أكثر من 28 عاما قضتها اللبنانية رزان مغربي في الساحة الفنية، شهدت خلالها كثيراً من النجاحات وعدداً من الإخفاقات، التي لم تمنعها من التقدم ومواصلة مشوارها وحلمها الذي راودها منذ أن كانت في الـ16 من عمرها، حتى غدت متعددة المواهب، بداية بالتقديم التلفزيوني، وصولاً إلى عالم الغناء والتمثيل. وها هي الزوجة والفنانة رزان مع اقتراب عيد ميلادها الـ45 كونها مواليد (19 أغسطس/‏‏‏ آب)، تتحدث لـ«زهرة الخليج».

• عدت في رمضان الماضي إلى الدراما من خلال مسلسل «رسايل»، ما الذي دفعك للموافقة عليه؟

كل العوامل التي يحملها المسلسل جذبتني على الموافقة والعودة للشاشة الفضية بعد غياب أربع سنين، بداية من الدور ثم السيناريو وحتى طاقم العمل وعلى رأسهم النجمة الجميلة مي عز الدين، فعلى الرغم من أنها المرة الأولى التي نتعاون فيها معاً، إلا أنه تربطنا علاقة صداقة قوية، لذا كانت الكواليس ممتعة للغاية بين أسرة المسلسل، فضلاً عن أن المخرج إبراهيم فخر هو أول من رشحني للدور.

أبحث عن السبب

• ما السبب وراء غيابك عن التمثيل كل هذه الفترة الماضية؟

لا أعلم تحديداً، أنا أيضاً كنت أبحث عن السبب وراء انشغالي كل هذه الفترة، وربما الأدوار التي كانت تعرض عليّ غير مناسبة، أو لانتقالي المتكرر من بلد إلى آخر هو وراء غيابي عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية، ولن أقول كسلاً لأنني مفعمة بالطاقة وأحب عملي، لكن يبدو أن هناك بعض الأشخاص لديهم تصور خاطئ عني، فمثلاً كنت أتحدث مع شخص ما في المجال الفني، وقال لي إنه يخشى الاتصال بي وطرح بعض العروض الفنية عليّ خوفاً من أن يكون أجري مرتفعاً، والحقيقة ذهلت من كلامه، حتى إنني قلت له: لا تخف وكان يجب أن تعود وتسألني أولاً، بدلاً من تلك التكهنات التي لا وجود لها، وبصراحة، لا أعلم ما يجب عليّ فعله، هل أضع مثلاً سعر أجري في الشارع! في الحقيقة، أنا أبسط من كل هذه الأمور والتعقيدات، فحينما يعجبني عملاً فنياً لا يهمني أمر المال على الإطلاق، والدليل على ذلك مسلسل «رسايل» عندما تواصل معي المخرج، أحببت أن أكون جزءاً من فريق العمل من دون التطرق إلى أي تفاصيل أخرى.

• ألم تتخوفي في «رسايل» من كراهية الجمهور لك بسبب تقديمك شخصية تحمل داخلها هذا الكم من الشر؟

إطلاقاً، لأنه في النهاية الحياة ذاتها قائمة على الخير والشر، والدليل على ذلك، أننا نرى وجوهاً وأشكالاً عديدة ومختلفة من الخير والشر في حياتنا وحولنا، ونحن من نملك سلطة التحكم في نسبة كل منهما، لذا فلا بد أن يجسد الممثل الشخصيات كافة الموجودة على أرض الواقع.

عكس شخصيتي

• ألا ترين أن ملامحك بريئة على الدور في «رسايل»؟

بالعكس، أكثر ما حمسني للدور أنه عكس شخصيتي ومختلف عني تماماً، فأنا أعشق المغامرة والخروج عن المألوف، وما دمت قد عثرت على الدور الجيد الذي يضيف إلي فسأقبله فوراً.

• ترددت أخبار أن الفنانة مي عز الدين، دائماً تتدخل في تفاصيل العمل وأدوات الممثلين بشكل دقيق، هل لمست هذا في «رسايل»؟

هي لم تتدخل بأي شيء يتعلق بي داخل المسلسل، والحقيقة، مي عز الدين فنانة شاطرة على الصعيدين المهني والإنساني، وأنا سعدت جداً بالتعاون معها لأول مرة، وأتمنى لها كل التوفيق والنجاح.

• بعيداً عن الدراما.. ما سبب ابتعادك عن الغناء كل هذه الفترة؟

لم أبتعد عن الغناء.. لكني وجدت أني أحقق نجاحاً في تقديم البرامج مثل «اللعيب مع رزان ومهيب»، و«من روسيا مع التحية»، اللذين حققا ناجحاً بمجرد طرح البرومو. أيضاً على صعيد الدراما، خضت تجربة جديدة من خلال مسلسل «رسايل»، تطلبت مني وقتاً طويلاً في تحضيرها والوقوف على تفاصيلها، وهذا بالنسبة إلي هو النجاح والاستمرارية، وعموماً كل شيء عندما يأتي في وقته يكون أفضل وأجمل.

الحدث الأهم

• قدمت برنامجاً رياضياً للمرة الأولى.. ما الذي دفعك للموافقة على هذه التجربة وتغيير جلدك من المنوعات للرياضة؟

في الحقيقة.. الموضوع له أبعاد أخرى، فعودتي لشبكة قنوات MBC هي الحدث الأهم والمباراة الحقيقية، لأنها بيتي الأول وتجربتي وكل ذكرياتي الحلوة كانت معهم، لذلك عندما اتصلت بي إدارة «إم بي سي مصر» تحديداً، وافقت على الانضمام لهم على الفور، على الرغم من أنني كنت لا أعلم ما العباءة أو الإطار أو تفاصيل المشروع الذي سأعود به على شاشتهم للجمهور، وبصراحة لم يشغل الأمر تفكيري لوهلة، لأني بأيد أمينة، وفي النهاية سأكون الفائزة.

• وكيف استقبلت الأمر عندما علمت أن البرنامج رياضي؟

فوجئت وصمتُ، ثم استوعبت الفكرة وأدركت أن الإدارة كانت تريد من خلالي إضفاء نكهة وطاقة جديدة على البرامج الرياضية، وفي الوقت ذاته تتواكب حينها مع حدث «مونديال روسيا 2018» بشكل عصري ومختلف، عندئذ أدركت أن الإدارة تملك دماغاً نووياً وفي طريقها لتقديم برنامج رياضي في قالب لم نره قبلاً، لذا تحمست للتجربة، بالإضافة إلى أنني كنت أريد تغيير جلدي والعودة للساحة في ثوب مختلف بعيداً عن الفن والاستوديوهات والغناء والكعب العالي والترفيه.

• لكن ألم تترددي، لاسيما أن معلوماتك وخبراتك في مجال تقديم البرامج الرياضية ضعيفة؟

أنا نشأت أساساً في بيت رياضي من الدرجة الأولى، فقد كان والدي صحافياً رياضياً، وشقيقي أيضاً كانت كرة القدم تشغل حيزاً كبيراً من اهتماماته، وبالنسبة إلي بدأت أهتم بكل ما يتعلق بكرة القدم بعدما انتقلت للعيش في لندن، فالرياضة هناك كالماء والهواء موجودة في كل مكان، والحقيقة كل تلك الخبرات أفادتني كثيراً، حيث نفضت الغبار عن ذاكرتي الكروية خلال تحضيري للبرنامج، واسترجعت معلوماتي القديمة عن كرة القدم وذاكرت عنها أكثر، وكنت ألجأ لوالدي والمعدين في حال صادفتني أي عقبات، ولكنني أيضاً اعتمدت على حسي الإعلامي البسيط بشكل أكبر، لذا كانت أسئلتي شخصية إنسانية عن الجوكر وليس المحترف، عن الإنسان وليس اللاعب، صحيح أنها أسئلة بسيطة جداً إلا أنها تهم شريحة كبيرة من الجمهور.

غموض «العملية»

• أغلب برنامجك الرياضي تم تصويره في شوارع روسيا، حديثنا عن تفاصيل رحلتكم هناك؟

 كانت جميلة ومليئة بالمغامرات، فقد أقمنا في روسيا مدة 20 يوماً، بعدما انتهينا من تصوير بعض الحلقات مع اللاعبين في لندن، وكنت سعيدة أن ابني «رام» سيراني لأول مرة على الشاشة، وفي روسيا كان هناك غموض يسيطر على العملية، وأقول عملية وليس برنامجاً، لأننا لم نكن نطرح الأسئلة، بل كنا ننفذ بشكل مباشر، لأن فكرة البرنامج لم تكن مكتملة عندما أعطتنا الإدارة إشارة بدء التصوير، وفعلاً البرنامج كان عبارة عن خلطة سرية، ونحن كنا نعلم تفاصيل الحلقة قبل الجمهور بساعات.

• بما أنك تحبين تغيير جلدك، هل يمكن أن توافقي على خوض تجربة تقديم برامج «التوك شو»؟

أعتقد لا، صحيح أنني أهتم بالسياسة كمتابعة وقارئة، لكن هذه الخطوة مؤجلة بالنسبة إلي، لأنه لدي المزيد في جعبتي بعيداً عن السياسة، فضلاً عن أنني إنسانة بسيطة وعفوية وطبيعية، وسأكون سبباً في نشوب الأزمات ووقوع حرب عالمية ثالثة نحن لسنا في حاجة إليها، وصدقوني لو سألتموني الآن: هل أريد العودة للبرامج الفنية والترفيهية؟ ستكون إجابتي بالنفي، بل أريد أن أستمتع بتجربتي في تقديم البرامج الرياضية، فالأمر أصبح مغرياً بالنسبة إلي، خاصة بعدما أثنى على أسئلتي الكثير من اللاعبين، متسائلين عمّا إذ كنت أقوم بالتحليل الرياضي منذ فترة في الخفاء.

أحترم وظيفتي

• بعد سفرك إلى روسيا، انتشرت شائعة أن برنامجك «اللعيب»، ما هو إلا ستار لجذب الفنانين لمقالب رامز جلال، إلا أنك نفيت الأمر بجملة «لن أكون بديلة نيشان»، ماذا تعنين بذلك؟

أنا لا أقصد بذلك التقليل من مكانة نيشان الشخصية أو الفنية، فصديقي نيشان، الله يوفقه، كان لديه حساباته الخاصة، لكني أتحدث عن قراراتي وكنت أجيب عن السؤال بمنتهى البساطة، وكل ما في الأمر أنني قلت إذا عُرض عليّ المشاركة في برنامج مقالب رامز جلال، بالتأكيد إجابتي الأولى ستكون: لا، وذلك بسبب حسابات واعتبارات شخصية كثيرة، فضلاً عن أنني أخاف على علاقاتي بزملائي وأحترم وظيفتي ولا أحب أن يتم استغلالي بهذه الطريقة. وعموماً، أرفض أن أكون «سنيدة» في برامج رامز جلال وكلامي هذا لا يقلل من مستوى برامج رامز جلال، بالعكس هو يحقق نجاحاً والدليل، انتظار الجمهور لبرنامجه كل عام في رمضان.

• كيف تجنبت الوقوع في شباك مقالب رامز جلال كل هذه السنوات؟

تقريباً ربنا بيحبني، ولكنني كنت أعتمد على حاستي السادسة بشكل كبير، وتم إنقاذي من بعض زملائي أكثر من مرة، فمثلاً أتذكر أن نيللي كريم عزمتني ذات مرة على عيد ميلاد ابنتها، لكنني اعتذرت لها عن الحضور بكل ثقة، بسبب انشغالي مع وزارة الآثار المصرية في الاحتفال باكتشاف مقبرة جديدة، ولا بد أن أذهب لكي أعلق على هذا الحدث المهم، إلا أنها ضحكت على سذاجتي وحذرتني من الذهاب، لأنه مقلب رامز جلال الجديد، لذلك اعتذرت لهم عن الحضور. وللأسف استطاع هاني رمزي أن يوقعني في شباكه العام الماضي، لأنني كنت في لبنان وبعيدة كل البعد عن الوسط الفني والصحافة، لذا لم أستوعب أن الأمر مجرد خدعة ومقلب.

• بما أنك أصبحت خبيرة كروية مؤخراً، ما تقييمك لأداء المنتخبات العربية بعد أن شاركت في كأس العالم 2018؟

أرى أن لاعبي المنتخبات العربية بذلوا قصارى جهدهم لكي يرفعوا رأس بلادهم، وأي هدف عربي تم إحرازه في كأس العالم هو فخر للعرب جميعاً، ويجب ألا نحزن على خروجنا من الكأس مبكراً، فمن المعروف أن «الساحرة المستديرة» ليست لها كتالوج ولا يمكن التكهن بنتائجها على الإطلاق، وكما خرجت الأرجنتين وألمانيا والبرازيل وإسبانيا، أيضاً خرجت منتخبات المغرب والسعودية وتونس ومصر.

• أخيراً، ما آخر تطورات برنامجك الجديد مع شركة «ميديا هوم» المالكة لشبكة قنوات «العاصمة» و«الحياة»؟

من المفترض أن يظهر هذا المشروع للنور في عام 2019، وأحب من خلال «زهرة الخليج» توجيه الشكر لإدارة الشركة على رحابة صدورهم، لأنهم سمحوا لي بالانضمام لشبكة قنوات «إم بي سي» هذا العام فقط، على أن أعود إلى شاشتهم العام المقبل، صحيح أننا لم نستقر على أي فكرة حتى الآن، لكن أظن أنني سأعود لتقديم البرامج الفنية والمنوعات معهم.