نجحت لاعبة المصارعة سمر حمزة في الفوز بالميدالية البرونزية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في إسبانيا مؤخراً، لتؤكد أن الألعاب القتالية ليست حصراً على الرجال، وأن الفتاة العربية تستطيع تحقيق النجاح في المجالات كافة، على الرغم من الانتقادات التي لم تَسْلَم منها عندما قررت احتراف رياضة يراها المجتمع لا تليق بالنساء. التقت «زهرة الخليج» سمر للتعرف إلى سر تألقها والصعوبات التي تواجهها.
 • في البداية كيف كانت بدايتك مع المصارعة؟
البداية كانت عام 2013 في المؤسسة العسكرية الرياضية، وقبل المصارعة كنت أمارس رياضة الـ«كاراتيه»، ولكن رغبتي في الاشتراك في الأولمبياد جعلتني أتجه إلى المصارعة، لأن الـ«كاراتيه» ليست لعبة أولمبية.
• إلى ماذا تحتاجين حتى تحققي ميدالية أولمبية في المصارعة في «أولمبياد طوكيو» 2020؟
لا بدّ من المشاركة في معسكرات خارجية حتى أتمكن من اللعب مع لاعبات من وزني نفسه، لأن الاحتكاك بلاعبات من مختلف الجنسيات هو أفضل طريقة لتطوير المستوى، فهنا في مصر لا يوجد لاعبات مصارعة بالمستوى نفسه ولهذا أحياناً يكون تدريبي مع الشباب.
• إلى مَن تهدين الميدالية البرونزية؟

أهديها إلى الكابتن محمد عبد الحفيظ طلبة، لأنه بذل معي مجهوداً شاقاً في التدريب وشجّعني كثيراً ووثق بقُدراتي الفنية منذ البداية، وجعلني أفوز على اللاعبة الإسبانية نوليا لاين كلين على أرضها، فالمنافسة لم تكن سهلة، وواجهت لاعبات من تركيا وفرنسا، وهنّ بطلات أوروبا وبطلات العالم، ولكن تشجيع كابتن طلبة منحني المزيد من الثقة بقُدراتي.

أنوثة اللاعبة

• ما رأيك في الانتقادات التي تتعرض لها كل فتاة تمارس لعبة قتالية؟
الانتقادات تأتي بسبب عدم وجود وعي، فالناس يعتقدون أن المصارعة تؤثر في أنوثة وجمال اللاعبة، وهذا غير حقيقي، فالحياة بعيداً عن التدريبات تختلف كثيراً، فبعد التدريب أرتدي الفساتين وأضع مستحضرات التجميل كأي فتاة ولا أهتم بأي انتقادات.
• كيف يمكن تغيير ثقافة الناس تجاه ممارسة الفتاة للملاكمة والمصارعة وغيرهما من الألعاب

يمكن أن يحدث ذلك عندما يتم عرض مباريات على شاشات القنوات العربية للاعبات من كل بلدان العالم أثناء ممارستهن للمصارعة والملاكمة ستتغير الثقافة، لأن الناس في حاجة إلى رؤية الإنجازات التي تتحقق من قبل هؤلاء اللاعبات ومدى التشجيع من قبل شعوبهنّ. كما لا بد من تصحيح المفاهيم، فالبعض يعتقد أنني أمارس مصارعة المحترفين التي يلعبها جون سينا، ولكن هذا غير حقيقي فالمصارعة الحرة رياضة أولمبية ولها قوانين.

البنت الوحيدة

• ما المواقف الصعبة التي واجهتك منذ احترافك المصارعة؟
- هناك العديد من الصعوبات، ولكن كان أصعبها عندما قررت إنقاص وزني حتى أتمكن من المشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط، لأن وزني لم يكن مُدْرَجاً في البطولة، فأنقصت وزني من 82 كيلوجراماً حتى أتمكن من اللعب في وزن 68 كيلوجراماً، وقد فزت في الميدالية البرونزية.
• ما موقف أسرتك من ممارستك المصارعة؟
- أنا البنت الوحيدة، ولي أربعة أشقاء، وليس سهلاً بالنسبة إلى والدتي أن تعيش ابنتها الوحيدة بعيداً عنها، لأني تركت الإسكندرية حيث تعيش عائلتي، ونقلت محل إقامتي إلى القاهرة حتى أتمكن من الانتظام في التدريبات، ولكن والدتي فخورة بي وتتمنّى لي التميّز، وتتفهّم حُبّي للمصارعة، وهي من ذهبت بي عندما كنت صغيرة لممارسة رياضة الـ«كاراتيه».
• كفتاة في بداية حياتك.. ماذا منحتك الرياضة وماذا أخذت منك؟

الرياضة حرمتني من صديقاتي، فحياتي عبارة عن تدريبات مستمرة وسفر للمشاركة في البطولات، ولا يوجد وقت للخروج مع الصديقات، كما لم ألتحق بالجامعة بعد الثانوية العامة مباشرة حتى أتفرغ للمصارعة، ولكن هذا العام قدّمت أوراقي إلى إحدى الجامعات حتى أتمكن من الحصول على شهادة جامعية، ولكن لا أنكر أن المصارعة أيضاً منحتني الكثير من الفرص، مثل التعرف إلى لاعبات من مختلف أنحاء العالم، فلدي ّصديقات وهنّ بطلات مصارعة من تركيا وروسيا وإيطاليا، كما أن الرياضة طوّرت فكري ومنحتني المزيد من الثقة بالنفس.
 
فارس الأحلام

• ما الهدف الذي تسعين إلى تحقيقه بعد الفوز بالميدالية البرونزية في دورة البحر المتوسط الأخيرة؟

أستعد حالياً لبطولة العالم للمصارعة، وأتمنّى الفوز بميدالية «ذهبية».
• كلاعبة مصارعة عربية، مَن هو مَثلك الأعلى؟

مثلي الأعلى لاعبة المصارعة الروسية ناتاليا فوروبيفا.
• هل يُمكن أن تتركي المصارعة إذا ظهر فارس الأحلام المناسب؟
قد أترك المصارعة للزواج إذا حققت هدفي، وهو الفوز بميدالية «ذهبية» في بطولة العالم، ولكن إذا لم أتمكن من تحقيق هدفي في المصارعة والحصول على الميدالية الذهبية، فلن أفكر في الزواج.
• ما الكلمة التي توجهينها إلى الفتاة العربية؟
لا بد من المجهود والإصرار حتى تتمكني من تحقيق هدفك، ولا بد من تجاهُل المحبطين والشخصيات السلبية حتى تواصلي مشوارك بقوّة.