هل تتساءل كيف يمكنك الخروج من منطقة راحتك، وإعادة ترميم نفسك، وتأهيلها لمواجهة الحياة من جديد؟. هل تشعر كما لو أنك تستمر في الاصطدام بالحائط يوماً بعد يوم، حاصلاً على النتائج نفسها مراراً، هل تشعر بأنك لا تقوم بإحراز أي نوع من التقدم الذي كنت تنتظره؟
الخوف يحول دون تقدمك، كيف لك أن تعرف ذلك؟ ابدأ بتحليل الموقف الذي تخاف منه، ربما يكون خوفك من لقاء شخص جديد، أو مُقابلة عمل تخشى ألّا تحصل عليه، أو تأدية امتحان، أو طلب زيادة راتبك، أو بيع مَنتج جديد، هذه لحظات تُشعرك بالقلق، وعند النظر إلى ما كنت تخشاه، وما أنت عليه الآن تجد شتان بين الأمرين.
لو أخذت تُحلل مخاوفك والأمور التي تعتقد بأنها تمنعك من التقدم، ستلاحظ أنك اختلقت 95% منها، أي أنك أنت الذي أوجدها، وقد كان إحساسك خاطئاً، وقد يكون شيئاً سخيفاً سمعته من أحد. إليك طريقة بسيطة تخرج بها من منطقة راحتك، علاوةً على ذلك يمكنك أن تحصل على صداقات جديدة، وسوف تؤثر إيجابياً في حياة البعض.

بدّد خوفك بخطوتين

الخطوة الأولى: خلال الـ24 ساعة المقبلة، قم بإجراء حوار مع خمسة أشخاص لم تعرفهم من قبل، أي غُرباء عنك تماماً، ابدأ بالتحدث إليهم، جاملهم، اكتشف شيئاً عنهم إذا كنت راكباً طائرة، فتحدّث إلى الشخص الذي يجلس إلى جانبك، تحدث إلى الناس الواقفين في طابور، إلى من يصعدون معك في المصعد، إذا دخلت المصعد مع أكثر من شخصين، بمجرد إغلاق الباب، قل: «أعتقد أنكم تتساءلون لماذا قررت عقد هذا الاجتماع؟»، رَدّ فعل الناس سيكون عظيماً. إن استطعت رسم ابتسامة على وجوههم، تحصل على نقاط إضافية بشرط أن يكونوا خمسة أشخاص خلال 24 ساعة.
أتعلم؟ ستستمتع بهذا جداً، حتى إنك ستبحث عن خمسة آخرين خلال الـ24 ساعة التالية. وكذلك ألن يكون رائعاً أن تحول هذا إلى عادة؟ أثر في حياة الناس بشكل إيجابي بالتواصل معهم، عندما تقابلهم في الخارج. أتعرف ما الذي سيحدث بمجرد أن تكون قد تحدثت إلى 50 شخصاً؟ ستسأل لماذا كنت يوماً خائفاً من التواصل مع الغرباء.

الخطوة الثانية: هي أن توثّق الأوقات، دوّن أو أكتب مُذكرة باللحظات التي تجاوزت فيها منطقة الراحة، التي تمنع تقدمك. ابدأ بكتابة مذكرة باللحظات، بحيث إذا دخلت مكاناً مرة أخرى، وعندما تشعر بالقلق، وتفكر قائلاً: «يا إلهي ماذا أستطيع أن أفعل حيال ذلك؟»، يمكنك وقتها أن ترجع للمذكرة وتقول: «لقد فعلت ذلك من قبل، أعلم أنني أستطيع القيام به. هيّا تشجّع وافعله»، استخدم حديث النفس، بطريقة إيجابية.
عوامل سحرية
 
هنالك ثلاثة عوامل سحرية تحررك من المعتقدات التي تقيّدك، وهي:
1 - السرعة: زوّد سرعتك، من الناحية الجسميّة، تحرّك أسرع، وافعل الأشياء بسرعة كبيرة، تشعر بثقة أكبر في الخروج من منطقة راحتك.
2 - الفريق: اعمل مع فريق يصبح الخروج من منطقة راحتك أسهل عندما تعمل مع الآخرين، تخيّل أنك جزء من مؤسسة العرف السائد فيها، هو أن تكون خارج منطقة راحتك.
3 - المرح: هو العنصر الثالث، يصبح الخروج من منطقة الراحة أكثر سهولة، عندما تنعم ببعض المرح.

تذكر أن:
• منطقة الراحة منطقة رمادية، من لا يخوض التجربة لن يتعلم، فالسيارة لم تصنع لتقف إلى جانب بيتك.
• أخرج من منطقة راحتك، واجه المجهول، مخاوفك هي من نسج خيالك فقط، الخطوة الأولى صعبة، بعدها تسهل المهمة.
• اسأل نفسك: ما الأمور التي كسرت خوفك فيها، وكنت بقدر من الشجاعة والثبات؟ وأثبت لنفسك أنك تستطيع؟
• قد تشعر بالخوف عند عمل أي شيء جديد (حين تخرج من منطقة الراحة/ الأمان) الخوف موجود، لكن لا تسمح له أن يسيطر عليك.
• واجه مخاوفك، هناك الأفضل ينتظرك، أحلامك طموحاتك، كن شجاعاً وانطلق.
• لا تهرب ممّا تخشاه وإلّا قتلك الخوف، الهروب هو للخاسرين فقط، الشجاعة لها عضلات تنمو بالتمرين والاستمرار، بالاستمرار تصبح الشجاعة ضمن دائرة الراحة.
• شجاعتك بكسر منطقة الراحة، لا يعني أنه لا يوجد خوف، بل توجد أمور لها قيمه أكثر، لا بدّ من تجربتها أكثر من مجرد الاستسلام للخوف.
• لا بد أن تخرج من منطقة راحتك لتواجه تحديات الحياة الحقيقية، حين تكسر منطقة الراحة بشجعاتك، سوف تجرب أموراً قد تغيّر مجرى حياتك، وتصنع منك شخصاً لا يتكرر.
• حين تخرج من دائرة الراحة تشعر بالثقة، انزل إلى أرض الواقع، وافشل، فالنجاح يصنع بالمثابرة، وتكرار المحاولات، والإصرار والحماسة والتشجيع، فالناجح يعرف أنه سينال نصيبه من الفشل، فالإخفاقات جزء ضروري من رحلة النجاح.
• كن نفسك، قوي ثقتك بنفسك، واكتشف بصمتك المتميّزة.
• ركّز على نقاط قوّتك تنجح، تختفي نقاط ضعفك، ويرتفع تقدير ذاتك.
• إذا كنت تجلس انتظاراً لفرصة من شخص أو ظروف حتى يحقق نجاحك، ستنتظر كثيراً، ما تريده لن يتحقق، بادر فيه واخط خطوات توصلك إليه.