أميرتي.. في راحتيكِ خافقي استراحا..
وكم غَدَا بينهما ورَاحا
مُحتمِلاً بصبره الجِرَاحا
وأنتِ كنتِ لاهية.. عن أي شكوَى ناهية..
ولم يكن مُباحا.. لخافقي المسكين أو مُتاحا..
أن يشهد الأفراحا.. أو يُعلن انفتاحا..
لكنّهُ بَعَد العَنَاء ارْتَاحا..
وها أنا أضعه أمانة.. لديك يا أميرتي الإنسانة..
بين الضلوع جَهّزي مَكانه
وأكرمي مثواهُ.. لا يُصبحُ آهِ أو أواهُ
ولنهجر المدينة.. فإنها رغم الضجيج دائماً حزينة
شدّي الرِّحال للرِّمال الحانية..
فإنها مَهْمَا ابتعدنا دانية.

إلى الصَّحْراءِ لا أُخْفي اشتِياقي   هَواهَا في صَميمِ القَلْبِ بَاقي

فَفَوْقَ رِمَالها مَهْدِي وَلَحْدي       وَمِنْ أَحْضانِها كَانَ انْطِلاقي

تَعَلَّمتُ المَحَبَّةَ مِنْ حَنانٍ         لِأُمٍّ لَمْ تُطِقْ يَوْماً فِرَاقي
وَحينَ كَبُرْتُ كانَ الحُبَّ تَاجاً    عَلَى رَأسْي فَأْعْلَنْتُ اعْتِنَاقي
وَغابَتْ لَوْثَةُ البَغْضاءِ عَنيّ      وَعِشْتُ مَعَ المَحَبَّةِ فِي وِفاقِ
وَحينَ تَركْتُ صَحْرائي حَزِيناً    تَبَقَّى شَوْقُ رُوحي لِلتّلاقي

وَذاكَ الشَّوْقُ أَرْجَعَني إِلَيْهَا       وَلَمْ تَنْجَحْ مَواثيقُ الطَّلاقِ
تُنادِيكِ الرِّمَالُ فَعانِقيهَا           فَمَجْدُ العَيْشِ في ذاكَ العِناقِ
وَمَدْرَسَةُ المحَبَّةِ في الصَّحارى   تَجِلُّ عَنِ التَّزَلُّفِ وَالنِّفاقِ
لَدَيْهَا يَرْتَقي الإِنْسانُ حَتّى        يَكونَ مَعَ المَكارِمِ في سبَاقِ