• يقولون: «صَمَتَ دَهْرَاً.. ونَطَق كُفْرَاً، فالألفاظ التي نقولها هي الثياب التي ترتديها أفكارنا، فيجب ألّا تظهر أفكارنا في ثياب رثّة بالية. ويقول أحدهم: «وتجنّب الفحشاء لا تنطق بها ما دمت في جَدّ الكلام وهَزْله، واحَبْس لسانك عن رديء مَقالة توقّ من عثر اللسان وزله». ومناسبة السطور أعلاه، «تخاريف» الإعلامية المذيعة الصديقة وفاء الكيلاني، في الحلقة الأولى من برنامجها الجديد، الذي كان ضحيّته في نظر كثيرين، مطرب الرومانسية وائل كفوري، الذي ربما من رومانسيّته الفائضة نسي مَقولة: «حتى في الأمور التافهة يجب أن تكون شريفاً».. فما بالكُم بالأمور المهمة كحوار سيراهُ الملايين؟ والتي وللأسف مقابل حفنة من الدولارات قبل أن يكسر وائل الصورة التي رسمها الكثيرون لشخصيته المتّزنة الهادئة، وأعتقد أنّ الصراحة هي أن تقول ولا تستر كل ما ابْتُلي به الـ«بَني آدم»، فجاء الحوار على شاكلة جملة الفنان عادل إمام في واحدة من مسرحياته «كل ما تتزنق إقلع».. لذلك تَعرَّى وائل كثيراً أمام المشاهدين وهو يقول «إنّ الزوج في غرفته.. والزوجة في غرفة أخرى، وأن درجة الشهوة لديه عالية، وأنه لو كانت لديه «طاقيّة الإخفاء» لذهب ودخل غرفة جميع الفنانات»، وغيره من الآراء التي لا يُمكن بأي حال أن نُسامح وائل عنها، حتى لو تراجع بعد ذلك وقال إنه كان يمزح!

• أيضاً، المذيعة وفاء الكيلاني، والتي كثيراً ما انحزْتُ وانتصرت لها، هي الأخرى يجب أن تُحاسَب، فالصديق مَن صدَقكْ لا مَن صدّقكَ، ويبدو أنها بعد غياب ثلاثة أعوام عن الشاشة، لم تحسب جيداً حساب عودتها، أو أن الثقة المفرطة التي اكتسبتها سابقاً في تتويجها «أفضل مذيعة عربية»، جعلتها تضرب بقيَمَنا عرض الحائط، حتى قرأت وسمعت آراءً يُحترَم أصحابها، بعد الحلقة الأولى من «تخاريف»، تقول إنه البرنامج الأسوء في تاريخ وفاء من ناحية الأسئلة والإعداد، وإلّا كيف تقبَل المذيعة التي اسمها كوصفها، أن تسأل: «لو قابلت فتاة ليل في الشارع، بماذا توصيها؟». فتأتي إجابة وائل كفوري صادمة: «تَوَصّي بالزبون»، ويُضيف ما أخْجَل من تدوينه!.. وتسأله: «هل عمرك لبّيت نداء الطبيعة في الشارع».. أي «فَكّيت زَنقة» في الشارع؟ فيُجيب الضيف: «أكيد إذا كنت محشوراً». وتسأله: هل عمرك ذقت سجائر متغمّسة؟ ويرد: «تحت الهواء سأخبرك لأني دايخ الآن»، وتسأله: «تأخذ مين في حضْنَك وتبقى إنت وهوّ مختفيين لا أحد يراكما؟.. وما هي شهواتك؟»... إلخ من الأسئلة التي لا يعني رفضي وغيري الكثيرين لها.. أننّا مُتزمّتون أو رَجْعيّون.. بل لإدراكنا أنّ «المرء مخَبَّا تحت لسانه». فقد قال علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه): «وَزِنِ الكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ وَلا تَكُنْ... ثَرْثارَةً فِي كلِّ نادٍ تَخْطُبُ، واحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ... فَالمَرْءُ يَسْلَمُ بِاللِّسَانِ وَيُعْطَبُ». لذا نأمَل من القناة والمذيعة والضيوف القادمين مُعالجة العَطب الحاصل، حتى لا يكون «تخاريف» الشّعْرَة المتبقّية لقَصْم ظهْر البَعير على صعيد برامجنا الفنية، ولنُذكّر وفاء الكيلاني أنه كثيراً ما يقول الأطفال كلمات وعبارات لا تُعجبنا.. نحنُ نطقنا بها أمامهم!

• غريبة هي الحياة إذا نظرنا إليها فلسفيّاً، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الفنانة غادة عادل عن طلاقها من زوجها المخرج مجدي الهواري، بعد 20 سنة من الزواج، نجد الفنانة والمذيعة اللبنانية دوللي عياش تتزوج مَن حَالتها الظروف الارتباط به بعد 14 عاماً من الحُبّ. فكما يموت بشر ويولد آخرون، كذلك هو الحب يموت بين أناس ليولد بين آخرين.

• أثّر فـيَّ كثيراً مشهد الفنان محمد الترك، والد الفنانة الشابة حـلا الترك، وزوج المطربة المغربية دنيا بطمة وهو يطل في «سناب شات» يُخاطب الجمهور وهو يبكي، كاشفاً أنّ الطبيب أخبرهُ عن إصابته بورَم، ويُعلن اشتياقه لعائلته. ومع تعاطفي مع المشهد، سمعت من يقول لي مُعلقاً: «لا يستطيع أحد ركوب ظهْرَك إلّا إذا كنت مُنحنياً.. والذكرَى أجمل شيء تستطيع أن تملكه بعد الفراق!.. فادعوا للترك بالشفاء.