع في الحسبان أن شحوب وجهها وجفافه وتغير شكل جسدها مُجرّد حالة مؤقتة، فقد تطور الطب التجميلي إلى درجة كبيرة وبات يُحقق المعجزات، وهي بسهولة تامة سوف تستعيد رونقها ونضارتها في وقت قصير، لا بل ستصبح أجمل ممّا كانت».

الجمال ضرورة

يلفت استشاري الطب النفسي الدكتور طلعت مطر إلى أن إقبال الناجيات من مرض «سرطان الثدي» على عيادات التجميل للاهتمام بجمالهن، هو «خطوة إيجابية ومؤشر إلى أن حالتهن النفسية مستقرة ولا يُعانين الاكتئاب، بل هنّ مليئات بالأمل وحُب الحياة». ويشير د.مطر إلى أن كلامه هذا ينطلق من خبرته الشخصية مع مصابات سابقاً بهذا المرض، ويوضح: «نستقبل في العيادات النفسية الكثير من اللّاتي تغلبن على «سرطان الثدي» وفشلن في تجاوز المحنة النفسية لتبعاته، يأتين إلينا منهارات على صعيد الصحة النفسية، فنُخضعهنّ لعلاج دوائي وجلسات نفسيّة، كل منهن على حسب الظروف والحالة التي تمر بها، فهناك التي لديها استعداد نفسي للأمراض النفسية، أو ورثت الأمر عن أهلها أو غير ذلك». ويتابع: «لذا من المفرح أن نرى التي شُفيت من هذا المرض تتوجه مباشرة إلى طبيب تجميل للاهتمام بجمالها، بدل المجيء إلينا». ويُعقّب د.طلعت مطر مُختتماً: «إنّ المرأة مهما نالت من شهادات تعليميّة وتقدمت على صعيد المهنة والمنصب، يبقى الجمال بالنسبة إليها مطلباً ضرورياً تسعى وراءه دَوْماً، وهذه حقيقة يجب أن تتنبّه إليها أسرة الناجية من مرض «سرطان الثدي»، وزوجها في حال كانت متزوجة، ويتم تشجيعها بالفعل على العناية بشكلها وجمالها، لأنهم بذلك يُسهمون في تمسكها بالحياة، ويعزّزون ثقتها بنفسها كأنثى جميلة وقويّة».