احترت ماذا أكتب في يوم المرأة الإماراتية! فما يزيد صعوبة مهمة أي شخص يريد وصف تفوّق الإمارات في مجال تمكين المرأة هو أننا تجاوزنا في دولتنا المعنى الذي اعتاد العالم على تداوله عند الحديث عن تمكين المرأة، ولا أريد تكرار الحديث عن نسبة مشاركة المرأة في مختلف مناحي الحياة، ولكن حيرتي سرعان ما تلاشت عندما وقعت عيناي على صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال حضور سموه حلقة شبابية بعنوان «دور شباب الإمارات عالمياً»، فهمست لي الصورة أننا في الإمارات أصبحنا نحتفل بمكانة المرأة ودورها في الإنجازات الوطنية وليس تمكينها فقط.
همسة الصورة جاءت بكون غالبية المشاركين بالحلقة الشبابية من الشابات المواطنات اللاتي أثرين الحلقة بحضورهن ونقاشهن الحدث، وهي رسالة مرئية مفهومة بكل لغات العالم ولا تحتاج لترجمة وتتكرر كل يوم على مرأى العالم بنشرات الأخبار وتغطيات قنوات التواصل الاجتماعي لأهم فعاليات الدولة. فمن تقع عيناه على جلسة للمجلس الوطني الاتحادي (برلماننا) لا نحتاج أن نحدثه عن التمكين فالرئيسة امرأة باقتدار، وفي أي صورة لاجتماع مجلس الوزراء تسع وزيرات يحملن أبرز ملفات المستقبل هُن نساء بعمر الورد وغيرها من المناسبات والمواقع.
ورغم أنّ سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أهدتنا يوماً للمرأة الإماراتية للاحتفال بكل إنجازات المرأة إلا أن سموها وقيادتنا الحكيمة ككل في الإمارات تُقدّم لنا يومياً مواقف وخطوات عملية لدعم المرأة نراها ونعيشها وتفوق أي كلمات. لذا تجد خطابنا الإعلامي أصبح يتحدّث عن نجاح فرق العمل ككل دون تفرقة بين رجل وامرأة، وفي الإنجازات النسائية الكبرى على مستوى الدولة، وعالمياً يكون أصحاب السمو الشيوخ في مقدمة المهنئين للمواطنة صاحبة الإنجاز.
يوم المرأة العالمي عند كثيرين هو مناسبة لاستخدام المجهر للبحث الصعب عن أمثلة طبيعية وحقيقية لإنجازات المرأة، ولكن في دولتنا أضفنا ليوم المرأة العالمي يوماً خاصاً بالمرأة المواطنة لأنها حاضرة في كل إنجاز وطني ومشاركتها الفاعلة مشهد يومي تُعززه بيئة تشريعية ضامنة لحقوقها، وبيئة عمل تحترم قدراتها وإمكاناتها، وكذلك تتولى إدارة ما تحقق في التمكين والبناء عليه مؤسسة غير مسبوقة هي مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين برئاسة سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم.
الاحتفال بالمرأة الإماراتية ليس يوماً في دولتنا، ولكنه برنامج عمل على مدار العام، وما حققناه قابل للتطبيق في أي دولة بشروط أهمها أن تكون القيادة مؤمنة بدور المرأة وتكون هي أوّل من يقدّر هذا الدور ويعززه. وثانياً، أن لا تحاول الدول اصطناع أدوار للمرأة كأنها كائنٌ فضائي بل تعطيها مساحة الوطن بكافة مؤسساته وأدواره لتسهم ببنائه شريكة جنباً إلى جنب مع الرجل وليس مقحمة. وثالثاً، أن تستثمر الدول في المرأة والرجل بصفتهما إنساناً فاعلاً لا حدود لقدراته وتميزه لتجد المرأة تفوق الرجل في كثير من المحطات. لأن الصورة أبلغ من كل الكلمات سأتوقف هنا وكل عام والمرأة الإماراتية جزءٌ من نبض الإنجاز الوطني وكل يوم وأنتن متميزات بنات زايد.